حاوره:أحمد عطا / لا ميديا -
الحديث عنه ذو شجون، لأنه صاحب همة عظيمة وحلم كبير برياضة جديدة على مجتمعنا. بطلنا هو عماد علي حزام، ابن الحديدة البسيط روحاً والعظيم همة وحلماً وثباتاً... لمَ لا؟! فهو لم يستسلم لكل الصعوبات والمعوقات التي واجهته، بدايةً من أنه يقدم رياضة غير معروفة وغير معترف بها من وزارة الشباب والرياضة، ولا تمارس في الأندية الرياضية؛ أي أنها بلا حاضنة ولا مكان مهيأ ولا حتى مشاركات.
ظل الكابتن عماد يقاوم ويتدرب، وفتح خطوط تواصل مع لاعبين من دول أخرى، ليتعلم قوانين اللعبة ويؤسس فريقاً بسيطاً من بعض المديريات، وكان هو الكابتن والمدرب.
جاهد وحاول أن يشرح للمسؤولين، حتى استطاع الوصول إلى وزارة الشباب، واستصدر قراراً بالاعتراف بهذه الرياضة وإنشاء هيكل تنظيمي وإداري لها، ومؤخراً تم اختياره عضواً في اتحاد غرب آسيا للباركور.
كان لصحيفتنا وقفة ولقاء هو الأول مع بطلنا العائد من مشاركة خارجية توج فيها ضمن الأبطال الفائزين بالمراكز الأولى، رافعاً اسم اليمن عالياً، وهذا ليس بغريب على "هذا الشبل من ذاك الأسد"؛ فوالده الدكتور علي حزام الحداد هو أيضاً بطل، ولكن في مجال آخر، وشجع ابنه "عماد" ومهّد له الطريق وكان له السند الحقيقي في ميدان الطموح وتحقيق الحلم.

 في البداية لو تعطي القراء نبذة عنك!
 عماد الدين علي حزام، شاب رياضي طموح، خريج بكالوريوس تربية بدنية ورياضية، ومؤسس رياضة الباركور في اليمن، حائز على المركز الرابع في بطولة آسيا، والمركز الثالث في بطولة المغرب، والمركز الرابع في بطولة العرب للسرعة، والحمد لله.
 حبذا لو تشرح لنا وتعرفنا بلعبة الباركور!
- هي رياضة مشتقة من التدريبات العسكرية الفرنسية، وأسسها ديفيد بيل، بعد دخوله الجيش، وأصبحت رياضة واسعة وانتشرت حتى وصلت إلى دول العالم، ومنها المنطقة العربية. وهي لفظا تعني الانتقال من مكان إلى آخر بأسرع وأسلس طريقة ممكنة، باستخدام القدرات العقلية والبدنية. وتعتبر هي الرياضة الأنسب لتخطي أي حاجز.
 ما الذي يميز الباركور عن الجمباز؟
- الباركور رياضة حرة، وممارستها غير محصورة في مكان خاص، بل يمكن لأي إنسان أن يمارسها في الشوارع وفي الفضاء الطلق. ولا يوجد عمر معين لممارستها، بل يمكن أن يمارسها الصغار والكبار. وهي رياضة متجددة، وحركاتها لا تنتهي، ويمكن لأي شخص محترف فيها أن يخترع حركة جديدة.
وأيضا من ناحية الملابس، لاعب الباركور يمكنه ارتداء أي ملابس رياضية، بينما الجمباز معروفة بملابس محددة، وكذلك تكنيك وأدوات معينة، كاللعب على البُسُط الإسفنجية.
ولأن الباركور لعبة ديناميكية فقد دخلت حاليا ضمن الأفلام والدعاية والإعلانات.
 كيف كانت بداياتك مع الباركور؟
- كانت البداية صعبة جدا؛ لأنه لم يتقبل أحد هذه الرياضة الجديدة، كونها لعبة صعبة وخطيرة.
لم يكن لدينا أماكن خاصة لممارستها. كما أن المجتمع لم يتقبلها، ولا أحد كان يريد أن يفهمها أو يتدرب عليها. ومع مرور السنوات والاستمرار والعزيمة والإصرار أسست فريق "باركور الحديدة"، أول فريق باركور في اليمن، بعد أن جمعت عدداً كبيراً من الشباب في محافظة الحديدة، ثم تطور هذا الفريق، وانتشرت اللعبة في كل مكان.
 حاليا كيف ترى تقبُّل الجمهور اليمني لهذه الرياضة؟
- حالياً أصبح تقبُّل الجمهور اليمني لهذه الرياضة ممتازاً جدا. اليوم يوجد إقبال كبير على ممارستها، ولدينا شعبية كبيرة، جماهير ومتابعين ومعجبين، على مستوى الساحة الوطنية، ولله الحمد.
 ما هي الصعوبات التي واجهتكم في الميدان؟
- صعوبات كثيرة، أبرزها عدم توفر أندية خاصة، وعدم توفر أدوات السلامة للاعبين لتأدية الحركات الخطيرة.
 متى حصلتم على الاعتراف الرسمي برياضة الباركور في اليمن؟ وهل أقمتم بطولات محلية؟
- تم الاعتراف برياضة الباركور في اليمن العام 2019، ونظمنا أول بطولة لها على مستوى الوطن في العام 2020 بمدينة الحديدة.
 هل لقيتم اهتماما وتلقيتم دعماً من وزارة الشباب والرياضة، وتفاعلا من الجهات الرسمية؟
- للأسف لم نتلقَّ من الوزارة أي دعم مادي ولا أي اهتمام. هناك تهميش كبير لهذه الرياضة.
كل الدعم الذي نتلقاه هو ذاتي وشخصي ومن بعض المحبين لنا فقط.
 صِفْ لنا مشاركتك في بطولة غرب آسيا؟
- كانت من أفضل التجارب، فقد اكتسبت خبرات كبيرة من أبطال كبار، وتعرفنا على بعض، ومثلت اليمن خير تمثيل.
 مؤخراً تم اختيارك لعضوية اتحاد غرب آسيا للباركور. كيف تحقق ذلك؟
- من خلال عملي المستمر في الميدان ونشري للعبة في مواقع التواصل الاجتماعي. أصبح الكثير من المهتمين والمتابعين يعرفون قيمة هذا الجهد الذي أقوم به من أجل تطوير رياضة الباركور ونشرها في اليمن. كما أن اتحاد غرب آسيا كان يتابع كل التفاصيل، ورشحوني لتمثيل اليمن في رياضة الباركور لأنهم رأوا أني الوحيد الذي يستحق ذلك.
 كعضو في اتحاد غرب آسيا ما هو برنامجكم لهذه الرياضة في اليمن؟
- نريد تطوير رياضة الباركور في اليمن وإظهار أبطال عالميين ومحترفين وإبرازهم للعالم. والأهم هو نشر الرياضة بين الشباب والأطفال وإبعادهم عن السلوكيات السلبية. كما نسعى أيضا لتنظيم بطولات على مستوى الداخل والمشاركة في البطولات الخارجية القادمة.
 لمن تدين بالفضل في مسيرتك الرياضية؟
- أدين لله أولا وأخيرا، ثم لأمي وأبي اللذين هما سندي في هذه الحياة، ولنفسي أيضا إذ تمكنت من تخطي كل الصعوبات وتجاوزت الكثير من السلبيات والظروف الصعبة.
كما أدين أيضا لزملائي أعضاء فريق باركور الحديدة وأصدقائي الإيجابيين.
 ما هو حلمك الذي تتمنى تحقيقه؟
- أن يكون لي بصمة نجاح في هذا العالم، وأن أكون شخصاً ملهماً لكثير من الشباب المُحبط واليائس نحو أحلامه وأهدافه.
أتمنى الوصول للعالمية ورفع اسم اليمن، وأن أجعل من المستحيل ممكناً لكل شاب ورياضي يمني. أن أظهر للعالم، ولكل يمني خاصة، أنه لا مستحيل، وأن المعاناة تولد الإبداع، وأن الصعوبات وُجدت أمامنا لنخرج أقوى، وأن الثقة والاستمرار والانضباط والتوكل على الله هو سر النجاح. فإذا كان لديك إيمان بالله وبنفسك ستبلغ هدفك يوما ما.
 رسالة وكلمة أخيرة تود قولها...؟
- أود أن أشكر كل من دعمني وساندني وشجعني للوصول إلى ما وصلت إليه اليوم، وأقول لهم: ثقوا بي، فسوف أصل إلى أبعد من هذا وسأصنع الكثير من الإنجازات والنجاحات إن شاء الله.
كما أشكر صحيفة "لا" وملحقها الرياضي على هذه الاستضافة التي هي الإطلالة الأولى لي في عالم الصحافة.