عـادل بشر / لا ميديا -
لم تمنعهم الطرق الوعرة أو الشمس الحارقة والرمال الملتهبة من التدافع جموعاً وفُرادى إلى الساحة المركزية في مدينة صرواح بمحافظة مارب، للاحتفاء بذكرى مولد خير البرية محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
صحيفة "لا" كانت حاضرة في ساحة الرسول الأعظم في صرواح الأبية التي أنهكت العدو ومرتزقته على مدى سنوات العدوان التسع.
وتوج الحضور البهيج بوفد من مشائخ قبائل يام في نجران، الذين تكبدوا عناء السفر إلى الساحة المركزية في صرواح للمشاركة في الاحتفال بالمولد النبوي الشريف.

فخر لليمن
رغم مشاركة وفد قبائل نجران في احتفالات ذكرى مولد خير البرية، خلال سنوات ماضية في العاصمة صنعاء، إلا أن علامات الاندهاش بدت واضحة على ملامحهم، نتيجة الحشد الكبير لأبناء مارب إلى مديرية صرواح.
وقال لـ"لا" الشيخ أحمد علي راكان الشريف اليامي، وهو أحد مشائخ قبائل يام: "الجميع يعرف ما تعرضت له صرواح من عدوان همجي دمر نحو 80% من بنيتها التحتية، حتى تستطيع القول بأنه لم يبق فيها موضع إلا تم استهدافه بصاروخ أو قنبلة عنقودية".
وأكد الشيخ اليامي أن بُعد مديرية صرواح عن بقية مديريات محافظة مارب، والخوف من بقاء مخلفات من أسلحة الطيران التي قصف بها المنطقة بحقد وغلٍ كبيرين، كالقنابل العنقودية أو غيرها، في الصحارى والطرق المؤدية إلى الساحة المركزية، كانت من بين العوامل التي توقع أن تتسبب بإحجام الكثير عن تكبد معاناة السفر للمشاركة في الفعالية الاحتفائية بالمولد النبوي، إلا أن أبناء مارب خيبوا جميع التوقعات السلبية وحضروا من مختلف المديريات، مؤكدين أن كل شيء يهون في حب رسول الله وآله.
وأضاف الشيخ اليامي قائلاً: "نحن أبناء نجران نعتز ونفتخر بأننا اليوم هنا بين أهلنا وإخواننا من أبناء مارب الحضارة والتاريخ، ووسط أشقائنا اليمنيين عامة".
وبارك للشعب اليمني وجود قيادة وطنية ودينية وإنسانية بمستوى السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، موضحاً بالقول: "وجدنا اليمن الأساس للدولة الملتزمة بالهوية الإيمانية والدستور والقرآن، والدولة التي قد تكون الوحيدة في العالم التي ما زالت تنافح بقوة عن الدين والشعائر والإسلامية، في ظل قيادة حكيمة تسعى لتكريس تلك القيم بين أبناء المجتمع اليمني، وإعادة إحيائها في المجتمعات العربية التي  تتعرض لهجمة صهيونية أمريكية منذ عقود كثيرة".

تدمير شامل
من جهته أكد محافظ محافظة مارب، اللواء علي محمد طعيمان، أن فعالية المولد النبوي الشريف كانت مشرفة لأحرار مارب الذين صمدوا بقوة في جهة التحالف الكوني ومرتزقتهم.
وكشف طعيمان، في حديث مع "لا"، أن العدوان استهدف مديرية صرواح بأكثر من أربعين ألف غارة جوية ما بين صواريخ شديدة الانفجار وأخرى عنقودية وغيرها،  وأحدث دماراً شاملاً للبنى التحتية والأملاك العامة والخاصة.
وقال: "تم تدمير أكثر من 600 منزل ونحو 22 مدرسة وأكثر من 12 مسجداً، بخلاف الوحدات الصحية والطرقات ومشاريع المياه والكهرباء والمواصلات، والمواقع الأثرية وغيرها، تعرضت للتدمير الشامل وبصورة إجرامية غير مسبوقة".
وأوضح اللواء طعيمان أن العدو راهن على دخول صنعاء من صرواح؛ ولكن هذه المديرية العظيمة وقفت صخرة صماء في وجه آلته الحربية، لذلك صبّ عليها كامل حقده وجبروته، وأحرق الأرض والزرع والمواشي، حتى أصبحت الحركة فيها شبه مشلولة، ورغم ذلك هاهم أبناء صرواح والمديريات المحررة من محافظة مارب يحتشدون بالآلاف في الساحة المركزية، إحياء لذكرى مولد الرسول الأعظم، وتوجيه رسالة إلى تحالف العدوان ومرتزقتهم، أننا باقون ما بقيت هذه الجبال الرواسي.
وحول ما طرحه السيد العلم حول المرحلة الأولى من التغييرات الجذرية، قال محافظ مارب: "أبناء مارب يرحبون بالتغييرات الجذرية ويباركونها، ويثقون كل الثقة بأن السيد القائد سلام الله عليه، همه الأول والأخير مصلحة الشعب والوطن، والتمسك بالتعاليم القرآنية والهدي المحمدي".
وأضاف: "ما طرحه سيد الثورة في خطابه يصب في صالح الوطن والمواطن، وليس لصالح حزب أو فئة معينة، وهذا سر الإجماع الكبير من أبناء الشعب على هذا القائد الذي يضع القرآن نصب عينه في تعامله مع الجميع".

شعب الإيمان
الشيخ عبدالله مجاهد نمران، عضو مجلس الشورى - عضو اللجنة الرئاسية للاحتفالات في مارب، هو الآخر أكد مباركته للتغييرات الجذرية التي أعلنها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، موضحاً بالقول: "نعتز ونفتخر بأننا نمتلك قائداً شاباً بهذا المستوى من الإيمان والوضوح والإخلاص، قائداً يلتزم بتعاليم القرآن الكريم، ويتخذ منه دستوراً ومنهاجاً، ونقول له من ساحة صرواح العز والشرف: نحن معك، فهذه بلادنا، دفعنا الدماء الغالية في سبيلها، ولن نبخل عليها ما حيينا، فنحن شعب الإيمان، شعب القوة، شعب الإباء".