تقرير- عادل بشر / لا ميديا -
لم تكن الشمس عامدت كبد السماء نهار اليوم الجمعة، عندما دوّت صافرات الإنذار، في مدينة أُم الرشراش الفلسطينية "إيلات" جنوب الأراضي المحتلة، مُنذرة بخطر يخترق الأجواء، ويتهدد المُحتلّين للأرض بالهلاك.
وبحسب وسائل إعلام عبرية، فقد حذّر جيش الكيان، من هجوم جوي محتمل من اليمن، بواسطة طائرات مُسيّرة، بينما أفادت بلدية "إيلات" أن تفعيل صافرات الإنذار جاء "بعد رصد حركة مشبوهة في السماء"، ثم عاد "جيش الاحتلال" ليعلن أن لاحقا أن إطلاق الإنذارات، حدث عن طريق الخطأ.
هذا المشهد يُلخص حالة الرعب التي تخيم على المدينة السياحية المستلقية على الساحل المطل على خليج العقبة، حيث اعتبرها الكيان الصهيوني، المنطقة الآمنة في الأراضي المحتلة، لذلك أوفد لها قرابة السبعين ألف مستوطن من "غلاف غزة" وجبهات الشمال، إلاّ أن هذا الأمان بددته الصواريخ والطائرات المُسيّرة اليمنية، منذ دخولها الحرب ضد الكيان الصهيوني أواخر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، فترتعد فرائص العدو وتدوي صافرات إنذاره، بمجرد الاشتباه بأي طائر يعبر السماء.
وفيما لم تعلن القوات المسلحة اليمنية، اليوم، تنفيذ أي عملية ضد أهداف للاحتلال، أكدت مصادر مطلعة أن القوة الصاروخية في حكومة الإنقاذ الوطني بصنعاء، أعدّت قائمة من الأهداف الصهيونية "الحساسة" في أُم الرشراش ومدن أخرى بالأراضي الفلسطينية المحتلة.
وأوضحت المصادر أن "أسلحة متطورة" تمتلكها القوات اليمنية، ستدخل المعركة، وتضرب العدو في مواقع لم يتوقع يوماً الوصول إليها.
ونقلت وسائل إعلام عبرية، جانباً من حالة "الرعب" التي يعيشها المستوطنون في "إيلات"، من بينها مقال بعنوان "إيلات.. المدينة الإسرائيلية التي تستضيف اللاجئين وتستعد للحوثيين"، أشار إلى أن "إيلات مهددة بالصواريخ والمسيرات اليمنية بشكل دائم".
وقالت إحدى المستوطنات: "لدى سكان إيلات دقيقتان للوصول إلى الملاجئ في حالة انطلاق صفارات الإنذار، وهي أطول فترة زمنية في إسرائيل. ومع ذلك، تم اعتراض الصواريخ والطائرات بدون طيار، التي جاء العديد منها من اليمن، بمعدل ثابت فوق سماء إيلات في الأسابيع الأخيرة"، مشيرة إلى أنها "ليست خائفة من صفارات الإنذار"، لكن الكثير في مجتمعها "يجدونها مؤلمة للغاية".

فشل الدفاعات الصهيونية
يأتي هذا فيما زعمت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون" أمس، أن مدمرة أمريكية في البحر الأحمر اعترضت، صباح ذات اليوم، طائرات مسيرة مفخخة عديدة أُطلقت من اليمن.
وقالت القيادة العسكرية الأميركية الوسطى (سنتكوم) -في منشور على منصة إكس- إنه صباح اليوم الخميس "أسقطت مدمرة الصواريخ الموجهة (يو إس إس توماس هودنر) عدة طائرات هجومية بدون طيار أحادية الاتجاه أُطلقت من المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون في اليمن" حَدّ زعمها.
جاء ذلك بعد يوم من إعلان القوات المسلحة اليمنية، إطلاق دفعة من الصواريخ المجنحة على أهداف عسكرية مختلفة للكيان الصهيوني في أم الرشراش (مستوطنة إيلات) جنوبي فلسطين المحتلة.
وفي بيانها، شدّدت القوات المسلّحة على أنها مستمرّة في تنفيذ عملياتها العسكرية حتى يتوقّف العدوان الصهيوني على أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والضفة الغربية. 
وبينما زعم "جيش" الاحتلال -كعادته- أن طائرته الحربية F35، تمكنت من اعتراض الصاروخ اليمني، إلا أن مراسل القناة "آي 24 نيوز" العبرية، في أُم الرشراش، أكد أن "منظومة Arrow 3 المتطورة، أطلقت صاورخين لاعتراض صاروخ قُدس القادم من اليمن، لكنها فشلت في مهمتها وتمكن الصاروخ من تجاوزها، لتقوم طائرات إف 35 باعتراض الصاروخ"، حسب قوله، لافتاً إلى أن "الصواريخ والمسيرات اليمنية، جعلت الدفاعات الإسرائيلية وطائرات إف 35، في استنفار متواصل".

تداعيات السفينة "جالاكسي"
في السياق بدأت تداعيات وآثار العملية البطولية التي نفذتها القوات البحرية اليمنية، باحتجاز سفينة "جالاكسي ليدر" المملوكة لرجل أعمال صهيوني، الأحد الماضي في البحر الأحمر، تُلقي بظلالها على الكيان الصهيوني، حيث أفادت وسائل إعلام عبرية، بتعرض قطاع تجارة السيارات لدى الكيان إلى خسائر فادحة.
وقالت قناة (N12) العبرية، إن شركات تصنيع السيارات أجلت موعد تسليم الشحنات التي كان من المتفرض وصولها الأسابيع المقبلة إلى "إسرائيل"، كما رفضت سفن الشحن نقل المركبات المتراكمة في ميناء "إيلات"، خوفاً من احتجازها في البحر الأحمر.
وأوضحت أن شركات السيارات الكورية والصينية واليابانية، وكذا شركات الشحن، أخطرت مستوردي السيارات في (إسرائيل) بتأجيل شحنات السيارات، بعضها إلى أجل غير مسمى.
ونشرت القناة في موقعها الإلكتروني، صورة لميناء "إيلات" وهو ممتلئ بالسيارات الجديدة، متوقعة أن "تقفز تكاليف النقل بأشكال كبيرة".
وقالت القناة في تقريرها: "الأمر يتعلق بالشحنات التي تشمل الآلاف من المركبات الجديدة، وبينها مركبات كهربائية، التي كان من المفترض أن تصل إلى إسرائيل قبل رفع ضريبة الشراء في يناير القادم، بإلاضافة إلى ذلك تشمل الشحنات، أيضاً، مركبات ذات محركات البنزين والهجينة، كان من المفترض أن تقدم لأسطول السيارات في كانون الثاني/ يناير، وشباط/ فبراير".
وأكدت القناة أن احتجاز سفينة النقل "جالاكسي ليدر" من قبل القوات البحرية اليمنية، في 19 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، "ضرب تجارة السيارات الإسرائيلية".
وتزامن تقرير القناة العبرية، مع تجديد القوات البحرية اليمنية التأكيد، الأربعاء الماضي، استمرارها في تنفيذ العمليات العسكرية ضد سفن ومصالح الاحتلال الصهيوني، حتى يتوقّف عدوانه على غزة ويكفّ عن جرائمه بحق الشعب الفلسطيني"، مشددة على أنّ "عملياتها ستستهدف السفن التي ترفع العلم الإسرائيلي أو تديرها شركات إسرائيلية أو يملكها أشخاص إسرائيليون".
وأسقطت صنعاء بعملية ضبط السفينة الصهيونية في البحر الأحمر أول أهداف كيان الاحتلال منذ بدء الحرب على غزة، المتمثل بضبط إيقاع المعركة تحت سقف محدد، وأعطى حافزاً أقوى يزيد حدة خلافاته مع الولايات المتحدة. وما يزيد الوضع سوءاً بالنسبة للكيان، توقيت العملية الحرج، الذي أتى في خضم تشكل موقف دولي لضرورة وقف إطلاق النار وارتفاع حجم الخسائر الاقتصادية الإسرائيلية والتي ستتخذ منحى طردياً مع وضع اليمن يده على ممر الإمداد الجنوبي لفلسطين المحتلة وبالتالي تردد السفن من متابعة رحلتها إلى ميناء إيلات.