تقرير / لا ميديا -
أنهت «الهدنة الإنسانية» التي أوقفت عدوان الاحتلال الصهيوني على قطاع غزة بشكل مؤقت، يومها الثاني اليوم، رغم التوتر الذي هدد استمرارها والناتج عن خروقات الاحتلال وعدم التزامه بكامل البنود.
وعلقت حماس، اليوم، عملية الإفراج عن الدفعة الثانية من الأسرى لساعات، بسبب عدم التزام الكيان الصهيوني ببنود اتفاقية الهدنة الموقعة، فضلا عن عرقلة الاحتلال إدخال شاحنات المساعدات، إلى جانب إطلاق النار على فلسطينيين وارتقاء شهداء.
في المقابل نقلت وسائل إعلام عبرية، بينها «القناة 13» و«إن نيوز 12» وموقع «واي نت» الإخباري، عن مصدر أمني صهيوني لم تسمه قوله إن «إسرائيل» ستستأنف عدوانها على غزة، إذا لم تطلق «حماس» سراح الأسرى بحلول منتصف ليل اليوم.
وبعد تأخر دام ساعات، تم الإفراج، عن 39 من المختطفين الفلسطينيين في مقابل خروج 13 من الأسرى «الإسرائيليين» من قطاع غزة، بالإضافة إلى 7 من الأجانب أفرجت عنهم المقاومة خارج إطار الاتفاق.
وقالت حركة حماس في بيان: «استجبنا لجهود الوساطة المصرية القطرية المقدرة، التي تحركت طوال اليوم لضمان استمرار اتفاق الهدنة المؤقتة، ونقل لنا الوسطاء التزام الاحتلال بكافة الشروط التي نص عليها الاتفاق».
ونشر مسؤول الأسرى في حركة حماس، زاهر جبارين، أسماء النساء والأشبال الذين تم الإفراج عنهم اليوم.
وحسب جبارين فإن المحررين هم 6 نساء من القدس، و33 من المحررين من الأشبال والفتيات دون سن الـ19.
 في السياق ذاته أوضح رئيس هيئة الأسرى والمحررين الفلسطينية، قدورة فارس، سبب تأخر عملية تبادل الأسرى اليوم، وقال إن اتفاق الهدنة مع العدو الصهيوني نص على تحرير الأسرى حسب الأقدمية؛ لكن الاحتلال لم يلتزم به، وهناك استياء كبير لدى المقاومة الفلسطينية من التلاعب بلوائح الأسرى من قبل الاحتلال.
في سياق متصل قال موقع «والا» العبري نقلاً عن عائلات أسرى «إسرائيليين» أفرجت عنهم المقاومة أمس : «لم يتعرضوا لأي اعتداء منذ احتجازهم وتعاملوا معهم في غزة بإنسانية ولم يمروا بقصص الرعب التي كنا نتخيل أنهم يعيشونها».
ورغم الهدنة في قطاع غزة إلا أنها سجلت اليوم استشهاد الأسيرين المحررين من سجون الاحتلال محمد إبراهيم حمادة وفرسان خليفة بعد أيام من إصابتهما بقصف للاحتلال.
وحسب الإعلام الفلسطيني فإن الشهيد حمادة مبعد إلى قطاع غزة من بلدته الأصل، بلدة صور باهر القريبة من مدينة القدس، وهو المتحدث باسم حماس عن مدينة القدس.
الضفة الغربية المحتلة ومدنها لم تشملها «الهدنة الإنسانية» المؤقتة، حيث ارتقى شهيد وأصيب عدد من الفلسطينيين برصاص قوات الاحتلال والغاصبين الصهاينة.
وقالت مصادر صحفية إنه استشهد اليوم الطبيب شامخ أبو الرب، وأصيب آخران بجروح، خلال مواجهات مع قوات الاحتلال، في بلدة قباطية جنوب جنين.
وأفاد مدير مستشفى الرازي في جنين، فواز حماد، لوكالة الأنباء الفلسطينية «وفا»، باستشهاد الطبيب شامخ كمال أبو الرب (25 عاما)، وإصابة شقيقه محمد وشاب آخر بالرصاص، خلال المواجهات المندلعة مع الاحتلال عقب اقتحام البلدة.
كذلك استشهد 3 فلسطينيين وأصيب 5 برصاص قوات الاحتلال في مخيم جنين، وآخر في بلدة قراوة بني حسان غرب سلفيت، خلال اقتحام قوات الاحتلال للبلدة.
في أثناء ذلك أصيب 3 فلسطينيين برصاص الاحتلال أمام سجن «عوفر» غرب رام الله.
إلى ذلك قال الهلال الأحمر الفلسطيني إن طفلاً (11 عاما) أصيب بشظايا رصاص خلال المواجهات مع الاحتلال في برقة شمال غرب نابلس.
في سياق متصل قال نادي الأسير الفلسطيني في بيان إن «قوات الاحتلال تعتقل 17 فلسطينيا في الضفة، ما يرفع عدد المعتقلين إلى 3160 منذ بدء الحرب».

المعاناة لم تغادر غزة
«الهدنة الإنسانية» المؤقتة في قطاع غزة كشفت أكثر مظاهر المعاناة والمآسي في غزة.
ومع توقف عدوان الاحتلال على غزة بدأت معالم الدمار المهول تتكشف لسكان غزة وللعالم.
وأظهرت بعض الصور والمقاطع المصورة دمارا شاملا لأحياء وشوارع ومربعات سكنية ومستشفيات ومؤسسات وأبراج سكنية ومنازل.
وفي هذا الشأن قال مسؤول الفريق الطبي النرويجي في قطاع غزة إن الوضع في القطاع شديد الصعوبة وأن الاحتلال شن هجوما عنيفا على النظام الصحي، مشيرا إلى أن 75٪ من مستشفيات قطاع غزة خارج الخدمة.
من جهته قال مدير الدفاع المدني بغزة إن الدفاع المدني عاد للعمل في شرقي القطاع ويعمل على انتشال الجثث من تحت المنازل التي قصفها الاحتلال.
وناشد الدول العربية تزويد الدفاع المدني بالمعدات التي تساعده على انتشال جثث الشهداء من تحت الأنقاص.
وأكد أن فترة الهدنة 4 أيام غير كافية لانتشال الشهداء من تحت الأنقاض في ظل الإمكانيات المحدودة.
وأضاف أن أزمة الوقود والغاز مستمرة في قطاع غزة رغم دخول شاحنات المساعدات بعد التهدئة المؤقتة، والمؤسسات الدولية والحكومية تؤكد أن ما يدخل لا يساوي ما كان يصل إلى القطاع في يوم واحد قبل الحرب.
في السياق ذاته قال المتحدث باسم وزارة الصحة في غزة، أشرف القدرة، إنه لا يوجد أي سعة في مستشفيات جنوب القطاع لاستيعاب من يتم نقلهم إليها، موضحا أن مستشفيات جنوب القطاع ليس فيها أي مقومات صحية لاستقبال المصابين.
وطالب بإيجاد آليات أفضل لإنقاذ المنظومة الصحية في القطاع، مؤكدا أنه لا تحسن في الواقع الصحي المؤلم في القطاع حتى الآن.
يذكر أن عدوان الإبادة الصهيوني على قطاع غزة خلف حتى مساء الخميس الماضي، 14 ألفاً و854 شهيداً فلسطينياً، بينهم 6150 طفلاً، وما يزيد على 4 آلاف امرأة، بينما تجاوز عدد المصابين 36 ألفاً، بينهم أكثر من 75٪ أطفال ونساء.