تقرير / عادل عبده بشر / لا ميديا -
يوماً بعد آخر تتفاقم خسائر كيان الاحتلال الصهيوني، في الحرب على غزة، مع انقضاء 50 يوماً من عملية "طوفان الأقصى" وما تلاها من حرب إبادة وحشية نفذها الكيان ضد أهالي القطاع، إلى جانب التدمير الانتقامي للقطاعات الحيوية والهامة، فيما تلقى العدو ضربات عسكرية قوية من المقاومة الفلسطينية، سواء تلك التي نفذتها صباح السبت 7 تشرين الأول/ أكتوبر، فيما يسمى بمستوطنات غلاف غزة، أو في المعارك البرية بشمال القطاع؛ غير أن عدَّاد القتلى الآخذ في التزايد يومياً يبقى أكبر خسائر كيان الاحتلال، نظراً إلى أن العنصر البشري كان دائماً هو الأهم والأغلى ثمناً بالنسبة إلى الكيان المؤقت منذ إنشائه.
ومنذ اليوم الأول للعدوان على غزة، فرض العدو رقابة غير مسبوقة على وسائل الإعلام، بحيث منع الصحفيين من الكشف عن أي معلومات يجد أنها تضر بـ"أمنه القومي"، وهو أمر اشتمل إلى جانب التغطية الميدانية للمعارك، على ملف أكثر حساسية، يتعلق بملف الخسائر البشرية في صفوف جنود الاحتلال ومستوطنيه، سواء الذين سقطوا خلال المواجهات العسكرية في غزة والضفة الغربية وشمال فلسطين المحتلة، أو الذين سقطوا في عملية "طوفان الأقصى" صباح السابع من تشرين الأول/ أكتوبر. ومنع العدو الإعلاميين وحتى اللجان المعنية بحقوق الإنسان من متابعة كل ما له صلة بهذا الملف.
ومنذ بدء الهدنة، صباح الجمعة 24 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تتجه الأنظار لدراسة حجم خسائر الكيان الصهيوني، في هذه الحرب، وهو ما تم رصده في هذا التقرير كتقديرات أولية، في ظل التكتم الشديد من قبل العدو.

وفــق بيانات مستشفـيات الكــيان: ١٠ آلاف قتيل وجريح صهيوني
وفقاً لبيانات "معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" (INSS)، فإن خسائر الكيان منذ عملية "طوفان الأقصى" وحتى اليوم الـ48 من الحرب، بلغت نحو 392 جندياً لقوا مصارعهم على يد المقاومة الفلسطينية. كما أصيب 3391 آخرون، إضافة إلى 11 جندياً لقوا مصارعهم أثناء "المناورات" مع حزب الله.
ورغم التكتم الشديد من قبل كيان العدوان على أعداد قتلاه، إلا أن بيانات تم الحصول عليها من المستشفيات والمرافق الصحية للعدو، ونشرتها، أمس، صحيفة "الأخبار" اللبنانية، تكشف عن حجم الخسائر البشرية لدى الكيان، كتقديرات أولية.
وأشارت البيانات، الموجودة في إدارات رسمية تخصّ وزارة الصحة في كيان الاحتلال، إلى أنه وحتى الساعة الثامنة إلا خمس دقائق من صباح 23 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، تم إحصاء 9038 إصابة على كامل مساحة الكيان المحتل، وتشمل القتلى والجرحى على اختلاف أنواع الإصابات.
وبحسب البيانات فإن الإصابات تتوزع جغرافياً كالتالي: 4984 مصاباً في الجنوب، 1570 في حيفا ومنطقة الشمال، 1984 في الوسط و"تل أبيب"، 500 في القدس.
وإلى جانب أعداد جنود الاحتلال الذين لقوا مصارعهم، أو أصيبوا بإعاقات، فإن خسائر كيان الاحتلال في غزة عسكرياً تجاوزت ذلك.
وأعلن "أبو عبيدة"، الناطق باسم كتائب القسام، عشية دخول الهدنة حيز التنفيذ، بعد 48 يوماً من الحرب، أن كتائب القسام استهدفت 335 آلية عسكرية صهيونية، ودمرتها كلياً أو جزئياً. أما الكيان فإن ما يعترف به من حجم الخسائر في آلياته أقل مما تعلن عنه المقاومة، على غرار ما يحدث في عدد القتلى من الجنود أيضاً.
وذكر معهد "دراسات الأمن القومي الإسرائيلي" (INSS) أنه تم سماع الإنذارات في نحو 684 مرة، و319 مرة في المناطق القريبة من لبنان، واضطر الصهاينة للتوجه إلى الملاجئ نحو 8973 مرة خلال الفترة الواقعة ما بين 7 تشرين الأول/ أكتوبر و22 تشرين الثاني/ نوفمبر، وتركزت الإنذارات في "مستوطنات: أشكلون، ونتيف هاسارا، ونير أم، وسديروت، وكسيوفيم، وزيكيم، ونحال عوز، وكرميا، ونيريم".
في السياق نشر موقع (armadarotta) للبيانات قائمة تفصيلية أحصت حجم خسائر الاحتلال في غزة عسكرياً بناء على المواد المصورة التي تم نشرها ودراستها.
وتشمل الخسائر وفقاً للموقع ذاته نحو 200 آلية عسكرية، تم تدميرها أو إعطابها أو الاستيلاء عليها، من قبل مقاتلي المقاومة في فلسطين.
وتشكلت هذه الآليات العسكرية التي خسرها كيان الاحتلال في غزة، وفق موقع (armadarotta)، من التالي:
1-  15دبابة صناعة "إسرائيلية"، دمر منها أربع بشكل كامل، و10 منها تم احتجازها، وواحدة تضررت.
2- أما ناقلات الجند فتم تدمير اثنتين، والاستيلاء على 50، وإلحاق الضرر بواحدة. هذا إضافة إلى 26 مركبة مشاة متنقلة، تم تدمير 26 منها، والاستيلاء على 21 مركبة، فيما تضررت مركبتان.
3- كذلك تم السيطرة بشكل مؤقت على مركز قيادة واحد، ومحطة اتصالات، وتدمير طائرة استطلاع، وتدمير 9 شاحنات ومركبات وسيارات جيب، والاستيلاء على 11 أخرى، وإلحاق الضرر بخمس.
وتقدر خسائر كيان الاحتلال في غزة بأنها فاقت حرب 6 تشرين الأول/ أكتوبر 1973 ضد الجيشين السوري والمصري.
ويندرج أيضاً في إطار خسائر كيان الاحتلال البشرية في العدوان على غزة، خسائر غير مباشرة، تمثلت في نزوح نحو 126 ألف مستوطن، بحسب آخر بيانات "معهد دراسات الأمن القومي" الصهيوني؛ بيد أن قوات الكيان قالت إن العدد وصل إلى 500 ألف نازح، كما ارتفعت معدلات الهجرة العكسية خارج الكيان، وبحسب إحصاءات سلطة المعابر والمطارات الصهيونية، فإن أكثر من 230 ألف مستوطن غادروا الأراضي المحتلة.

 منـــذ «طوفـــان الأقصــى»إصابة 1600 جندي بإعاقات
كشف مسؤول صهيوني عن تشخيص إصابة 1600 جندي "إسرائيلي" بإعاقات، منذ عملية "طوفان الأقصى" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقال رئيس جمعية المعاقين في قوات الاحتلال، عيدان كيلمان، في تصريح لإذاعة قوات الاحتلال مساء الأربعاء الماضي، إنه "منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، شخّص الجيش إصابة 1600 جندي بإعاقات، ولا يزال 400 جندي في المستشفيات".
وأوضح أن "هؤلاء هم فقط الجرحى، وسيأتي إلينا آلاف آخرون يعانون من اضطرابات نفسية لما بعد الصدمة".
وشدد كيلمان على أن "هذا العدد لا يمكن تصوره في تاريخ إسرائيل، أكثر من حرب يوم الغفران (حرب السادس من تشرين الأول/ أكتوبر 1973)".
ولم يحدد المسؤول الصهيوني عدد الجنود الذين أصيبوا منذ أن بدأت قوات الاحتلال عملياتها البرية في غزة في 27 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.

مستوطنون شمالي فلسطين ومناطق أخرى:نعيش كابوساً
هدّد المستوطنون في بعض مستوطنات شمالي فلسطين المحتلة: "عفدون" و"علما" و"أفيريم" و"غيشر هازيف"، بالتوجه إلى المحكمة العليا التابعة لكيان الاحتلال احتجاجاً على عدم إجلائهم من جانب الحكومة، رغم أنهم يبعدون مسافة أقل من 5 كيلومترات من الحدود مع لبنان.
وقال المستوطنون: "نحن مسجونون منذ بداية الحرب، بلا نهار وبلا ليل"، وأشاروا إلى أن "30% فقط من هذه المستوطنات تحتوي غرفاً محصنة"، وفق ما نقلت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية.
بدورها، قالت رئيسة لجنة "مستوطنة علما" في الجليل الأعلى المحتل، أورلي جربي، إن "الحياة أصبحت كابوساً بسبب قصف الجيش الإسرائيلي وصفارات الإنذار وإطلاق صواريخ".
ووجهت انتقادها إلى حكومة بنيامين نتنياهو قائلة: "لماذا أُخلي الجميع من حولنا وتُركنا في الخلف؟!".
وفي السياق نفسه، أكدت الصحيفة ارتفاع عدد المكالمات التي تلقتها الجهات "الإسرائيلية" المعنية من مستوطنين قلقين منذ بداية الحرب بنسبة 300%، مشدّدة على أنهم يشكون من انعدام الأمان.
وأفاد مدير الخط الساخن لبلدية مستوطنة "رحوفوت"، جنوبي "تل أبيب"، ليرون فيلدمان، بأنه "منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر تضاعف حجم المكالمات على الخط الساخن. في الأسابيع الأولى من الحرب، وصلنا إلى متوسط يومي يزيد عن ألف اتصال"، وفقاً لموقع "الميادين نت".

إعلام عبري: حماس لا تزال قوية وتسيطر على غزة
قالت وسائل إعلام عبرية، أمس الأول الجمعة، إن من نعى حماس سابقاً "كان عليه ببساطة أن يرى هذا اليوم بعد 49 يوما من القتال"، مضيفةً أن "حماس أثبتت أنها ما تزال قوية وتُسيطر على غزة".
ولفتت "القناة 12" إلى أن كتائب القسام نجحت في "فرض وقف إطلاق النار، في جنوبي القطاع وفي شماله"، مشيرةً إلى أن القسّام عرفت طريقة جلب المحتجزين لديها في الوقت المحدد، وفي المكان المناسب لها في مستشفى خان يونس.
ونفت أن تكون حماس قد "ركعت على ركبتيها"، مردفةً: "هذه الجملة لا تزال بعيدة جداً، مع الأسف".