تقرير / لا ميديا -
لا يستطيع فض خلاف بين مرتزقته على قطعة أرض في مقبرة بعدن، ويأتي ليتحدث عن استعداده لحماية سفن الكيان الصهيوني في خليج عدن. انتقالي الزبيدي يثير سخرية مريرة، بحسب تعبير الشاعر العراقي بدر شاكر السياب، وهو يتحدث عن "مومس عمياء" لم يعد يلتفت إليها أحد. وثمة سخرية أكثر مرارة تتمثل في اللاعب الأمريكي نفسه، الذي أصبح من العجز عن استعادة هيبة كانت له إلا بمسرحية هزيلة في خليج عدن.

أصدر انتقالي الإمارات، مساء أمس ، بيانا أعلن فيه إدانته لما سماها أعمال قرصنة على السفن الصهيونية في البحر الأحمر من قبل قوات صنعاء.
بطبيعة الحال، ليس من الغريب على كيان مرتزق بالأجر اليومي لدى شركة بحجم دويلة اسمها الإمارات أن يصدر عنه مثل هذا الموقف، بل لقد سبقه رئاسي وحكومة الفنادق إلى موقف مماثل. وبالتالي لا يتوقع اليمنيون من مرتزقة وأدوات الاحتلال السعودي الإماراتي إلا كل ما هو مشين ومسيء لكل القضايا المشرفة.
الغريب هو الدافع الذي جعل انتقالي الإمارات يصدر بالصفاقة المعهودة عنه بيانا يقول فيه إنه على استعداد لحماية السفن، في الوقت الذي هو غارق في عجزه عن السيطرة على شارع من شوارع عدن أو ثكنة من ثكنات أبين.
أما الدافع فهو مسرحية بإخراج أمريكي صهيوني إماراتي تتمثل في الإعلان عن استيلاء مسلحين مجهولين يستقلون قارب صيد في خليج عدن على ناقلة نفط تدعى "سنترال بارك" ومملوكة لشركة "زودياك ماريتايم" الصهيونية.
عمم الأمريكيون وشركاؤهم الخبر المسرحية على وسائل الإعلام الغربية والإقليمية، وراحوا ينتظرون ما الذي ستقوله قوات صنعاء. وعندما وجدوا أن قوات صنعاء هي من الجدارة والثقة بالنفس بحيث لم تكلف نفسها حتى أن ترد على مثل هذا الهراء، تعلن البحرية الأمريكية أنها تمكنت من تحرير السفينة المختطفة دون المزيد من التفاصيل سوى أنها أطلقت طلقة بحرية من مدمرتها "ميسون"، وانتهى الأمر أو انتهى الفصل الأول من المسرحية وقد استعرضت فيه أمريكا قوتها بكل ما يدعو إلى السخرية.
فأمريكا، التي أعلنت خلال الأسابيع الماضية نشر حاملات طائرات ومدمرات وصواريخ وغواصات نووية على طول المياه المحيطة باليمن، خرجت بحريتها بسيناريو جديد يتحدث عن قيام المدمرة "ميسون" بتحرير السفينة الصهيونية التي تم احتجازها من قبل مسلحين وصفتهم بـ"المجهولين" وبطلقة تحذيرية فقط.
هذه السردية الخالية حتى من الأكشن، كانت محل سخرية واسعة لدى مدونين اعتبروها مجرد استعراض لا أكثر، خصوصا وأن الحديث عن تحرير السفينة جاء في ظل فشل واشنطن التي أعلنت تشكيل قوات مشتركة في باب المندب وتحالفات عابرة للقارات  تضم "إسرائيل" في خليج عدن والمحيط الهندي والبحر الأحمر للسيطرة على الخطوط الملاحية  الهامة في المنطقة في تأمين سفن أبرز حلفائها في المنطقة وقد أصبحت هدفا من البحر الأحمر غربا حتى المحيط الهندي في أقصى الشرق.
أما تركيز واشنطن على جملة "مسلحين مجهولين" فيعود إلى إدراكها افتضاح أمرها في ظرف سويعات، ليبدأ الفصل الثاني من المسرحية بشكل أكثر هزالا ومهزلة، وهو خروج انتقالي الإمارات بذلك البيان موجها أصابع الاتهام بالسيطرة على السفينة الصهيونية (المزعومة) إلى قوات صنعاء، ومبديا في الوقت ذاته استعداده لحماية السفن الصهيونية ورفضه اعتراضها أو منعها من المرور من البحر الأحمر أو الاستيلاء عليها.
وبما أن الإدارة الأمريكية لم تجد جدوى من الفصلين السابقين أضافت إلى مسرحيتها فصلا ثالثا أشبه بالملحق، وهو إعلان بحريتها، اليوم، إفشال هجوم بصاروخين بالستيين كانا يستهدفان المدمرة "ميسون"، وذلك باعتراضهما وإسقاطهما في خليج عدن.