حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -
من أفضل المواهب الكروية اليمنية التي برزت وسطعت خلال السنوات الأخيرة، فهو صانع ألعاب ومايسترو وموسيقار المستطيل الأخضر. لاعب فذ وهداف بالفطرة، ذو دهاء كروي فريد.
بنجوميته الساحرة المتفجرة في الملاعب، سجل "عبود" اسمه كأصغر لاعب يمني يشارك في الدوري الأول عام 2021، وأفضل لاعب صاعد خلال السنوات الماضية. ألهب الحماس والخيال بأهداف تلفزيونية وصنع نصرا مؤزرا لفريقه. مقاتل لا يكل ولا يمل على مدى 90 دقيقة.
ينتمي هذا النجم لكوكبة كروية، فهو من أسرة رياضية عريقة، يتقدمها والده عادل الشامي، وخاله ناصر غازي (الكوبرا) فلتة وحدة صنعاء والمنتخبات الوطنية سابقا، والعديد من الأسماء الرياضية ليس آخرها شقيقه الصغير علاء الصاعد بقوة لمنتخب الوطن الناشئ اليوم.
 صحيفة "لا" التقت عبدالرحمن الشامي، نجم الزعيم وحدة صنعاء والمنتخبين الوطنيين (الناشئين سابقاً والشباب حالياً) في حوار كروي سلس، فإلى تفاصيله...
 متى بدأت مع الوحدة؟
- بسم الله الرحمن الرحيم. بدايتي كانت مثل كل لاعب؛ لعبت في الحارة ثم المدرسة، والتحقت بنادي وحدة صنعاء في العام 2016، وتدرجت في فئاته العمرية حتى وصلت للفريق الأول.
 بدأ اسمك بالظهور مع منتخب الناشئين. كيف جاء اختيارك؟
- بدأنا التصفيات العام 2019 في صنعاء مع المدرب الوطني الكابتن محمد النفيعي، وكان عددنا حوالى 300 لاعب. وبعد اختيار قائمة المنتخب النهائية دخلنا في معسكر تدريبي داخلي استمر شهرين ونصف الشهر، وسافرنا بعد ذلك إلى السعودية ولعبنا ضد منتخبها وخسرنا (1-3)، وهذه المباراة كانت هي الأولى لي دولياً، ثم سافرنا إلى قطر وخضنا التصفيات الآسيوية وقدمنا مباريات رائعة وتأهلنا للنهائيات القارية؛ إلا أن النهائيات الآسيوية وقتها ألغيت بسبب جائحة كورونا.
 وماذا عن مشاركتك ضمن المنتخبين الوطنيين للشباب والأولمبي؟
- لعبت مع المنتخب الوطني للشباب بدءاً من كأس العرب في مصر العام 2020، وخضنا مباريات فيها أمام تونس والسعودية وأوزبكستان، ثم لعبنا في بطولة غرب آسيا بالعراق، كما لعبنا كأس العرب في السعودية، وكذلك خضنا التصفيات الآسيوية، ومؤخرا تم استدعائي للمنتخب الوطني الأولمبي؛ لكن تم استبعادي قبل التصفيات بأسبوع.
 لماذا؟
- وجهة نظر المدرب، وأنا أحترم قرار المدرب.
 هل سنراك قريبا ضمن المنتخب الأول؟
- إن شاء الله. المستقبل ما زال أمامي. أنا أطمح للبعيد، وأعمل لأكون ركيزة أساسية في المنتخب الأول.
 كيف رأيت مستوى المنتخب الوطني في التصفيات الآسيوية المزدوجة؟
- المنتخب قدم ما عليه، وما من شيء يمكن أن نلومهم عليه. أنا لاعب عايشت الجو معهم، وأحب أن أقول لك إننا كلاعبين لم تتوفر لنا أبسط المقومات. اللاعبون قدموا مجهوداً يُشكرون عليه، وأيضا الجهاز الفني. وإن شاء الله مع الأيام يتحسن منتخبنا للأفضل.
 مؤخرا عانيت من إصابة. كيف كانت رحلتك للعلاج في مصر؟ وما نوع الإصابة؟
- أصبت أثناء التمارين في النادي، وانتظرت في صنعاء لمدة ثلاثة أشهر، ولم أستفد شيئاً، ثم ذهبت إلى مصر وأجريت أشعة واتضح أنه كان عندي تمزق من الدرجة الثانية في العضلة الخلفية، إضافة إلى أن الحوض كان متأثراً. وبقيت شهرين للعلاج في مصر، والحمد لله تكللت رحلتي العلاجية بالنجاح والتعافي.
 شاركت مؤخراً مع وحدة صنعاء في منافسات دوري الدرجة الأولى، وتصدرتم المجموعة الثانية في سيئون خلال مرحلة الذهاب. كيف ترى حظوظ الوحدة في المنافسة على لقب الدوري؟
- من المعروف أن وحدة صنعاء عندما يدخل بطولة تكون عينه على اللقب، ليس فقط كمنافس. لقد رسم الفريق هذا الهدف، وإن شاء الله نكمل المشوار ونحقق لقب البطولة.
 من وجهة نظرك من هو الفريق الآخر الذي سينافس على بطولة الدوري؟
- للأمانة كل الفرق في الدوري جيدة، لدينا أندية شعب حضرموت وأهلي صنعاء وتضامن حضرموت ستكون منافسة. وبالنسبة لنا كوحداويين لا نستهين بأي فريق بقدر ما نحترم كل الفرق ونحسب لها ألف حساب.
 هل سيساعدكم عامل الأرض عندما تلعبون منافسات الإياب في صنعاء؟
- كلاعب لا يوجد فرق في هذه المسألة. نحن عندما نلعب يكون تركيزنا في المباراة. الأجواء وغيرها لا نأخذ بها. فقط ندخل المباراة وعيوننا على الفوز، مهما كان ظرف المباراة والمكان والوقت.
 في بطولة الدوري السابق، وتحديدا في نهاية العام 2021، وصلتم للنهائي وخسرتم اللقب. كيف كان شعورك أمام هذه الفرصة كلاعب تخوض ولأول مرة منافسات دوري الدرجة الأولى؟
- وصلنا للنهائي وكنا تقريباً أفضل وأجدر فريق بنيل لقب البطولة؛ لكنها كرة قدم، لا تتوقع ما يمكن أن يحصل. خسرنا النهائي بركلات الترجيح، وكنا نستحق الفوز. الحمد لله على كل حال. والآن إن شاء الله نعوض ونفوز بالبطولة.
 كيف تسير أجواء الاستعدادات معكم؟
- بشكل رائع. نحن جاهزون للبطولة بقيادة الكابتن أمين السنيني والجهاز الفني المساعد الكابتن محمد مساعد والكابتن هاني عبدالرحمن والكابتن إبراهيم والكابتن عبدالسلام الصعدي. وإن شاء الله الأمور طيبة.
 أكثر من وقف معك وشجعك حتى وصلت إلى ما وصلت إليه...؟
- والدي ووالدتي حفظهما الله، وأيضا زميلي محمد هاشم، لاعب وحدة صنعاء والمنتخب الوطني.
 وأقرب اللاعبين إليك...؟
- محمد هاشم الأكثر قربا، وأيضا قاسم الشرفي وزكريا الطفطوف.
 هل تنزعج من النقد؟
- لا. هذا الأمر أعتبره طبيعياً طالما لا يكون مزعجاً أو يسبب أذى. هناك أشخاص واعون ويكون نقدهم بناء، وهذا آخذه بجدية وأعمل به حتى أستفيد. وهناك أشخاص "مفسبكين" لا يفهمون بالرياضة ولا يعلمون بما يحصل معنا ويريدونك أن تسجل أهدافاً من منتصف الملعب... وهذا نقد لا ألتفت إليه.
 البعض يشطح ويرتب تشكيلات المباريات على هواه. هل واجهت مثل هذه الأمور خلال تواجدك مع المنتخبات؟
- أنا عشت أجواء المعسكرات الإعدادية وأجواء مباريات المنتخبات. ومثل هذا الكلام لا يوجد نهائيا.
 ما هي أفضل مبارياتك مع النادي ومع المنتخب؟
- مع النادي كانت أمام أهلي صنعاء وفزنا بها بهدفين نظيفين وأحرزنا لقب الدوري التنشيطي الذي أقيم قبل بطولة الدوري. ومع المنتخب كانت أمام العراق في بطولة كأس غرب آسيا للشباب.
 وأكثر مباراة تألمت على فقدان نتيجتها...؟
- نهائي الدوري السابق أمام فحمان أبين، والذي خسرنا فيه اللقب. ومع المنتخب تألمت من خسارتنا أمام السعودية في ربع نهائي كأس العرب؛ خضنا مباراة كبيرة ضد السعودية وخسرنا بركلات الترجيح، بعد أن تعادلنا (0-0) في الوقت الأصلي، وكنا محبطين جدا إزاء عدم التأهل لنصف النهائي.
 لاعبون تمنيت أن يكونوا مع فريق الوحدة في منافسات الدوري؟
- هناك أكثر من لاعب كنت أتمنى أن يكونوا مع الوحدة في الدوري، وبالذات حمزة الريمي لاعب وحدة صنعاء السابق والمحترف حاليا في البحرين، وزكريا الطفطوف لاعب أهلي صنعاء.
 هل سبق أن حصلت على عرض احتراف في الخارج؟
- نعم، حصلت على عرض احتراف مع نادي الجولان العراقي بعد كأس العرب، ولم يكتب لي التوفيق بسبب عدم الاتفاق معهم.
 ومستقبلا هل تفكر بالاحتراف؟
- حاليا تفكيري وتركيزي وهدفي على بطولة الدوري، وما يأتي بعد ذلك إن شاء الله يكون خيرا.
 أيهما تفضل المدرب المحلي أم الأجنبي؟
- في الوقت الحالي أرى أن المدرب الوطني هو الأفضل. لدينا مدربون أكفاء ويستحقون أن يمسكوا المنتخب الأول. أيضا هناك نقطة هامة وهي أن المدرب المحلي أقرب وأكثر فهماً للاعب اليمني.
 من المدرب الذي تدرجت معه دولياً؟
- المدرب الوطني محمد النفيعي هو الذي تدرجت معه في منتخبي الناشئين والشباب، والتشيكي ميروسلاف سكوب استبعدني من المنتخب الأولمبي.
 حالياً تم اختيار شقيقك الصغير عـــلاء ضمــن المنتخــب الوطنــــــــي للناشئين الذي سيلعب بعد أيام في سلطنة عمان بطولة كأس غرب آسيا. كيف ترى حظوظه ومستقبله الكروي؟
- علاء يلعب كجناح وصانع لعب، وهو يستحق أن يكون في المنتخب. طبعاً أنا أتحدث عنه ليس كونه أخي. حقيقة علاء لاعب ممتاز ويستحق، ومهما كان أو حدث ووفق وذهب مع المنتخب أو لم يوفق، هو لاعب صغير في السن وإن شاء الله المستقبل أمامه.
 هل سيكون علاء نسخة أخــــرى منـــك؟ وهـــل تشجعه على التقدم في مشواره الكروي؟
- أنا أرى علاء أفضل مني. عندما كنت في مثل عمره لم أكن بمثل إدائه ومستواه الحالي. وأتمنى أن ألعب معه في منتخب واحد بإذن الله.
 رسالة... لمن توجهها؟
- إلـــى الاتحـــاد العام لكرة القــدم: أتمنى أن يستمر تنظيم بطولات الدوري؛ فنحن، اللاعبين، نستفيد كثيراً فنياً من اللعب في منافسات الدوري، وهذا ما يعكس نفسه على المنتخبات بجاهزية اللاعبين بشكل متواصل، إضافة إلى حضور المنافسات وأجواء بطولات الدوري التي من الضرورة والأهمية أن تكون متواجدة في كل موسم. وإن شاء الله لا تنقطع هذه الأجواء.
 كلمة في خاتمة الحوار...؟
- أشكرك أخي طلال على هذا الحوار الرائع، وأشكر صحيفة "لا" وملحق "لا الرياضي"، وإن شاء الله مع الأيام نرفع اسم منتخبنا اليمني عالياً، وأثق بهذا وبإذن الله.