حاوره:أنور عون / لا ميديا -
الحارس الطائر وأخطبوط الشباك وفذ الذود عن الخشبات الثلاث، الذي عشقته الجماهير فصار محبوبها الأول، لما يتمتع به من أخلاق عالية ونجومية مطلقة.
أحمد رامي، اللاعب الذي بزغ من فريقه الأم سلام زبيد، والقادم من أرض تهامة إلى تعز للعب مع شياطين الحالمة الأهلاوية، ملتحقا بعدها بفترة وجيزة بعنيد إب (الشعب) وحقق معهم مجد البطولات وبريق النجومية، وأيضا تمثيله بعض المواسم لأندية الصقر والعروبة ورهيب البيضاء.صال وجال في الملاعب، وصعد للمنتخبات الوطنية بفئاتها الثلاث (الشباب والأولمبي والأول)، لاعبا، ومدربا بعد جولات طويلة لمنتخب البراعم سابقا ولحراس شعب إب حاليا.
صحيفة "لا" أجرت مع الكابتن أحمد رامي حوارا ذا شجون ولا يخلو من شجاعته المعهودة، إليكم تفاصيله...
  نريد منك لمحة عن بدايتك مع كرة القدم!
- بدايتي من نادي سلام زبيد، ومنه كانت انطلاقتي مع كرة القدم، ثم انتقلت إلى أهلي تعز، وهذه خلفها حكاية، حيث كنت في حارة أغلب سكانها من مشجعي الأهلي، وكان صاحب الفضل في إدراجي ضمن الأهلي هو الكابتن عبدالملك ثابت رحمة ربنا تغشاه، ولعبت مع الفريق الثاني للنادي (فريق سن 20)، وتم تصعيدي سريعا للفريق الأول الذي كان يحرس مرماه الكابتن محمد نجاد والكابتن فارس عثمان، ثم انتقلت إلى شعب إب.
 أيضا مثلت فرقاً محلية غير الأهلي والشعب...؟
- كان لي تجربة مع نادي الصقر. بعد فوز شعب إب بلقب بطولة الدوري الموسم 2003، طلبني الصقر للعب معه، وعرض مبلغا ضخما على الشعب، ورفضت إدارة الشعب انتقالي فأعلنت العصيان على تدريبات الشعب... وبعد الموافقة ذهبت إلى الصقر؛ لكن بمبلغ أقل، ولعبت معهم موسما واحدا، رغم أنهم طلبوا مني أن أجدد العقد معهم؛ لكني قررت العودة إلى شعب إب... ولعبت أيضا موسما مع فريق العروبة، ومع شباب البيضاء لعبت نصف موسم ثم موسما كاملا في 2010/ 2011.
 أبرز مواسمك مع شعب إب...؟
- كانت في الموسم 2003 عندما أحرزنا بطولة الدوري وكذلك كأسي رئيس الجمهورية.
 والمباراة الأفضل في ذاكرة مشوارك مع العنيد، وحكايتها...؟
- مباراتنا مع التلال، وهي المباراة التي كانت تحدد ملامح من سيكون بطل الدوري، نزلنا للعبها في عدن، وكان وقتها في عز الصيف، وتحديدا في تموز/ يوليو العام 2003. في تلك المباراة توافدت الجماهير من إب بشكل غير عادي إلى عدن، يمكن فوق أربعين باصاً على نفقة الشيخ عبدالمطلب الغيثي الله يرحمه، مرشح إب لمجلس النواب في تلك الفترة، وكانت هذه دفعة معنوية كبيرة جدا لنا، وحققنا فيها الفوز على التلال (3-2) في ظل نجومه الكبار، ومنهم شرف محفوظ والبارك وخالد عفارة وفتحي الجابر وغيرهم من عمالقة عميد الكرة اليمنية.
 يلاحظ أن شعب إب خلال تلك الفترة كان فريقا قويا جدا وقادرا على إحراز خمس بطولات دوري؛ لكنه لم يستمر...؟
- بالعكس، شعب إب في تلك الفترة استمر توهجه مع البطولات، فقد امتلك الدرع للأبد، بعد أن فزنا على اتحاد إب في المباراة الفاصلة في شهر رمضان، ضمن المواسم 2003/ 2004 و2004/ 2005 و2012/ 2013.
 ماذا عن حظوظ تمثيلك لألوان المنتخبات الوطنية؟
- لعبت مع المنتخبات الوطنية بفئاته الثلاث، الشباب والأولمبي والأول، وكانت فرصتي الأولى مع منتخب الشباب في بطولة الطائف، ولعبت فيها أساسيا مع منتخبنا.
 رغم تألقك وظهور اسمك بشكل لافت على الساحة الرياضية في الوطن، إلا أن هذا التوهج كان يخفت أحيانا على مستوى المنتخبات. ما السبب؟
- هذا يعود للأجهزة الفنية ورؤيتها في الاختيارات. لكن عندما أنضم للمنتخبات الوطنية كنت أبقى احتياطيا لأسماء كبيرة تمثل الخبرة، مثل المرحوم عارف عبد ربه ومعاذ عبدالخالق، واستفدت من هذه التجربة بشكل كبير.
 من هم المدربون الذين شكلوا ملامحك الكروية؟
- العراقي خليل علاوي والكابتن حمادة قاسم والعراقي فيصل عزيز والمرحوم عبدالله عتيق، هؤلاء تركوا بصمة في مسيرتي الرياضية واستفدت منهم كثيرا.
 حاليا ما هي حكاية الشعب في مسابقة الدوري الأول؟
- والله الشعب حيّرنا، لدينا الإمكانيات ولدينا اللاعبون وكلهم نجوم في المنتخبات الوطنية... ربما الأمر يعود لعدم التوفيق!
 سمعنا قبل فترة أن الداعمين تخلوا عنكم...؟
- صحيح أن شعب إب لديه ما يكفي لتسيير أموره، ومع هذا يحتاج أيضا للدعم، حتى وإن تخلى بعض الداعمين عن النادي نظرا للأوضاع التي يعيشها البلد.
 لكن لدى شعب إب استثمارات كبيرة؛ أين تذهب؟
- لست إداريا. لكن في ظل تواجدي في النادي سأقول لك إن كل موارد وإمكانيات النادي تصب غالبا داخله بقدر الإمكانيات المتاحة. الشعب يصرف رواتب تصل ما بين خمسة إلى ستة ملايين ريال شهريا. لديه أجهزة الفنية وفرق فئات عمرية ولاعبو فريق أول وعقود، وتدريبات وأنشطة رياضية متعددة ومتواصلة...
 وماذا عن دور الإدارة، وخاصة رئيس النادي الذي يشغل منصب محافظ إب؟
- الشيخ عبدالواحد صلاح يبذل كل جهده، وهو دائما يخبرنا أنه لا يريد أي دعم أو أي شيء، فقط يريد إصلاح ملعب النادي.
 سأكون صريحا معك؛ إدارة الشعب هي التي حطمت النادي...؟
- أنا لا يعجبني أن أجامل. إدارة نادينا يمكن أن نحملها جزءاً كبيراً من المسؤولية عما يحدث للنادي والفريق الأول لكرة القدم. وهنا أوجه رسالة إلى الإدارة: عليكم المحافظة على نادي الشعب واستثماراته، والاهتمام بتعشيب ملعب النادي.
لدينا في شعب إب ملعب غير معشب، ولدينا إدارة يترأسها المحافظ الشيخ عبدالواحد صلاح، ومن العيب أنه في مدينة إب لا يوجد ملعب معشب حتى الآن وكل ملاعبها ترابية ولا تصلح أن تكون ملاعب كرة قدم أو حتى لسباقات الخيول!
وهنا يكمن دور رئيس النادي ورئيس السلطة المحلية. لماذا لا تتحرك؟ عليك أن تطرق أبواب المنظمات وتتواصل مع التجار طالما والدعم الحكومي منقطع ووزارة الشباب والرياضة لا تلتفت للأندية ولا تقدم لها أي دعم مادي، رغم أن صندوق النشء والشباب والرياضة موارده اليوم أكثر؛ لكن عذرهم هو الحرب، والحرب قد توقفت وأيضا تواصل توقف الدعم. لماذا لا يعود هذا الدعم للأندية الرياضية بدلا أن يذهب الشباب للمقاهي وتناول القات وشرب الشيشة والمخدرات؟!
 هل الملعب هو مشكلتكم الأساسية؟
- طبعــــــــــــا. الآن المستويـــــات التي ظهرت بها أندية إب هي بسبب الملاعب. عملية التعشيب سهلة، فهي عملية تعشيب ملعب وليس عملية اختراع للذرة والسلاح النووي! في صنعاء عشبت ملاعب السبعين والكثير من أندية الأمانة ويجري الآن تعشيب ملعب الظرافي وكذلك في بقية المحافظات.
 متى يعود الشعب عنيدا كما كان؟ وهل ينقصكم إدارة أم ينقصكم لاعبون أم ماذا؟
- الأمر يحتاج لتكاتف الجميع من كل النواحي، إدارة ومعارضة ولاعبين قدامى وأبناء النادي، وعلى الجميع أن يتحدوا ويفكروا بمصلحة النادي بعيدا عن المصالح الشخصية، فالعنيد كبير بأبنائه، كبير بجماهيره، وكبير بإنجازاته، ولا بد من توحيد الجهود لمصلحة الفريق.
 كابتن أحمد، سنخرجك من وجع الرأس هذا، أخبرنا كيف هو الاهتمام بقطاع الناشئين في شعب إب؟
- قطاع الناشئين كبير جدا في النادي، والاهتمام به قوي، ولدى الشعب مدربون ممتازون، مثل الكباتن عيسى العطاب والحروي ورياض النزيلي وياسر البعداني.
 عاصرت اتحادات الأشول والقاضي والعيسي. أيهم أفضل؟
- بالنسبة لي أفضل اتحادي كرة القدم كان خلال عهد المرحومين علي الأشول ومحمد عبد الإله القاضي، فقد كانت الإمكانيات في ظلهما متوفرة ويشعرانك بأنك لاعب منتخب يمثل البلد، الروح الوطنية كانت موجودة. أما الآن تروح المنتخب ولا تحصل على حقك، وكأنك مجرد شحات، كل شيء مجاملات، تطبل أنت موجود، تنتقد أنت خارج السرب، وهذا ما حصل معي شخصيا.
 ماذا حصل معك؟
- انتقدت منذ سنوات وحتى الآن ما يجري من اختيار للأجهزة الفنية وحالة الكرة اليمنية المتهاوية، حتى لو استدعوني غدا لتدريب منتخب لن أوافق؛ لأنه لا يشرفني أن أشتغل في ظل هذه المجموعة. أنا اشتغلت في منتخب البراعم مع المدرب البرازيلي أحمد لوسيانو ورأيت العجب من الاتحاد. في البداية انتقدت الوضع حول هذا المنتخب؛ لديك لاعب طفل عمره 12 عاما ولا يتوفر له الأدوات الرياضية والغذاء السليم ولا يتوفر له الملعب القريب! كنا في فندق في "دار سلم" والملعب في مدينة الثورة الرياضية ونقطع مسافة ساعة ونصف للوصول للملعب. وفي مقابلة على قناة "السعيدة" قلت للمذيع: أنا أتحمل كوارث هذه المقابلة. وقبل أن تنشر المقابلة جاءني اتصال من إداري المنتخب مراد داغس الله يرحمه، أبلغني فيه أن الشيخ العيسي يطلب مني ألا أذهب مع المنتخب، فقلت له: طز فيك وفي الشيخ ولا يشرفني أن أشتغل معكم!... أشياء كثيرة متعبة كانت تحصل معهم، منها أنك تذهب لتدرب في المنتخب وأنت كالأهبل، ولا معك شيء، وتنتظر فقط صرف بدل السفر، في وقت أنا عندي مع نادي شعب إب عقد وراتب!
 عندما كنت تذهب مع شعب إب للقاء أهلي تعز ناديك الأسبق، كيف كنت تشعر؟
- أحتار؛ جماهير الأهلي تعرفني وتحبني، وكذلك جماهير الشعب، وللناديين وقع كبير في نفسي وأرتبط به معهما، وتبقى مسؤوليتي في الذود عن شباك الفريق الذي أمثل لونه هي همي الأول والأخير.
 وأفضل نادٍ...؟
- شعب إب أولا، ووحدة صنعاء ثانيا.
 أفضل مدافع ترتاح لوجوده أمامك...؟ وأصعب مهاجم واجهته...؟
- زميلي المدافع وفي عبدالله. والكابتن عادل السالمي أصعب مهاجم واجهته.
 هل ما زال سلام زبيد في قلبك؟
- سلام زبيد بيتي الأول. للأسف الأندية الريفية في الحديدة تعيش أوضاعاً صعبة، فهي لا تجد أي دعم من التجار أو الوزارة، سوى ما يتوفر لها من دعم شخصي من أبنائها.
 هل أحد من أولادك يمضي على مشوارك في الملاعب؟
- لديّ ثمانية أولاد، وهم مهتمون بدراستهم، وإن شاء الله يكون أحدهم رياضياً.
 كلمة في ختام الحوار كابتن أحمد...؟
- أشكر صحيفة "لا" على هذا الحوار في ملحقها الرياضي، وأشكرك أخي أنور، وأشكر الإخوة طلال سفيان وعبدالجبار المعلمي، وأتشرف بوجودهما معك لإجراء هذا الحوار، وأتمنى لكم التوفيق والنجاح.