أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن القرار الأمريكي بالعدوان على اليمن ينم عن جهل وحماقة، واتهم سياسة الولايات المتحدة بالتناقض، حيث تتحدث عن عدم توسيع نطاق الحرب وتسعى في الوقت نفسه لتوسيع النزاعات.
جاء ذلك في سياق الكلمة التي ألقاها في الاحتفال التكريمي الذي أقامه حزب الله اليوم الأحد، بذكرى استشهاد القائد الجهادي الشهيد على طريق القدس وسام طويل "الحاج جواد" في بلدة خربة سلم الجنوبية.

وقال السيد نصر الله إن القرار الأمريكي بالعدوان على اليمن لن يمنع الشعب اليمني، وإن العقلية الاستكبارية تجعل الأمريكيين يظهرون على أنهم جهلة وحمقى.

وأضاف أن الأمريكيين سيتحملون تبعات قرارهم بشأن اليمن، وأنه سيؤدي إلى استمرار استهداف السفن الإسرائيلية المتجهة إلى فلسطين المحتلة، ما يشكل تهديدًا لأمن الملاحة في البحر وللسفن غير المرتبطة بالأمر.

وتابع بأن الرد اليمني يقرره اليمنيون ويخطئ بايدن وإدارته في إرسال الرسائل إلى إيران وتهديدها بشأن اليمن.. ما بين اليمنيين ومن اعتدى عليهم "الميدان والأيام والليالي" وسيكتشف الأمريكي مدى خطئه.

وأكد أن الادعاءات بوجود تحالف دولي ضد اليمن غير صحيحة، مشيرًا إلى أن الحلف الحقيقي هو الحلف الأمريكي البريطاني، وأشاد بموقف علماء البحرين وشعبها الذين أدانوا موقف حكومة آل خليفة.

ولفت إلى أن القرار الأمريكي لن يهدد إيران، وأن القرار الحاسم يكمن في يد الشعوب والدول التي تدعم اليمن في مواجهة العدوان.

ودعا السيد نصر الله كل عربي ومسلم وحر وشريف للتضامن والمساندة لليمن، مؤكدًا أن يوم القيامة سيسأل الذين تخاذلوا أو تجاهلوا موقف اليمن في مواجهة العدوان.

وتابع السيد نصر الله: "مئة يوم وغزّة تقاوم وصامدة بشعبها بشكلٍ أسطوري لم يشهد التاريخ له مثيلاً، والمقاومة الفلسطينية تواصل القتال بشجاعة وتحقق عمليات نوعية ضد الاحتلال، وتواصل تصديها بشكلٍ مُبدع ولإعلامها دورٌ كبير في الاطلاع على بطولاتها في مقابل التكتّم الإسرائيلي".

وأكد سماحته أن "إسرائيل" غارقة في الفشل وهي في حفرة عميقة بتأكيد محلليها وهي لم تصل إلى أيّ نصرٍ وحتى إلى صورة نصر، ولم تحقق أيًا من أهدافها المعلنة وغير المعلنة وذلك بإجماع

وأشار إلى أن العدو الصهيوني ما زال يقاتل في خان يونس والوسط من أجل تحصيل إنجاز ما، قبل انتقاله إلى المرحلة الثالثة من الحرب التي سيُعيد فيها انتشار قواته، ولم يتمكن من القضاء على المقاومة ولا حتى على حكومة حماس، ولا تزال كل المناطق التي أخليت من مناطق شمال غزة تديرها حكومة حماس، كذلك لم يتمكن العدو من ايقاف الصـواريخ حتى من شمال غزة ولا من استعادة أسير واحد على قيد الحياة.

ولفت إلى أن خسائر العدو تزيد من إرباكه وآخرها الكشف عن 4000 معوّق في صفوف "جيشه" خلال مئة يوم والعدد قد يصل إلى 30 ألفًا، وقال: "عندما تتوقف الحرب سيكون العدو أمام كارثةٍ لحقت بالكيان نتيجة مقاومة غزّة ومن خلفها جبهات المقاومة".

أضاف: "الخسائر البشرية لدى العدو تتراكم في جبهات غزّة والضفة ولبنان بالإضافة إلى الخسائر الاقتصادية وكلفة النازحين، وما يجري في البحر الأحمر وجه ضربة كبيرة لاقتصاد العدو الذي انكشفت صورته في العالم وهو ما تبدّى في محكمة لاهاي، مشهد كيان الاحتلال في دائرة الاتهام أمام أنظار العالم بناءً على أدلّة دامغة أمرٌ غير مسبوق وأربك كيان العدو".

وأكد السيد نصر الله أن كيان العدو يعتمّد "نفاقًا أخلاقيًا" أمام العالم من خلال نفيه قيامه بحرب إبادة جماعية في غزّة.

وشدّد على أن التضحيات ودماء المظلومين ليست دماءً تذهب هدرًا، بل تحقق إنجازات لها أساس جوهري على صعيد المنطقة، وهناك المزيد من الخسائر للعدو، وأي أمل لاستعادة الأسرى لدى فصائل المقاومة انتهى وهذا الرأي العام الإسرائيلي المساند للحرب سيبدأ لينحدر. نزولًا

واعتبر السيد نصر الله أن المطالبة الداخلية برحيل رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو من علامات الاعتراف بالفشل، وقد بدأ الصوت يرتفع من أجل التفاوض لتبادل الأسرى ولو كان مقابل وقف إطلاق النار ما يعني ضمن شروط المقاومة في غزة. مشيرًا إلى أن الإسرائيليين بات لديهم ثقة بأنّ حكومتهم غير كفؤة ويجب تغييرها وتغيير رئيسها وهذا اعتراف بالفشل.

وكشف السيد نصر الله أن المقاومة الإسلامية في لبنان أطلقت 62 صاروخًا بينها 40 كاتيوشا و22 كورنيت من المدى الجديد على قاعدة ميرون، مؤكدًا أن 18 صاروخ "كورنيت" من المدى الجديد أصابت قاعدة ميرون، وهناك إصابات بشرية في القاعدة لكن العدو يتكتّم على خسائره، لكن فيديو المقاومة الإسلامية كشف زيف العدو، كما فيديو استهداف قاعدة صفد.

وذكر أن العدو يتكتّم عن قتلاه وجرحاه وخسائره وهزائمه لأنّ ذلك سيؤدي إلى إحباط معنوي كبير باعتراف الإعلام الإسرائيلي.

وأعلن أن المقاومة الإسلامية مستمرة وجبهتها تلحق الخسائر بالعدو وتؤدي إلى ضغط النازحين الذين ارتفع صوتهم.