عادل عبده بشر / لا ميديا -
وصف عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس» عزت الرشق، العدوان الأمريكي البريطاني والدول المتحالفة معهما، على اليمن بأنه عمل «إرهابي» تتحمل مسؤولية تداعياته واشنطن ولندن، مؤكداً أن التأثير القوي والفاعل الذي أحدثه دخول اليمن المعركة إسناداً للشعب والمقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الصهيوني، دفع بالولايات المتحدة وبريطانيا إلى تحريك أساطيلهما إلى البحر الأحمر لحماية سفن الكيان العبري والاعتداء على الشعب اليمني.
وقال الرشق في حديث مع صحيفة «لا»: «العدوان الغاشم على اليمن الشقيق هو عمل إرهابي غير محسوب، واقعٌ تحت تأثير إرادة الاحتلال الصهيوني وقيادته النازية المتطرّفة، ولن يزيد المنطقة إلا اشتعالاً وتوتراً، تتحمَّل مسؤولية تداعياته واشنطن ولندن».
وأضاف: «عبّرنا في حركة حماس عن إدانتنا بأشد العبارات العدوان الأمريكي البريطاني، والقصف الجوي والبحري على الأراضي اليمنية، وقلنا: إنه يمثّل جريمة وعدواناً سافراً على السيادة اليمنية، وتهديداً لأمن المنطقة؛ التي تشهد عسكرة أمريكية وبريطانية جاءت لحماية الاحتلال الصهيوني النازي وللتغطية على جرائمه بحق الشعب الفلسطيني وعموم المنطقة العربية».
وأكد القيادي في حركة حماس، أنه «على الإدارة الأمريكية أن تعيد حساباتها في تعاطيها مع قضيتنا العادلة ونضال شعبنا المشروع من أجل انتزاع حقوقه وحريّته واستقلاله»، موضحاً أن «الانحياز لهذا الاحتلال الفاشي واستمرار دعمه بالمال والعتاد والسلاح، ثبت فشله في تحقيق أيّ من أهدافه العدوانية في قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس، ولن يفلح في كسر إرادة شعبنا وبسالة مقاومته، وستخسر هذه الإدارة وأيّ تحالف مع هذا الكيان الغاصب حتماً رصيدهم السياسي والأخلاقي والإنساني».

التحالف البحري
وحول التحالف البحري الذي تقوده أمريكا حماية للكيان الصهيوني من الإجراءات التي اتخذتها القوات المسلحة اليمنية بمنع مرور سفن الاحتلال أو المتجهة إلى موانئه من البحرين الأحمر والعربي، أكد عضو المكتب السياسي لحماس، أنه يكشف «الشراكة والمسؤولية الكاملة للإدارة الأمريكية ورئيسها بايدن في حرب الإبادة الجماعية والمجازر التي يرتكبها الاحتلال ضد الأطفال والنساء والمدنيين من أبناء شعبنا في قطاع غزة».
وقال: «أكّدنا أنَّ أيّ تحالف دولي ضدّ مواقف تضامنية تنتصر لغزَّة وفلسطين، وتقف ضد قتل وتجويع وتعطيش أكثر من مليوني مواطن فلسطيني في قطاع غزَّة، تعبّر عن حالة توحّش وانعدام قيمي وإنساني لكل الدول الداعية والمشاركة فيه».

قرار مجلس الأمن
وتعليقاً على قرار مجلس الأمن بإدانة العمليات التي تنفذها القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، عبّر الرشق عن إدانة واستنكار حركة حماس لصدور هذا القرار الذي «يدين أنصار الله في اليمن لمنعهم السفن التي تتعامل مع الاحتلال للضغط عليه لإدخال المواد الغذائية والأدوية ولوقف سياسة التجويع التي يقترفها بحق الأطفال والمدنيين العزّل في قطاع غزة».
وأكد أن هذا القرار «دليل إضافي على أنَّ مجلس الأمن هو إحدى أدوات القوى الكبرى المسيطرة على قراره والمتحكمة فيه، خدمة لأجندات تغييب وتصفية حقوق الشعوب التي تدافع عن حريتها واستقلالها».
وشدد عزت الرشق في سياق حديثه مع صحيفة «لا»، بالقول: «لا يمكن لأي أحد أن يصادر حقّ الشعوب في الدفاع عن حريتها واستقلالها، ورفضها وإدانتها لكل أشكال الاحتلال والإجرام والإبادة الجماعية، ولا يمكن أيضاً النيل من سيادتها الوطنية في التضامن مع حقوق الشعوب المحتلة، وكيف لا وهي قضية فلسطين قضية الأمَّة، باعتباره حقّاً أصيلاً ومشروعاً، ومن هنا، فإنّ موقف الإخوة في أنصار الله، يأتي في صميم هذا الحق التضامني والمؤيّد لحقوق شعبنا، والرّافض للإجرام الصهيوني، والهيمنة الأمريكية».

دخول اليمن الحرب
وأشار الرشق إلى أن حركة حماس «تثمن وتقدر عالياً موقف اليمن الشقيق وشعبه البطل في وقوفه مع شعبنا الفلسطيني في معركة طوفان الأقصى».
وقال: «لا شكّ أنَّ دخول اليمن في خط معركة شعبنا في طوفان الأقصى من بوابة إيلام العدو الصهيوني وإرباكه اقتصادياً وأمنياً هو عمل مقدّر ومؤثر، ويعبّر عن أصالة وعمق وتعلّق الشعب اليمني بالقضية الفلسطينية وارتباطها التاريخي في دعم نضال شعبنا من أجل الحرية والاستقلال».
وأضاف أنَّ «أيّ تأثير يصبّ في ضرب الكيان الصهيوني ومصالحه وأجنداته العدوانية، سيكون حتماً في صالح قضية شعبنا على المدى المنظور والاستراتيجي، ولو لم يكن هناك تأثير لما سارعت الولايات المتحدة وبريطانيا إلى تحريك أساطيلهما في البحر الأحمر، حماية لسفن الكيان الصهيوني، ولما تجرّأ كلا البلدين لشنّ هجوم إرهابي ضد القوات اليمنية المسلّحة وانتهاك السيادة اليمنية».
وأكد القيادي في حماس أن «كل الخطوات اليمنية المشرّفة، منذ بدئها كان لها الأثر والتأثير والفاعلية، تأثيراً إيجابياً يشعر شعبنا الفلسطيني ومقاومتنا الباسلة بالفخر والاعتزاز أنَّ معهم رجالاً يعيشون معركتهم البطولية ويشاركونهم جزءا منها، ويُثخنون في العدو الصهيوني الذي يواصل إجرامه ضد أبناء شعبنا والأطفال والنساء».

رسالة للشعب اليمني
ووجه عزت الرشق رسالة للشعب اليمني عبر صحيفة «لا» مفادها: «نقول للشعب اليمني الشقيق، يمن العزَّة والكرامة، يمن الحكمة والإباء، يمن التضامن والنخوة والشهامة، نتابع مع شعبنا في ساحات فلسطين وخارجها مواقفكم المشرّفة، وتبهرنا مسيراتكم المليونية الداعمة لقطاع غزَّة والقدس والمسجد الأقصى المبارك، وتثلج صدورنا أعمالكم البطولية في الانتصار لقضيتنا ومقاومتنا، ونترحّم على أرواح شهداء القوات اليمنية التي ارتقت في العدوان الأمريكي البريطاني الغاشم، فهذه الدماء الطاهرة قد امتزجت مع دماء أبناء شعبنا في قطاع غزَّة والضفة الغربية والقدس المحتلة، وستكون وقوداً للنصر والتحرير القادم بإذن الله».
ودعا الرشق اليمنيين إلى مواصلة حراكهم المشرّف تضامناً مع الشعب الفلسطيني وتأييداً لنضاله المشروع، كما دعا شعوب الأمَّة والأحرار في كل العالم إلى الاستمرار في مسيراتهم التضامنية في كل مدن وعواصم العالم، حتى يتوقف العدوان الصهيوني على قطاع غزَّة.

لا مبادرات
وحول ما أُشيع عن مبادرة قطرية لوقف الحرب الصهيونية، مقابل خروج قيادة المقاومة من غزة وتبادل الأسرى على مراحل، نفى عضو المكتب السياسي لحماس تلقيهم أيّة مبادرة من قطر حول هذا الموضوع.
وقال عزت الرشق، في تصريحه لـ«لا»: موقفنا واضح أنه لا حديث عن صفقة تبادل إلا بعد وقف كامل وشامل للعدوان الصهيوني على قطاع غزَّة، ووقف حرب الإبادة الجماعية»، مضيفاً: «وفي المقابل، أبدينا ونبدي انفتاحنا أمام كل مبادرة أو اقتراح يصلنا من الأشقاء في قطر ومصر، بما يحقّق الوقف الفوري للعدوان».
وتعليقاً على الزيارة الأخيرة لوزير خارجية أمريكا بلينكن للمنطقة وما رافقها من تصريحات إعلامية تعيد تسويق التطبيع مع الكيان الصهيوني كحل للقضية الفلسطينية، قال الرشق: مع كل جولة من جولاته الخمس للمنطقة يأتي بلينكن ليبيع الوهم لكل الدول التي يلتقي بها، وهو ينظر بعين واحدة، تتبنّى رواية الاحتلال، وتدعم أجندته في تصفية القضية الفلسطينية وإبادة شعبها». لافتاً إلى أن بلينكن جاء للمنطقة «مسوّقاً وخادماً للرؤية والمشروع الصهيوني في المنطقة، من خلال إدماج وتطبيع العلاقات مع هذا الكيان المغتصب للأرض الفلسطينية».
وأكد الرشق أن موقف حماس «المبدئي والرَّاسخ هو رفض كل أشكال التطبيع مع هذا العدو، القاتل للأطفال والنساء، والمنتهك لكل القيم والأعراف والشرائع السماوية، والحديث عنه في ظل هذه الحرب الهمجية والعدوان الوحشي ضد قطاع غزَّة هو حماقة واستخفاف».
وحول حديث الوزير الأمريكي أنَّ العديد من دول الشرق الأوسط مستعدة للاستثمار في مستقبل غزة؛ قال الرشق: «الشعب الفلسطيني هو سيد قراره، وهو المعني بتقرير مصيره وفق رؤيته الوطنية، للوصول إلى أهدافه الكبرى بالحرية والانعتاق من الاحتلال، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس». مرحباً في الوقت ذاته، «بأيّ جهد عربي وإسلامي مساند لقضية شعبنا، وداعم للمقاومة، ولإنهاء العدوان وإزالة الاحتلال وآثار عدوانه الهمجي على شعبنا وأرضنا ومقدساتنا الإسلامية والمسيحية».

ميدان المعركة
وحول الوضع الميداني في غزة، أكد عضو المكتب السياسي لحماس أنه منذ أكثر من مائة يوم لم يحقق العدو الصهيوني أيا من أهدافه لا في غزة ولا في قطاع غزة كما، لم يفلح العدو الصهيوني «في كسر إرادة وصمود شعبنا العظيم المتجذر في أرضه، ولن يستطيعوا النيل من قوَّة وعزيمة كتائب الشهيد عزّ الدين القسّام وسرايا القدس، ورجال المقاومة الفلسطينية».
وأوضح عزت الرشق أن العدو الصهيوني «مُني بخسارة استراتيجية منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، ويلاحقه الفشل تلو الفشل، كلّما أمعن في عدوانه ضد قطاع غزَّة، عسكرياً وسياسياً وإعلامياً وحقوقياً وأخلاقياً وإنسانياً» وأن المقاومة الفلسطينية هي من تدير هذه المعركة بحكمة وقوّة واقتدار، ولاتزال صواريخها تضرب قلب الكيان العبري، فيما «لايزال ثوّار الضفة الأبية يواصلون ضرب الاحتلال والاشتباك مع جنوده في كل مدن وقرى ومخيمات الضفة، وما العمليات البطولية الأخيرة إلا دليل على أنَّ جذوة طوفان الأقصى لاتزال حيّة تنبض بالمقاومة، ولن يستطيع الاحتلال وداعموه النيل منها أو كسرها أو إخمادها».