عادل بشر / لا ميديا -
لا توفر الإدارة الأمريكية ومعها بريطانيا، وسيلة أو جهداً إلا واتخذتها، للضغط على اليمن لثنيه عن دعم القضية الفلسطينية، وخروج “واشنطن” و”لندن” بما يحفظ ماء الوجه من ورطتهما في اليمن، فبعد أن ثبُت فشل التلويح بالقوة من خلال الغارات الجوية التي استهدفت العاصمة صنعاء وعددا من محافظات خارطة السيادة اليمنية، أو التحشيد العسكري في البحر الأحمر، لجأت الإدارتان إلى طرق أبواب الدول التي تربطها علاقات متينة مع صنعاء وطهران للبحث عن مخرج دبلوماسي من هذه الورطة.
في هذا الإطار، بدأ وزير الخارجية البريطانية ديفد كاميرون اليوم، جولة جديدة في الشرق الأوسط، دشنها بزيارة سلطنة عُمان، على خلاف ما أعلنته الوزارة في بيان صادر عنها الأربعاء المنصرم، والذي أشارت فيه الى أن زيارة كاميرون تشمل الأراضي الفلسطينية المحتلة وقطر وتركيا، لبحث تطورات الأوضاع في غزة، بينما جاء في بيان لها، اليوم، أن الوزير كاميرون سيبدأ جولته للمنطقة من سلطنة عمان، لإجراء مباحثات بشأن ما وصفها البيان “هجمات الحوثيين” في البحرين الأحمر والعربي.
وأوضح بيان الخارجية البريطانية أن كاميرون سيلتقي نظيره العماني بدر البوسعيدي لمناقشة “تهدئة التوترات المتصاعدة في جميع أنحاء المنطقة” لافتاً إلى أن المحور الرئيسي في مباحثات “مسقط” سيتركز على ما وصفها بـ”هجمات الحوثيين في اليمن”.
وتابع البيان: “لقد أصدرنا، جنبًا إلى جنب مع شركائنا، تحذيرات متكررة عبر القنوات الدبلوماسية لإيران وقيادة الحوثيين لوقف هجماتهم، واتخذنا إجراءات لردع الحوثيين”.
زيارة وزير خارجية المملكة المتحدة إلى عُمان والتي لم تكن مدرجة في جدول جولته الشرق أوسطية، تأتي بعد الصفعة التي تلقتها الولايات المتحدة من الصين نتيجة تهميش الأخيرة طلباً أمريكياً بالتوسط لدى إيران لإقناع “أنصار الله” بوقف العمليات البحرية المساندة لفلسطين، حيث نقلت صحيفة “فايننشال تايمز” في تقرير لها الأسبوع الماضي، عن مسؤولين أميركيين قولهم إن واشنطن طلبت من بكين حث طهران على ما وصفته بـ”كبح جماح أنصار الله”، لكنها لم تتلقّ أي مؤشر إلى استعداد الصين لمساعدتها في ذلك.
وأشارت إلى أن الولايات المتحدة أثارت الأمر مراراً مع كبار المسؤولين الصينيين خلال الأشهر الثلاثة الماضية، وكانت واشنطن تأمل، بحسب البيت الأبيض، في مساعدة الصين بوقف الهجمات على السفن في البحر الأحمر، من خلال التأثير في طهران، التي تزعم الإدارة الامريكية أنها “راعية للحوثيين في اليمن”.
وفي ما يبدو أن الإدارة الأمريكية دفعت بنظيرتها البريطانية إلى ذات الطريق غير أن الجهة  المؤمل أن تجد المساعدة لديها هي عُمان وليس الصين.
وأكدت صنعاء مراراً تمسكها بشرطها المعلن والمتمثّل في إيقاف العدوان “الإسرائيلي” ورفع الحصار المفروض على قطاع غزة، لإيقاف عمليات القوات المسلحة في البحريْن الأحمر والعربي، التي تستهدف السفن الصهيونية أو تلك المتجهة إلى موانئ الاحتلال ومؤخراً تمت إضافة السفن الأمريكية والبريطانية إلى بنك الأهداف اليمنية بعد العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن.

الصواريخ والمسيرات اليمنية
في خط موازٍ، تأتي مساعي واشنطن للبحث عن مخرج دبلوماسي للورطة التي وضعت نفسها فيها بالتدخل لحماية السفن الصهيونية وتنفيذ عدوان غاشم على اليمن، تزامناً مع تأكيد وسائل إعلام أمريكية نقلاً عن أوساط سياسية وعسكرية أمريكية، أن كل المحاولات لإقامة صفقة ما مع صنعاء عبر وسطاء دوليين، قد فشلت، وأن جميع الإجابات التي تلقتها الإدارة الأمريكية تنحصر في الضغط على “إسرائيل” لإيقاف العدوان على غزة.
وأفادت وسائل إعلام غربية أن “مسألة الحوثيين بدأت ترهق الإدارة الأمريكية وتسبّب لها الصداع وأن العسكريين في الاجتماعات المغلقة  يعبرون عن خشيتهم من حرب خشنة وعدم وجود تحالف حقيقي معهم في المياه وخشية العسكريين الأكبر كما يرد من تسريبات اجتماعات واشنطن تتمثل في أن القطع البحرية الأمريكية والبريطانية والفرنسية في مدى القصف للصواريخ الباليستية الحوثية بالرغم من كل أنظمة الرادار والدفاع الجوي”.
في هذا الإطار، أيضاً، تحدث قائد الأسطول الأميركي الخامس تشارلز برادفورد كوبر اليوم، عن الصواريخ والمسيرات التي تطلقها القوات المسلحة اليمنية، مشيراً إلى أن لدى قواته ثواني معدودة لاتخاذ القرار بالتصدي لها.
وقال كوبر في مقابلة تلفزيونية مع قناة “سي بي إس” الأميركية من البحرين إن الصواريخ والمسيرات التابعة للحوثيين في اليمن يمكن أن تضرب هدفها خلال 75 ثانية بمجرد إطلاقها، مضيفاً: “نحن لا نملك سوى ما بين 9 و15 ثانية لاتخاذ قرار بإسقاط أي صاروخ أو مسيرة”.
وتابع: “لم يسبق لأحد أن استهدف السفن التجارية أو سفناً تابعة للبحرية الأميركية بصواريخ باليستية”، متهماً “إيران بدعم الحوثيين في اليمن بالمعلومات الاستخبارية لاستهداف الجيش الأميركي”.
والأسطول الأميركي الخامس هو أسطول تابع لسلاح البحرية الأميركي، ويتخذ من المياه الإقليمية المقابلة للبحرين قاعدة له.