حاوره: كمال مسعود / لا ميديا -
استضافت صحيفة "لا" نجم الكرة اليمنية ونادي أهلي الحديدة (سابقا)، الكابتن محمد قاسم، وأجرت معه حوارا مقتضبا وذا شجون، تطرق إلى بدايته الكروية مع الهلال الساحلي وكيف جاء انتقاله إلى نادي أهلي الحديدة، عن حظه السيئ مع المنتخبات الوطنية، وسبب عدم ممارسته مهنة التدريب، بالإضافة إلى آرائه حول بعض القضايا الرياضية المتعلقة بالشأن الكروي المحلي.

 مرحبا كابتن محمد، ونتطرق معك إلى بداياتك الكروية...؟
- مرحبا بك أخي العزيز ومرحبا بصحيفة "لا" الغراء وبملحقها الرياضي الرائع.
بدايتي كانت مع نادي الهلال في الموسم 1990/ 1991، ثم التحقت بنادي أهلي الحديدة، نتيجة هيبة هذا الفريق وشعبيته الجارفة حينها، كما يعود الفضل بعد الله في انتقالي إلى نادي الزرانيق للكابتن رامي عبد الرزاق الذي كان سببا في بروزي. ولا أنسى أستاذي الفاضل المدرب عمر باشامي، الله يرحمه، الذي أعطاني فرصة الظهور الأول، وأيضا المدرب المخضرم مقبل الصلوي، الله يعطيه الصحة والعافية. كما استفدت كثيرا من نصائح الكابتن شنب حمادي، الذي أعتبره مثلي الأعلى.

 كيف كانت تجربتك مع المنتخبات الوطنية؟
- لم أكن محظوظاً في المشاركة مع المنتخب الوطني، بسبب كثرة النجوم الكبار في خط الهجوم في ذلك الوقت، ففي المشاركة الأولى لي مع منتخب الشباب عام 94م تم إلغاء المشاركة بسبب ظروف الحرب في البلد، والثانية كانت في بطولة الاستقلال، فقد تم استبعادي من المنتخب الأولمبي من قبل المدرب سالم عبد الرحمن الله يرحمه، بسبب صغر سني، وفي تصفيات كاس العالم 1998 شاركت كبديل ضد إندونيسيا.

 لماذا لم تعمل في مجال التدريب الكروي؟
- بالنسبة لهذا الأمر، قدم لي النادي دعماً لحضور دورة تدريبية، وحصلت على شهادة (c) الآسيوية. وبسبب خلافات مع رئيس النادي تم استبعادي من الدورات التدريبية الأخرى ولم تتح لي الفرصة لتدريب الفئات العمرية بالنادي.

 ماذا عن الأجواء في فترة التسعينيات عندما كنت لاعبا؟
- كانت متعة كرة القدم موجودة بقوة في الملاعب وعلى كافة المجالات، حتى على مستوى الإعلام الرياضي. كان الأمر رائعاً جدا، رغم القصور الذي كان يعاني منه الإعلام الرياضي، بسبب غياب التكنولوجيا الحديثة الموجودة في الوقت الحالي .

 وبالنسبة لذكرياتك مع النجوم على مستوى الوطن خلال فترة لعبك...؟
- في تلك الفترة كانت جميع أندية الجمهورية تضم في صفوفها نخبة من النجوم الكبار، ولو تكلمت عن جيل أهلي الحديدة فقد لعبت مع المرحوم أنور عديني وشنب حمادي وحسين المجربي ورامي عبد الرزاق، ولعبت ضد صالح بن ربيعة وخالد بن بريك وعبد الله الصنعاني وعصام دريبان ووجدان الشاذلي وشرف محفوظ وعمر البارك ومحمد حسن أبو علاء ومنيف شايف وأحمد البريد... والقائمة تطول.

 برأيك هل إقامة الدوري بنظام المجموعتين خلال فترة لا تتجاوز الشهر الواحد رغم توقفه الطويل، يصب في مصلحة الكرة اليمنية واللاعب اليمني؟
- أبداً، لا يصب في مصلحة الكرة اليمنية ولا في مصلحة اللاعب اليمني. النظام الحالي الذي تدار به البطولة لا يغذي اللاعب رياضيا، وما يحصل الآن لا يتيح للاعب أن يتشبع رياضياً خلال مشاركته في بطولة الدوري، لقلة عدد المباريات التي يشارك فيها في الموسم، والأمر يعكس نفسه أيضا بشكل سلبي على مستوى المنتخبات الوطنية، فنجد أن أغلب لاعبي المنتخب يتم اختيارهم بناءً على التشكيلة التي شاركت من قبل، أي أنها الوجوه نفسها، ولا يوجد لاعبون جدد ولا مخرجات.

 ما هو تقييمك بشكل عام لمستوى الكرة اليمنية خـــلال العشـــر ســـنوات الأخيرة؟
- التقييمات صعبة جدا، بل وتعتبر شبه معدومة على كافة الأصعدة؛ لكن يظل منتخب الناشئين هو الواجهة المشرقة والمشرفة الوحيدة للكرة اليمنية في التمثيل الخارجي.

 نلاحظ أن مواهب محافظة الحديدة تعاني غياب الاهتمام من قبل الأندية... بماذا تنصح الأندية وفرع اتحاد الكرة بالحديدة لكي تستمر عملية تخريج وإنتاج المواهب وتطوير مهاراتها؟
- الكلام عن هذا الموضوع، يحتاج أن نطرح لب المشكلة بشكل واضح ومختصر. المشكلة تكمن في إشكالية انعدام المخصصات المالية للأندية، والمال كما تعرفون هو عصب الحياة، وبغيابه لا يمكن استمرار الأنشطة الرياضية. افتقار الأندية للموارد المالية هو السبب الرئيسي الذي جعل أبواب الأندية تغلق أمام المواهب. بالنسبة لفرع اتحاد الكرة بالحديدة نحن الآن نتحرك لإقامة بطولة دوري للفئات العمرية على مستوى كافة مديريات محافظة الحديدة، وسترى هذه البطولة النور قريبا بإذن الله، ولا يسعنا هنا إلا أن نقدم الشكر والتقدير للمجموعة التجارية التي تكرمت برعاية ودعم هذه البطولة.

 الكرة اليمنية تحقق مشاركات جيدة على مستوى فئتي الناشئين والشباب، بينما المنتخب الأول يفشل في المشاركات الخارجية... كيف ترى هذه المفارقة؟
- باعتقادي أن الفئات العمرية يأخذون الفترة الكافية في الإعداد والتحضير الجيد، كما أن اللاعب اليمني الناشئ موهوب بالفطرة ولديه رغبة في إثبات نفسه ويلعب بروح وحماس عالية جدا. أما لاعب المنتخب الأول فلا يوجد الحافز القوي الذي يجعله يقدم الأفضل، بالإضافة إلى عدم الاختيار الجيد للاعبين، وضعف التحضيرات والمعسكرات الإعدادية وغياب المباريات الودية القوية قبل أي مشاركات خارجية، وغيرها من الأمور الفنية.

 ما رأيك بالأكاديميات الخاصة وانتشارها؟
- الأكاديميات الموجودة في العاصمة صنعاء يشرف عليها لاعبون سبق أن مثلوا المنتخبات وطنية ويمتلكون خبرة كبيرة في مجال التدريب. لعل هذه الأكاديميات لا تنطبق عليها شروط تأسيس الأكاديمية، لكن هذا لأن ظروفنا هي السبب الرئيسي، فمن الصعب أن نقارن أكاديمية "اسباير" القطرية التي تدار من الدولة هناك بالأكاديميات الموجودة في بلادنا، نتيجة الفارق الاقتصادي بين البلدين، وأيضا أن الأكاديميات في بلدنا تتبع لاعبين أو مدربين. اليمن منجم للمواهب وعلينا أن ننصف من يريد أن يعمل، فهناك ناس تعمل بجدية واجتهاد مقابل أنها تصقل وتخرج لاعبين سيخدمون الكرة اليمنية في المستقبل.

 كلمة أخيرة نختم بها هذا الحوار...؟
- أشكرك أخي العزيز على هذه الاستضافة، والشكر موصول لملحق "لا الرياضي"، ولجميع إدارة صحيفة "لا" الرائعة، وللقراء الكرام الأعزاء.