بلسان خالد
 

مجاهد الصريمي

مجاهد الصريمي / لا ميديا -
بني! إليك أبعث هذه القصاصة التي انتزعتها من شغاف قلبي، وضمنتها خلاصةَ ما أنا به من ثبات على المبدأ، في زمنِ النكوص والانقلاب على الأعقاب، زمن النفاق والرياء والمحاباة، زمن المزريين، العازمين على إعادة إنتاج نظام الظلم والجور والغطرسة والاستعلاء والتسلط والعسف، زمن الناقمين على رجال الرجال، أبطال القوات المسلحة، الذين بهم بعد الله علا شأن هذا الشعب، ومن خلالهم استطعنا الوصول إلى أكناف بيت المقدس مقاتلين للعدو المحتل الصهيوني، جنباً إلى جنب وكتفاً بكتف مع مجاهدي المحور، وفي مقدمتهم أبناء فلسطين بجميع فصائلهم وحركاتهم الحرة المجاهدة. قد تستغرب من قولي: إن المزريين ناقمون على رجال الرجال، ولكنها الحقيقة، وإنْ كانت قاسية ومُرّة، ونقمتهم هذه جاءت نتيجة إحساسهم بالعجز عن القيام بالدور المعبر فعلاً عن التزامهم بالمشروع الجهادي الثوري التحرري، واستجابتهم لله وسيد الثورة، الذي سعى ولا يزال لإخراجهم من حالة الغفلة والعجز والامتلاء بالفراغ، ولطالما نبههم إلى ألا يضعوا لأنفسهم خطاً يقفون عنده، ولا يتجاوزونه إلى سواه، ولكن دون جدوى، ولما استطاع المجاهدون رجال الله تقديم الصورة الحقيقية التي تتجلى من خلالها عظمة المشروع وقوته وسموه وقدرته على بلوغ المستحيل، والمقدمة سيرةً ذاتية لسيد الثورة إلى كل الدنيا، فقال بعد أن اطلع عليها كل حر: السيد عبد الملك معجزة العصر، وربان سفينة الخلاص للأمة في زمن الطوفان. وهنا عزم المزريون على القيام بكل ما من شأنه تشويه الموقف، وتبديل الصورة التي انطبع بطابعها عقل وقلب كل حر في العالم، فيدب اليأس في نفوس الناس، ويقتنعوا ألا مراهنة على أي مشروع أو حركة منطلقها الدين، فالكل غثاء، وما يجري ليس سوى تمثيل درامي لا غير!
ولكن هيهات هيهات أنْ نسمح لهم بالوصول إلى قصدهم، وبلوغ غايتهم! وإنْ اعتقدوا أن تغييبي واختطافي سيضمن لهم البقاء على ما هم عليه من ظلم وفساد وعجز فهم مخطئون، فخالد واحد من الثوار والأحرار، وما اختطافي واعتقالي وتغييبي إلا المفتاح الذي سيفتح باب الظهور لمليون خالد، يحملون ذات النهج، ويسلكون ذات المسلك، ويعملون على تحقيق الأهداف نفسها التي رمت تحقيقها.
فلا تجزع ولا تهتز ولا تنكسر، وكن كما أرجو، حراً ثائراً، وحذارِ أن يكسروك بسجني، فأبوك كان ولا يزال يبحث لك ولكل جيلك عن وطن حقيقي، وطن خالٍ من المزريين والظلم والظلام والقهر وامتهان الآدمية وسلب الحقوق.
إن لصوص الفجر يا ولدي لن يقووا على سلبه منا، وإن اعتقلوني، وإن ماضياً قدمنا لإزالته الدماء؛ قسماً بروح الصماد وكل شهيد؛ لا ولن يعود!
وقل لجدتك المكلومة إن سيد الثورة يحفظه الله لن يسمح بأن يقال: ثورة 21 أيلول تقتص للفاسدين من أبنائها البررة الخلص!

أترك تعليقاً

التعليقات