من صنعاء إلى رسول الله
 

منذر النهاري

منذر النهاري / لا ميديا - 

سامحني يا رسول الله..
لم يعد يطلع البدر من يثرب كما كان، إنه الآن يطلع من حواري صنعاء المحاصرة، صنعاء التي تأكل "الحلص" و"الحطب"، وتتحدى في حبك تحالفاً دولياً لـ5 أعوام، وماضية في تحديه.
يا أبا الزهراء.. من صنعاء الصامدة كصمودك في شعاب يثرب.. هذه رسالتي المبتورة إليك..
أكتبها بأحد أطرافي المفقودة في آخر غارة، وليست صنعاء خيبر اليهود يا رسول الله، فكما تعلم إنها مدينةُ أبيك سام.. مدينة السواعد الخضراء التي استعارها حيدر ذات يوم.
أكتب لك رسالتي بصرخة أب ينتشل ساق طفله من تحت الأنقاض، ويصيح: "لبيك يا رسول الله".
أكتبها بطموح شاب يقتات أحلام وطنه ويحمل دماره فوق كتفهِ، ويصيح: "هيهات منا الذلة".
أكتبها بدموع أم ثكلى، تبكي حفيد عمار بن ياسر في حرب عبثية، وتقول: "بأبي أنت وأمي يا رسول الله".
أكتبها وقد أفل الإسلام والسلام والإنسانية من قلوب الأعراب وضمائرهم ومنابرهم، فعدوك بالأمس هو نفسهُ عدونا اليوم لم يتغير شيء.
ورغم هذا.. صنعاء الخضراء خضراء "تعير سواعدها لك لسنين وليس لسويعات".
أتدري يا رسول الله..
نحتفل بمولدك بأمعاء خاويةٍ ويثرب تحتفل بمهرجان القهوة والشوكولاتة.
تردد صنعاء وهي مظلمة بلا كهرباء: "فقامَ على سماء البيت نوراً يضيءُ جبال مكة والنقابا".
بينما الرياض الصاخبة بالخصور والفجور تستعيد حضارة قرن الشيطان من فساتين الراقصات المضيئة، وتقاتلنا بضلالها المليء بنواهيك.
يطلع بدرك علينا من كهف "مران" ومن حواري صنعاء، فيما تعانق ثنيات الرياض قبلات على الهواء لفرقة الـBits الكورية.
ما هذا العبث يا مصباح الدنيا؟! موسم الفجور في الرياض يواكب مولدك..
قررتُ يا رسول الله أن أحتضن البدعة في احتفالك، أريد عناق التُّهم دفعة واحدة، وليصنعوا مليار منشار لعنقي وعنق بلال بن رباح.
إذا كان الاحتفال بمولدك يا رسول الله بدعة، فلتشهد الدنيا بأني مبتدع..
وإذا كان من يحبك محدثاً، فلتشهد الدنيا بأني محدث.
سنحتفل بمولدك رغم جوعنا وحصارنا، وهذا الشعب الصامد الذي يربط على بطنه ألف حجر سيحتفل بمولدك يا رسول الله، وهو يهتف:
"طلع البدر علينا وحدنا
طلع البدر ودربك دربنا
طلع البدر بنا
طلع البدر هنا…"

أترك تعليقاً

التعليقات