عبدالله بيدر عضو المكتب السياسي للاشتراكي: 
الصمود في وجه العدوان خيار استراتيجي وسنقاتل بالفؤوس إن تعذرت الأسلحة



دعا عضو المكتب السياسي للحزب الاشتراكي اليمني عبدالله عبدالله بيدر، مبعوث الأمم المتحدة إسماعيل ولد الشيخ، إلى تمثل دوره كمندوب للأمم المتحدة والتزام مبادئها وأعرافها في إيقاف العدوان ورفع الحصار على الشعب اليمني، مهيباً بالرأي العام العالمي الاضطلاع بدوره تجاه مظلومية الشعب اليمني.
وأوضح بيدر أن الحرب التي تشنها المملكة السعودية ومن تحالف معها هي حرب عبثية لا مبرر لها، وتتنطع بين الأكاذيب والحجج الواهية لتبرير عدوانها الغاشم، وأن على الشعب اليمني أن يدافع عن نفسه ضد المعتدين بكل قدراته وإمكانياته المتاحة. فإلى الحوار: 
 إلى أين تؤول الحرب على اليمن؟
لا أستطيع أن أتنبأ بمآلات الحرب، لكن أولاً وقبل كل شيء، يجب أن توقف الحرب، وهذا عدوان ظلوم غاشم من قبل السعودية ومن تحالف معها، ولا يمكن أن يكون له مبرر، ورفع الحصار عن الشعب اليمني، وهذا الحصار معناه تهديد 24 مليوناً بالإبادة، وحرمانهم من المواد الغذائية والمشتقات النفطية، هذه الحرب لابد أن توقف.
وأخاطب في هذه الحالة، هناك ما يسمى ميثاق الأمم المتحدة، وهناك قانون دولي، وحقوق الإنسان، أنا أتساءل هل المملكة السعودية ودول التحالف مُسلمة بهذه المواثيق أم لا؟

 الحرب في اليمن حرب إبادة، البُنى التحتية تُستهدف، المدارس، الطرقات، مصانع التغذية، المطارات، الحصار على الشعب اليمني براً وبحراً وجواً.. ما هو المبرر له؟
صراع يقوده مع إيران، الذي يريد أن يخلق له صراعاً سنياً - شيعياً، هذا شأنه، الوقت والزمن تجاوز هذا الكلام، الصراع السني - الشيعي، لا يخلق تنمية، ليس له أفق، لا ينقذ بشراً من الفقر، الذي يُنقذهم هو العمل لإيجاد العملية الإنتاجية داخل البلد، كيف يكون الفرد منتجاً، وهذا لن يتم إلا بتنمية القدرات البشرية، وذلك يحتاج إلى المعرفة، والمعرفة يمكن استيرادها ثم توطينها ثم إنتاجها. . لابد من خلق نظام منصف للناس ويرفع المظالم عنهم، عشنا طيلة المدة الماضية في ظل أنظمة تسلطية كانت أداة في يد السعودية لا تستطيع أن تخرج عنها، ارتكبوا المظالم لم يوجدوا تنمية ولا تعليماً بالمعنى الصحيح، هم كانوا يُدارون من قبل المملكة، وينفذون لها ما تريد.

 ما هي ممكنات اليمنيين لإيقاف العدوان؟
نحن لا نريد العدوان قبل كل شيء، وبقدراتنا البسيطة، فالشعب اليمني يواجه العدوان بصمود رهيب، وليس فقط المقاتلين، لكن ماذا يريدون من هذه الحرب؟ ليست لمساعدة الشعب اليمني، والذي يتكلم باسم الشرعية، فهل تستطيع شرعيته تحمل الجرائم التي حصلت في اليمن مستقبلاً، قُتلت أسر، الناس جوعى، لا يوجد ماء، الطرقات مقطعة، النازحون أكثر من مليونين، هل الشرعية ستتحمل المسؤولية تجاههم؟
الذي يتحدث عن الشرعية يتحدث عما يريد مستقبلاً، ولا يجعل من مخرجات الحوار أمنية وأسطورة، ما هي مخرجات الحوار؟ أمنيات. أنا أريد رفع المظالم في بلدي، أنا أريد السلام في داخل بلدي، أريد تنمية القدرات البشرية، وأوجد فاعلية إنتاجية داخل بلدي.

 لكن كل ذلك لن يتحقق إلا بوقف العدوان، ولا يمكن إيقاف العدوان بالتعويل على الأمم المتحدة، لابد من النظر إلى ممكنات الشعب اليمني..
مقاومة العدوان لا تتم فقط بالبندقية، لابد أن يكون هناك خطاب سياسي يخاطب العالم، هذا العالم الذي يتكلم عن حقوق الإنسان، العهدان الأول والثاني اللذان صدرا في 48 حددا حق الإنسان في الحياة، وتضمنا سيادة كل بلد، هذا الكلام للاستهلاك، لا يستطيع أن يكون موجوداً واقعياً إلا إذا كانت دول الاستكبار العالمي في مجلس الأمن تتمثله، والشعوب الفقيرة ليس لها معنى، عندما يحصل تفجير في فرنسا يشتعل العالم، بينما التفجيرات في داخل اليمن، الطائرات والصواريخ تحصد يومياً من اليمنيين الشيء الكثير، وفي نفس الوقت الحصار الخطير، فأين هي الإنسانية عند هؤلاء الناس الذين يتحدثون باسم الإنسانية.

 كل ذلك يتم بشرعنة من الأمم المتحدة.
لا أستطيع قول ذلك. نحن نعرف أن الأمم المتحدة خاضعة منذ مدة طويلة لقوى الاستكبار العالمي، لكن نحن نخاطب الشعوب، والصحافة الدولية، ومنظمات حقوق الإنسان، والمجتمع المدني، نقول إن هناك شعباً يُباد فهل مبادئكم للاستهلاك، وكلام ليس له معنى؟
تفجير، قتل ليس في اليمن فقط، بل في سوريا والعراق، خلق صراع غير مبرر، صراع سني - شيعي ليس له أفق.

 إذا كانت الأمم المتحدة خاضعة لدول نافذة، لا يمكن مواجهتها إلا بالبندقة والقوة..
الرأي العام العالمي لابد أن نخاطبه، هناك صحافة حرة، ولا نقول للناس أن يستسلموا، لكن صمود الشعب يجب أن يصاحبه خطاب نحو شعوب العالم، نحن لا نريد النزيف الدموي. الحرب مفروضة علينا، ولسنا معتدين على أحد.

 هل ترى أن من الممكن أن يتحول خط الدفاع عن النفس الذي اتجه إلى ما وراء الحدود، إلى خيار استراتيجي متمثل في استعادة الأراضي اليمنية؟
الاستراتيجية هي كسر إرادة الغير، ماذا تريد المملكة من اليمن؟ تريد الهيمنة والسيطرة على اليمن، هكذا يريدون لليمنيين أن يكونوا خاضعين خانعين، والخيار الاستراتيجي هو الصمود في الحرب المفروضة علينا. ونقاتل بقدراتنا حتى بالفأس، للدفاع عن النفس، ولسنا معتدين على أحد.
هذه قضية سياسية له منذ 1934، وعلى الأقل هذه تحتاج وضعاً آخر مستقبلاً للحديث عنها، أنا سأتكلم عن أن الشعب اليمني محاصر، الشعب اليمني يُقصف، يُقتل، لا تتوفر له لقمة العيش، الأدوات الطبية الأولية ليست متوفرة، ما هو مبرر الحصار الجوي والبحري؟ هل هناك مبرر ديني في ذلك؟ هل هناك مبرر إنساني؟ لماذا يقف العالم متفرجاً من ذلك؟

 بما أننا اتجهنا نحو الثورة لإسقاط أدوات المملكة، والثورة تُعيد النظر في الاتفاقيات المجحفة بحق الشعب، التي من ضمنها اتفاقية الحدود، فهل من الممكن استعادة الأراضي اليمنية، خصوصاً بعد سقوط عدد منها بيد القوات اليمنية؟
قضية الثورة والثوار.. أنا أريد بشكل بسيط جداً أن يتبنوا كيف من الممكن وقف النزيف الدموي، وحل المشاكل الداخلية هي مسؤولية القوى السياسية الداخلية، إذا كان هناك قوى فاعلة وحية، تناقشها وتحلها بدءاً من دماج إلى عدن، وكل طرف يتحمل مسؤولية عن كل إساءة للمواطن اليمني.
قضية الثورة فقد عشنا طيلة الفترة الماضية في ثورات، وكانت الشعارات تغلب علينا بشكل كبير، أريد أن أقول للجميع كيف يمكن أن يخرج الشعب اليمني، إذا ما انتهت الحرب، من وضعه الفقير، وذلك لن يتم إلا ببرنامج يتبنى كيفية تنمية الإنتاج لدى الفرد اليمني، ليخرج من الفقر والاعتماد على الآخرين.. وأدعو كل اليمنيين إلى وقف نزيف الدم بالنسبة لليمنيين تحت مبررات مناطقية، لا أساس لها، وأن يلتفتوا إلى كيفية مواجهة أوضاعنا المتخلفة.

 الذين يستخدمون تلك الشعارات هم أيادي العدوان في الداخل، ويستخدمهم كورقة ضغط داخلية.
أنا إلى الآن لا أستطيع أن أجد مبرراً للعدوان على الشعب اليمني، يقولون لك: تعز محاصرة، اليمن بكله محاصر، وأنا لا أريد لتعز أن تُحاصر، لكن أيضاً الشعب اليمني كله محاصر. عندي صعدة أرض محروقة، محافظة انتهت بمياهها بمزارعها بناسها انتهت، وما هو مبرر ذلك؟ هل الإسلام يقول لك هذا؟ يقولون ما هو المبرر. لا يوجد مبرر ديني ولا وطني ولا شيء.. فقط عبثية.

 ماذا لو سقطت مناطق ما وراء الحدود بيد القوات اليمنية؟
هذا ليس وقته. أنا أريد أن يوقف العدوان، وأحيي الجهود الكبيرة والرائعة التي تقدمها اللجان الشعبية ومن معهم من بعض القوات المسلحة التي ليست لأفراد هي قوات وطنية، والذين يعتلون الموجة باسم الزعامة والبطولات هم أنفسهم كانوا أدوات السعودية، وهم من أوصلنا إلى هذا الوضع.. الحرب التي تُقاد ضدنا ليست مبررة، لابد أن نخاطب العالم بذلك، أوقفوا العدوان ليحل اليمنيون مشاكلهم، ويرفعوا المظالم والحصانات، يرتكبون المظالم وفي الأخير نعطيهم الحصانة، والآن يريدون أن يعودوا للسلطة، كل الذين أعطيناهم الحصانة، كأن الشعب اليمني هو فقط للقتل والدمار.
وقف العدوان شيء أساسي، لابد أن نخاطب العالم بذلك، داخلياً نقول للشعب اليمني دافعوا عن أنفسكم حتى لو استخدمتم السكين، هذه حرب عبثية لا مبرر لها.. أيضاً لابد من اتجاه جدي نحو رفع المظالم عن الناس، وألا يكون هناك حصانة لأي كان، أيضاً نعرف العالم بعبثية العدوان، والذي يدعي محاربة إيران، أنا لم أر طائرة إيرانية، أو صاروخاً إيرانياً، أو جندياً إيرانياً، فقط هم يحاربون الشعب اليمني.

 هناك من يرى أن التقدم في ما وراء الحدود ورقة ضغط إيرانية مقابل الأهواز..
الشعب اليمني ليس بمستوى هذه الصراعات، فمن يريد الجزر الإماراتية فهي أمامه، ومن يريد الأهواز هي أمامه أيضاً، وهم يستخدمون ذلك فقط مبرراً لقتل الشعب اليمني.
قبل العدوان والحصار وهم يرحِّلون اليمنيين بمئات الآلاف، وذلك مخالف لاتفاقية 1934م التي تنص على أن يعامل اليمني معاملة السعودي في كلا البلدين، وأنا أنظر من منظور استراتيجي بالنسبة للوطن العربي لا يوجد أي مبرر للصراع مع إيران، ولنا الحق في إقامة علاقات جيدة مع ايران والسعودية، والكويت وغيرها، ولا نستعدي أحداً.

 ما هي رؤيتك للحل السياسي؟ وهل يمكن للمفاوضات الجارية أن تنجح؟
بالنسبة للحوار السياسي أدعو ولد الشيخ إلى أن يتمثل دوره كممثل للأمم المتحدة، وهل مبادئ الأمم المتحدة تقول باستمرار العدوان واستمرار الحصار؟ وهل هذه المبادئ تُطبق على كل الناس؟ ومبادئ الأمم المتحدة تحفظ سيادة كل بلد، هل قرار الجمعية العمومية الذي صدر عام 1973م حول قضية العدوان، وذكر تعريف العدوان وعدد أنواعه، كلها مورست تجاه اليمن، نريد أن يقف هنا.. واليمنيون لا يقفون عند محاصصة السلطة، من عنده برنامج لسد الفقر والتنمية فليتفضل، ولا يجعلوا من مخرجات الحوار أسطورة.  

 ألا ترى أن (الحوار اليمني - اليمني) هو تبرئة للنظام السعودي من جريمة العدوان، وتصوير ما يحصل أنه أزمة داخلية؟ ألا يجب أن يكون هناك حوار يمني - سعودي؟
لا نريد أن نلحق بعد هذه الآراء العجيبة، نريد وقف العدوان، وعلى الأمم المتحدة أن تقوم بواجبها في ذلك، ونريد من الرأي العام الدولي أن يقوم بواجبه تجاه الشعب اليمني، وعلى اليمنيين أن يتحاوروا في ما بينهم.

 لحل المشاكل الداخلية، فنحن نعرف أن المملكة تُكن نوايا سيئة للشعب اليمني، خصوصاً بعد سقوط أياديها بعد ثورة 21 أيلول؟ 
هم استخدموا المشاكل الداخلية، وأنا أفترض حسن النية أقول للإخوة في المملكة لا يوجد لديكم مبرر مطلقاً لقصف الشعب اليمني، فالشعب اليمني يكفيه مشاكله، لأن الاعتداء عليه منذ السبعينيات وهم يخلقون لهم أدواتهم ومشاكلهم داخل اليمن. لماذا لا يتجه لخلق علاقات أخرى مع الشعب اليمني، لا ننسى أن الكويت قدمت بعض المساعدات، بنت جامعة صنعاء وبعض المستشفيات والمدارس، لكن المملكة خلقت لها مراكز قوى داخل البلد، وبقيت هذه القوى تتسلط على ممتلكات الناس والمال العام.

 السعودية خلقت داعش والقاعدة، وتقوم باستخدامهما وتمويلهما؟
هذه القضية قضية طويلة جداً، وإذا أردنا نقاشها لا يمكن ذلك من مجال واحد، المجال السياسي الولايات المتحدة استندت لاستخدام التيارات الراديكالية الإسلامية في أفغانستان لفترة معينة، أمنياً فنناقش قضايا القتل والاعتداءات، ونناقشها فكرياً، وأيضاً نرى ما هي القوى السياسية التي تستخدمها، واقتصاديا واجتماعياً، ولا يمكن مناقشتها من جانب واحد مبتور.. لا نستطيع أن نخرج هؤلاء من مجتمعنا، فهم يقتلون ويقولون الله أكبر، ويعيشون بيننا، لابد لنا أن نناقش هذه القضية بصدق، ونقف معها موقفاً نقدياً جاداً.

  هل ترى أن المملكة في أي مفاوضات قادمة يمكن أن تقايض بالجنوب اليمني مقابل جنوب المملكة؟
أنا أريد وقف العدوان، وهذه القضايا سنتحدث فيها في ما بعد، وأن تخرج القوات الغازية، وأن يبقى كل في موقعه، ونتناقش في حل المشاكل أولاً بأول، ولابد من توفر وقف النزيف الدموي، بدرجة أولى جبر الضرر للناس، وبرنامج مستقبلي رفع المظالم عن الناس وبناء الدولة ليس بأساطير وأحلام.

  ولكن وقف العدوان لا يمكن بالتعويل على الأمم المتحدة!
نحن نتكلم بقدراتنا التي نمتلكها للدفاع عن أنفسنا، ليس بيدنا المصباح المنير ولا خاتم سليمان، ونناشد المجتمع الدولي ونخاطب الرأي العام العالمي، والإسلامي، والذي يقول عنه الرأي العام العربي، لا يوجد مبرر للحرب على اليمن.

 كان هناك حديث عن منظومة بريكس لمواجهة الغطرسة الأمريكية؟
السياسية الأمريكية تخدمها المصالح، وتعتبر الولايات المتحدة القطب الأكبر في العالم، لا يمكن تجاهلها، ونحن بإمكانياتنا لا نقدر أن نكون أداة للوقوف ضد الولايات المتحدة، ولا ننخرط ضمن الأقطاب العالمية، ونحن مجتمع بسيط أريد أن أتقمص طريقي بالتنمية لإنقاذ شعبنا مما هو فيه، ويجب وقف العدوان، وعلى اليمنيين أن يرجعوا إلى عقولهم ويناقشوا كل المشاكل، وليس أصحاب السلطة الذين اتخذوا من السلطة وسيلة للنفوذ والفيد، يجب أن تتبنى رفع المظالم والتنمية، وليس استخدام الكلمات الجميلة والشعارات المنمقة للوصول إلى السلطة واستخدامها لنهب المال العام والنفوذ.
 ما القوة التي تحمي مبادئ الأمم المتحدة؟
الذي جعل الأمم المتحدة تهتم بنا وترسل بن عمر وولد الشيخ، أيضاً تهتم بنا أننا نريد وقف الحرب، وتترك اليمنيين ليعالجوا مشاكلهم، وتساعدنا في ذلك، أما أن لدينا شيئاً للضغط فقد اليمني يدافع عن نفسه من الاحتضار، ونحن لسنا قطباً كبيراً، وتلك الأقطاب كبيرة ولها مكانتها وقدرتها.

 كيف ترى غياب الحزب الاشتراكي من مشاورات المكونات الوطنية الرافضة للعدوان؟
الحزب الاشتراكي يعيش حالة من التيه بلبلة وغير قادر أن يصل إلى نتيجة، نحن في قيادة الحزب مختلفون حتى في رؤيتنا لتجربتنا، أنا أقف منها موقفاً نقدياً، مقبل في المؤتمر ما قبل الأخير قام يعتذر عن كل الصراعات الدموية السابقة، وهو غير مشارك فيها، فنحن لابد أن نقف موقفاً نقدياً، أما أن نتغنى بالشعارات وفي الأخير نجد كلاً يبحث عن ذاته ومصلحته.

 هناك منظمات قاعدية منخرطة في الصراع المسلحة تحت راية مرتزقة الرياض.
الذي يحاول أن يدخل في الحرب سواء من الحزب أو من غيره، ويكون يداً للقوى الخارجية، هو مجرم على نفسه وعلى أولاده، تعالوا نتحاور..

 قرر الحزب تجميد عضويتكم فيما لم يحدد موقفه من الذين ذهبوا إلى الرياض. كيف تفسر ذلك؟
هذه قضايا فردية مصلحية، وهي تعبر عن عجزهم، أنا انتخبت في دورتين للمؤتمر العام، وحصلت على المركز العاشر، ولا نستمد شرعيتنا من أشخاص، أنا من عام 71 وعندما جاءت أحداث يناير الدموية، رفضنا الصراع المسلح، بدأنا نتلمس الطريق كيف يمكن أن نصنع شيئاً، وخسرت أغلب ممتلكاتي في صنعاء بسبب موقفي السياسي، لكن نحن في الحزب الاشتراكي متى ما كان مع الوطن، بذلنا جهداً لكي يكون الحزب الاشتراكي حامل مشروع الوحدة بمعناها البسيط، تجميع إمكانيات المجتمع اليمني وتوظيفها بشكل أمثل لتجاوز أوضاعنا المتخلفة، وهذه أداتها الدولة الحديثة الديمقراطية، لكن هناك من يتصور الوحدة بمفهوم آخر للجباية وتوسيع النفوذ والثروة، وقاموا بشن حروب الردة والكفر كأنهم يحاربون ناساً بدأ الإسلام عندهم الآن، والقضية هي مصالح فردية لأشخاص معينين.

 كيف ترى ياسين الذي كان محفوفاً بهالة إعلامية أنه الرجل الوطني وحامل المشروع الوطني، انتهى به المطاف بمنصب سفير في بريطانيا؟
لا أستطيع أن أنتزع الوطنية من أي شخص، ولكن يكفي ما أفرزته الأحداث، وهي الحكم بالنسبة للناس، والحكم للناس. انتماؤنا السياسي هو من أجل توحيد الشعب اليمني، من أجل بناء دولة للمستقبل تستطيع أن تكون دولة محورية تلعب دوراً فعّالاً في المنطقة.

 ما الذي يُؤخر شغل الفراغ السياسي برأيك؟
الآن هو محك للجميع أشخاصاً ومكونات، واختبار وجودها، وهل يمكن إنقاذ اليمن من الوضع الحالي وانتشاله من الصراعات غير المبررة.

 تأخر شغل الفراغ السياسي يمثل ثغرة تخدم العدوان، فما هي المعوقات التي تحول دون ذلك؟
هناك إدارات تقوم محل الإدارات السابقة، وهي دورها محدود، وتعمل وفق النظام السابق، لكن بخصوص السلطة، من يريد السلطة أهلا وسهلاً، لكن يقول ماذا سيفعل، الشعارات قد أتعبتنا شمالاً وجنوباً، تكلمنا عن الإقطاع وخلقنا إقطاعيين أكثر وساخة من الإقطاع ألف مرة، تكلمنا عن الاشتراكية العلمية وطلع كلاماً فارغاً وشيئاً مضحكاً، لا يوجد قوى إنتاجية ولا علاقات إنتاج.
نريد أن نبني طريقنا حبة حبة، وتحديد ماذا يريد المواطن.. القضية ليست السلطة، فكم سلطات مرت علينا إما صراعات دموية أو نهب ممتلكات الناس، عليهم أن يفكروا بالمواطن البسيط العادي، الذي يسعى لتوفير لقمة العيش والماء والأمن.