ترجمة خاصة لا ميديا / زينب صلاح الدين 

من موقع العلوم والتنمية الذي يختص بالشرق الأوسط وأفريقيا )SciDev.Net(
أوضحت دراسة حديثة أنه يتوقع تفشٍّ جديد للكوليرا في اليمن كنتيجة لموسم الأمطار الذي بدأ في منتصف أبريل.
وبحسب الدراسة التي نشرت في (لانسيت جلوبال هيلث) بداية هذا الشهر: أنه إذا صحت التوقعات سيصاب ملايين الأشخاص في البلد الذي دمرته الحرب بالكوليرا، في موجة وباء يتوقع أن تكون على نطاق أوسع من الموجتين السابقتين.
وهناك فريق دولي من الباحثين يقومون بمثل هذه التحريات والاكتشافات للمرض بمساهمات من منظمة اليونيسيف وكلية لندن للصحة العامة والطب المداري في المملكة المتحدة وكلية جونس هوبكينز للصحة العامة في الولايات المتحدة ومعهد باستور في فرنسا ومختبر اليمن المركزي للصحة العامة ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية والسلطات الصحية اليمنية.
حددت الدراسة الموجة الأولى للوباء كانتشار محدود حدث ما بين 28 سبتمبر 2016 و23 أبريل 2017, وبعد موسم الأمطار حدثت موجة ثانية ما بين 24 أبريل و2 يوليو 2017، جلبت معها تفشياً واسعاً للوباء، ورفعت من مستوى خطر ارتفاع عدد المصابين وحالات الوفاة، تلى ذلك انخفاض في عدد الحالات بين 3 يوليو و12 مارس من هذا العام.
ويواجه أكثر من نصف سكان البلد حالياً البالغ عددهم 30 مليوناً، خطر الإصابة بالكوليرا في موجة ثالثة محتملة, ويسبب المرض الإسهالات المائية الحادة التي من الممكن أن تتطور إلى جفاف في غضون ساعات، وإلى صدمة نقص الدم, وقد يخسر نصف الحالات حياتهم ممن أصابهم المرض إذا لم يتلقوا العلاج المناسب للجفاف.
أخبر لورنزو بيتزولي خبير الكوليرا بمنظمة الصحة العالمية ورئيس فريق الدراسة، شبكة العلوم والتنمية أن الوكالة التابعة للأمم المتحدة ستقوم باتخاذ إجراءات وقائية, تشمل هذه الإجراءات ضمان وصول الماء النظيف والمرافق الصحية البيئية والخدمات الصحية ومساعدة مراكز العلاج في التهيؤ لأي وباء قادم.
قال بيتزولي: (أطلقنا حملة تحصين في 6 مايو، مستهدفين حوالي 350,000 شخص في مديريات من محافظة عدن، والتي استمرت حتى 10 مايو).
وحصلت المنظمة على 400,000 جرعة تطعيم ستستخدم في عدن في البداية، وسيتم تأمين المزيد من الجرعات لاحقاً كي تغطي البقية في اليمن.
أكد بيتزولي: (اللقاح فعال كإحدى جرعات الكوليرا التي تقدم حماية فترة 6 أشهر, بينما تقدم الجرعتان الأخريان حماية مدة 3 سنوات).
وقد أثنى الاستشاري اليمني طلال القحطاني، وهو استشاري تشخيص ميكروبيولوجي، حينها، على حملة التحصين تلك, وقال القحطاني: (علينا أن نبدأ بأشد المناطق إصابة بالمرض كي نتجنب أية انتكاسات حادة جديدة), مضيفاً أنه يجب أن تفصل خطط الاستجابة للكوليرا عن الأمراض الأخرى لتجنب الازدواجية في الجهود المبذولة في مختلف المحافظات.
لكن عبد الحكيم الكحلاني المتحدث باسم وزارة الصحة العامة والسكان التابعة لحكومة الحوثي، يلفت الانتباه إلى أن (عدد اللقاحات اللازمة للمحافظات الجنوبية محدود، في حين أن العدد الذي نحتاج إليه في المحافظات الشمالية ضخم), ويضيف: (كما أن كمية اللقاحات المتوفرة في السوق العالمية محدودة للغاية).
قال مكتب الاستعلامات التابع لليونيسيف في رده على الموقع (موقع العلوم والتنمية): (المناطق المستهدفة بحملة التحصين هي صنعاء وتعز وعدن، لأنها أكثر المناطق إصابة بالوباء, وخطتنا الأساسية تستهدف 10 مديريات, 5 مديريات في صنعاء و4 في عدن ومديرية واحدة في تعز التي سجلت أكبر عدد من الإصابات المشتبه بها السنة الماضية).
وتشير الأرقام التصاعدية لعدد الحالات المشتبه بها -التي بدأت مع أول انتشار حتى هذا الشهر-كما تم تأكيدها من قبل مكتب اليونيسيف، إلى أنه (سجل 1,1 مليون حالة مصابة بإسهال مائي حاد، بما فيهم أكثر من 2,200 حالة وفاة، و30% تقريباً من هذه الحالات هم أطفال تحت سن الخامسة).
يقول القحطاني: (72% من السكان (سكان اليمن) يعيشون في المناطق الريفية، ويعتمدون على مياه الآبار المكشوفة وغير المحمية، وبسبب العادات السيئة مثل قضاء الحاجة في العراء تسحب مياه الأمطار والفيضانات كل تلك الأوساخ إلى الآبار، مسببة ببساطة حالات إسهال واسعة الانتشار).
أكدت الدراسة عدداً من الأسباب التي ترفع من خطر الإصابة بالمرض خلال موسم الأمطار: استخدام مصادر المياه غير الآمنة خلال فترة الجفاف، وتلوث مصادر المياه في الأيام الماطرة، والتغيرات في مستويات المياه من العوالق الحيوانية والحديد، والتي تبقي على بكتيريا الكوليرا حية.
أضافت اليونيسيف في تعليقها على الحملة الحالية وفاعليتها في منع التفشي الجديد: اللقاح ما هو إلا إحدى خطوات الوقاية، ويجب أن نستغل الموارد الضخمة في الوقاية من خلال تقديم مياه شرب نظيفة، وتحسين خدمات الصحة وخدمات الصرف الصحي، ودعم إدارة النفايات الصلبة، والاستثمار مع الشركاء لتقوية النظام الصحي الضعيف في اليمن.
عادل الدغباشي