حاوره: حسن العنس / لا ميديا -

الرياضة اليوم تمثل رسالة سلام ومحبة لجميع الشعوب، وموحدة لجميع الأجناس، بعيداً عن كل أنواع العنصرية والمذهبية والعرقية، لا فرق في الألوان، ألوان البشرة، سواء كان أسود أم أبيض أم بعيون زرقاء... طالما الرياضة عشق يمارسها الغني والفقير.
هنا نتحدث عن "أحفاد بلال"، الفئة التي عانت منذ القدم التهميش والتفرقة والعنصرية، ليس في الرياضة فحسب بل بشتى مناحي الحياة. الأحفاد فئة قلوبها بيضاء ومن أرق البشر، يمارسون الرياضة بكل شغف وحب واندفاع غير آبهين لمن يخالطهم أو يجالسهم، فالملعب يجمعهم دون أي تمييز، والمجتهد هو من يحقق الفوز بمهاراته وفنياته.
في مدينة عمران فتيان سُمر صغار ببنيتهم الجسدية القوية، وكبار بمواهبهم، يمرحون ويسعدون أنفسهم بالركض خلف الكرة، متناسين التعب والألم ومشقة ومعاناة الحياة اليومية. من مشهد هذه الحالة يبرز شاب متقد بالحيوية والأمل لتأسيس ناد رياضي جامع لكل الألعاب تحت يافطة "أحفاد بلال"، بكرة وحيدة ودون إمكانيات أو دعم وتشجيع، وأيضاً دون اعتراف رسمي.
إنه القائد الكروي مبروك فؤاد، الذي تحدث لصحيفة "لا" عما يدور في خيمة فريق "أحفاد بلال" من معاناة وآلام وآمال في الملعب الرياضي الاجتماعي.

 مرحباً كابتن مبروك!
- مرحباً بكم، وأنا سعيد بالتحدث عبر الملحق الرياضي لصحيفة "لا"، ويشرفني اللقاء بكم.

بدأت الفكرة قبل عامين
كيف جاءت فكرة تأسيس نادي "أحفاد بلال" الرياضي في محافظة عمران؟
- في البداية كنا نمارس الرياضة مثلنا مثل اللاعبين الآخرين في حواري مدينة عمران، فأينما وجدنا أرضية مستوية أو مربعاً صالحاً لممارسة الرياضة اتخذناه ملعباً، نتجمع وننادي كل لاعبي فريقنا الذي كوناه قبل عامين، ونمارس كرة القدم، نجمع المال من جيوبنا لشراء الكرة حتى نشبع شغفنا بمتعة مداعبة الكرة والمنافسة فيما بيننا، ونقتسم فريقين دون حساب لأي شيء يعيقنا، ولا نمنع أي شخص يريد الانضمام إلينا من أي فئة، نقبل بالجميع بكل حب وعرفان، ونلعب مع من يريد أن يخوض معنا المباريات، والرياضة للجميع ولا يوجد فيها تفرقة.
كيف تجمعون ما بين العمل وممارسة الرياضة؟ 
- نذهب إلى أعمالنا في الصباح الباكر، وعند عودتنا بعد الظهيرة نستريح إلى ما بعد صلاة العصر، ثم نذهب لممارسة الرياضة حتى أذان المغرب، وبعدها نواصل عملنا بكل سلاسة. هكذا يمر يومنا.

دون دعم أو تشجيع
خلال مشاهدتي لكم وأنتم تمارسون الرياضة، رأيت البعض منكم يلعبون حافين، بدون أحذية، وأيضا لا توجد ملابس رياضية توحدكم كفريق منظم؟ لماذا لم تطلبوا أدوات ومستلزمات رياضية من مكتب الشباب والرياضة ومن رجال المال في المحافظة؟
- والله يا عزيزي نحن نمارس الرياضة دون الالتفات لأي شخص، حتى إننا من كثر حبنا وعشقنا للرياضة ولكرة القدم خاصة، نقوم بجمع المال لشراء الكرة والفنيلة، من رواتبنا كعمال نظافة نهاية الشهر. لا أحد يعيرنا أي اهتمام، ولا أحد يدعمنا أو يشجعنا، لدينا لاعبون صغار وكبار كلهم مواهب ونجوم، لكن للأسف حتى اليوم ينقصنا الدعم والاهتمام.

نتمنى اعترافاً رسمياً
 ماذا عن كيانكم من حيث التكوين والظهور كمنافسين بين الاتحادات الرياضية والأندية؟
- أقول لك وبكل بصراحة وشفافية: لو تم دمجنا والاعتراف لنا بتأسيس اتحاد رياضي بقرار يصدر من قبل وزارة الشباب والرياضة لكان الأمر مختلفاً. أتمنى من الوزير حسن زيد أن ينظر إلينا ويولينا نوعاً من الاهتمام تحت لواء الوزارة مثل بقية الاتحادات أو الأندية، لأن هذا الأمر سيساعدنا ويشجعنا على ممارسة الرياضة بعيدا عن الضغوط.

المنظمات ووعود عرقوب
هل هناك منظمات تدعمكم رياضياً؟
- العديد منها جاء إلينا وقام بتسجيل فريقنا ووعدونا بالدعم، لكن كلها كانت متاجرة باسمنا ولم نجد أي شيء، والموضوع لم يكن إلَّا وعد عرقوب لا غير.

انظروا إلينا كالآخرين
ما الذي ينقصكم من ناحية متابعة وممارسة الرياضة؟ 
- بخصوص هذا أود أن أوجه رسالة إلى مدير مكتب الشباب والرياضة بالمحافظة، الشيخ مبارك الشاوش، ومدير عام المدينة الرياضية، الأستاذ عبدالله الوادعي، وقيادة المحافظة، وكذلك وزير الشباب والرياضة الأستاذ حسن زيد، أن ينظروا إلينا نظرة واحدة مع الأندية الأخرى، وأن يوفروا لنا قطعة أرض نتخذها ملعباً ومقراً للنادي حتى نواصل ممارسة هواياتنا الرياضية. كما نأمل دعمنا بالأدوات والملابس الرياضية.

مواهب في كل الألعاب
هل يهتم ناديكم بمختلف الألعاب الرياضية؟ أم تقتصر ممارستكم على كرة القدم فقط؟
- لا، العكس، لدينا لاعبون صغار وشباب ومواهب في جميع الألعاب الرياضية، في كرة القدم وألعاب القوى والتايكواندو والشطرنج وتنس الطاولة... وإذا تم الاهتمام بهم وصقل مهاراتهم سيكونون نجوما في المستقبل ورافدين للأندية والمنتخبات الوطنية.
هناك من يروج وينظر إليكم أنكم لا تفقهون في الرياضة شيئاً، ما قولك؟
- أقول لمن ينظر إلينا بهذا المنظار: تعال وشاهد كم نمتلك من لاعبين صغار وكبار، ومارس معنا الرياضة وسترى ما يغير موقفك تجاهنا، وثق أنك بعدها ستشجعنا.

اليمن عصي على الغزاة
كرياضي وقبل كل ذلك كيمني أصيل، ما الذي يؤلمك اليوم أكثر؟
- آه! والله ما يؤلمني هو وطني وما يجري عليه من عدوان. الوطن هو الروح والأم الحنون، فمهما سريت أو ارتحلت عن الوطن لا بد من أن تحن وتعود إليه، "بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة"، حفظ الله اليمن من كيد الأعداء وحفظها الله من شر تحالف العدوان الغاشم الذي قتل البشر ودمر الشجر والحجر وكل مقدرات الوطن والشعب، فوالله مهما فعل هؤلاء المعتدون الجبناء لن يقدروا أن يحتلونا أو يأخذوا ذرة تراب من أرضنا، فهناك رجال الرجال بالمرصاد مدافعين عن حياضه بالدماء والأرواح، وسيظل اليمن أبياً وعصيا على كل غازٍ ومرتهن.
 رسالة تود أن توجهها عبر صحيفة "لا"...؟
- أوجه كلمة شكر وعرفان إلى من جعل لأحفاد بلال اعتباراً، وهو السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، وأقول له: حفظك الله يا قائد المسيرة والثورة ودمت فخراً للوطن. وأتمنى منه أن يوجه وزير الشباب والرياضة بدعمنا رياضياً.
كلمة تختتم بها الحوار كابتن مبروك...؟
- أشكركم على هذه اللفتة الكريمة والحوار الذي نفَّس عني كربتي عبر صحيفة "لا"، الصحيفة التي دائما ما تكون متاحة لجميع أبناء الوطن بلا تفرقة ولا عنصرية، بأخبارها وملفاتها وآخرها تناولها في ملف طويل لفئة المحرومين (أحفاد بلال)، وتحية لكل كادر وإدارة الصحيفة، ودمتم بخير، وشكراً لكم على هذه الاستضافة.