إنصاف أبوراس / مرافئ - 
ثمة برودة تنبعث من بين أصابع الوقت. الزمن هنا بات أماً تتوشح ثوب الذهول، تطوف بين ثنايا جدائل الصغيرة. هي ترتدي الأبيض، كم ترى نفسها الآن شبيهة حد الذهول بلعبتها الأثيرة التي وضعتها قبل قليل إحداهن في قلب حقيبتها المزدحمة بالعطر والأشياء التي ظلت تنظر إليها بتعجب تجهل ماهيتها.
كان قلبها يخفق بقوة، سعيدة تزين كفيها الصغيرين أساور ذهبية ونقش الحناء. همست لحظتها تتساءل: أهو العيد؟! 
نعم عيدك أنت يا عروسنا الجميلة!
الآن اتسعت بسمتها أكثر وأكثر، باتت بالفعل كدميتها عروساً؛ غير أنها لم تكن محظوظة بقدرها. 
المساء كان يؤدي دوره ببراعة يخيم على الأفق، يمنح العتمة بسخاء لتتزين السماء بألوان الاحتفاء، هي أيضاً تتطلع نحو بريق الألوان ينعكس على وجوه صديقاتها اللواتي يسابقن موكب العروس. تنظر للخلف، تتلاشى ملامحهن عنها رويداً رويداً.
تواصل التحديق، ثم في لحظة ترى حولها وجوهاً لم تألفها من قبل، وكفاً متغضنة تمسك بها. تلتفت للخلف تراقب حقيبتها, تتخيل أن الوقت قد حان لتنهي اللعب مع لعبتها التي باتت الآن تشبهها. غير أن الفارق بينهما كان روحاً آثرت ألا تترك بينهما فرقاً، فغادرت.
حين بزغ الفجر، أعلنت اللحظة موعد الغروب.