تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
مواجهات وصفت بالأعنف بين فصيلين تابعين لمرتزقة الإمارات في مديرية المنصورة بعدن، استخدم فيها الطرفان الأسلحة الخفيفة والمتوسطة، واتسعت صوب مديريتي خور مكسر والمعلا، لتتسبب في شلل لحركة المواصلات العامة وإيقاف الرحلات في مطار المدينة المنكوبة، بعد يوم من اشتباكات مماثلة بين خونج التحالف ومرتزقة الإمارات، فيما تتحدث مصادر عن غموض يكتنف مصير وزراء حكومة العميل هادي الذين حوصروا نتيجة الاشتباكات قرب مقر اجتماعاتهم في خور مكسر.  

أصيب ما لا يقل عن 5 مدنيين، بينهم معلمة، اليوم بمواجهات هي الأعنف اندلعت بين فصيل تابع لانتقالي الإمارات في مدينة عدن المحتلة.
وقالت مصادر محلية إن اشتباكات عنيفة اندلعت صباح اليوم في مديرية المنصورة بين فصيلين تابعين لما تسمى قوات الطوارئ بقيادة المرتزق محمد الخيلي، وفصيل آخر يسمى «قوات الطوارئ والدعم الخاصة» بقيادة المرتزق صامد سناح الموالي للعميل شلال شايع، مشيرة إلى أن 5 مواطنين على الأقل أصيبوا في المواجهات، فيما لم تتبين حصيلة القتلى والجرحى في صفوف مرتزقة الإمارات. 
وقال سكان محليون في مديرية المنصورة إن المواجهات سمعت في أرجاء متفرقة من أحياء المدينة، وتبادل الطرفان فيها إطلاق النار من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة وسط أحياء المدينة ذات الكثافة السكانية.
وفيما لم تتضح الأسباب خلف هذه المواجهات، أشارت مصادر محلية إلى نشوب خلافات بين فصيلي الارتزاق حول عملية صرف المرتبات التي كان أعلن عنها المرتزق عيدروس الزبيدي، مؤخراً.
وكان فصيل شايع شن هجوماً على ما تسمى إدارة أمن عدن في مديرية خور مكسر واشتبكت مع فصيل الخيلي، المقرب من عيدروس الزبيدي، لتمتد إلى مناطق في مديريتي خور مكسر والمعلا، ويؤدي الاقتتال إلى إغلاق الطريق البحري الرابط بين مديريتي خور مكسر والمنصورة، ويتسبب في قطع الطرقات وفرض حصار على الأهالي في عدد من الأحياء.
وذكرت المصادر أن تدخلات لفصائل أخرى حاولت فض الاشتباكات غير أنها لم تتمكن من ذلك، فيما لم يعلن عن حصيلة نهائية لعدد القتلى والجرحى في المواجهات.
وفي تطور لاحق، أصيبت معلمة بشظايا في رأسها، جراء الاشتباكات بين فصائل الارتزاق. 
وأفادت مصادر تربوية أن معلمة في مدرسة نور الغد بمدينة عدن كانت على متن حافلة المدرسة مع طلابها أصيبت بشظية في رأسها في منطقة خور مكسر، وتم نقلها إلى أحد مستشفيات المنطقة، مشيرة إلى أن الأشعة المقطعية أظهرت استقرار الشظية في الرأس.
وكان عدد من قذائف الهاون سقطت في الجسر البحري الممتد من جولة كالتكس وحتى خور مكسر، فيما خلفت الاشتباكات أضراراً كبيرة في منازل المواطنين التي تعرضت للقصف بقذائف «آر. بي. جي».

حيدان يضرب فصائل المرتزقة بعضها ببعض 
من جانبه، وجه «المجلس الانتقالي»، اليوم، اتهاما مباشرا لوزير داخلية العميل هادي، بالوقوف وراء تفجير الوضع عسكريا بين فصائله. 
وأكدت قيادات في المجلس أن المرتزق إبراهيم حيدان، المحسوب على الإصلاح، تعمد إسقاط مرتبات الفصائل التابعة لشلال شايع، واكتفى بصرفها لفصائل أخرى بهدف ضرب الفصيلين ببعض.
كما اتهم ناشطون تابعون لمرتزقة الامارات، وزير داخلية العميل هادي، بما سموه «ضرب فصائل الانتقالي الأمنية بعضها ببعض».
وتأتي التطورات، تزامنا مع توغل قوات الخونج شمالي مدينة عدن، واندلاع اشتباكات بينهم وبين مرتزقة الإمارات اليوم .

إغلاق مطار عدن
وفي السياق، علقت إدارة مطار عدن الدولي، اليوم، الرحلات الجوية من وإلى المطار، تزامنا مع احتدام المعارك بين مرتزقة الإمارات.
وفيما تحدثت أنباء عن استهداف مرتزقة الإمارات طائرة مدنية وأخرى تابعة للأمم المتحدة، أكدت مصادر ملاحية أن إدارة المطار طلبت تأجيل موعد رحلات جوية كان المطار يستعد لاستقبالها.
وأوضحت المصادر أن تعليق الرحلات الجوية يأتي بسبب المعارك الطاحنة التي تشهدها مدينة عدن، بين مرتزقة الإمارات، والتي كادت تتسبب بتحطم طائرة تابعة لطيران «اليمنية» كانت قادمة من مطار القاهرة إلى عدن، عندما فشلت بالهبوط في مسارها المعتاد بفعل كثافة النيران المتجهة صوبها، ما دفعها إلى تغيير وجهتها.
وفي سياق اشتداد المواجهات، أكدت مصادر مطلعة أن رقعة المواجهات بين فصائل مرتزقة الإمارات اتسعت لتصل إلى محيط مبنى رئاسة حكومة الارتزاق في عدن، وسط غموض يكتنف مصير وزرائها الذين حوصروا بفعل الاشتباكات في محيط مقر اجتماعهم.

«الحراك»: الفوضى مستمرة في عدن و«الانتقالي» فشل تماماً
من جهته، قال رئيس ما يسمى المجلس الأعلى للحراك الثوري, فؤاد راشد، في أول تعليق للحراك على الأحداث التي تشهدها مدينة عدن المحتلة، إن الفوضى ستستمر.
وأضاف راشد في تغريدة على «تويتر»: «‏قلنا للمرة المليون، ستظل الفوضى في عدن في ظل عدم وجود غرفة أمنية موحدة وفي ظل تسيد مستحدثين بغير ذي خبرة في إدارة الأمن وشؤون الناس»؛ في إشارة إلى انتقالي الإمارات.
وتابع: «المؤكد أن سلطات الأمر الواقع عسكريا وأمنيا في عدن وضواحيها أثبتوا فشلهم ويتحمل المواطن البسيط جراء العبث الجاري»، حد تعبيره.