تقرير: مارش الحسام / لا ميديا -
تعد السجون والإصلاحيات هدفاً مباشراً لطيران العدوان، وذلك لضمان قتل أكبر عدد من اليمنيين، ومن المعروف أن تلك المنشآت لا تخلو من النزلاء، والعنبر الواحد يكتظ بعشرات الأجساد، وغارة واحدة على أحدها كفيلة بإحداث مجزرة.

إصرار ومكافأة للمرتزقة
يتعمد العدوان وبإصرار واضح على استهداف السجون وقتل من فيها سواء كانوا مواطنين يقضون محكوميتهم فيها أو كانوا من مرتزقته الأسرى.
وعلى مدى سنوات العدوان السبع على اليمن والتي رافقها استهداف شامل للإصلاحيات والسجون المركزية والاحتياطية، لم تسلم من عدوانه حتى مراكز الاحتجاز المؤقتة في بعض الدوائر الأمنية والقضائية.
وفي إطار سعيه المسعور إلى استهداف تلك المقرات لم يكن مفاجئاً قيام العدوان باستهداف السجون غير الرسمية والمعروف أنها سجون مستحدثة للمرتزقة خاصته، وليس غريباً أن يكافئهم العدوان بطريقته، وسبق أن زج بهم في محارق الموت التي لا نجاة منها إلا من كتب له الأسر.
الغريب هو أننا لا نتوقع ذلك من العدوان الذي يستهدف سجوناً معروفة للجميع بأنها أماكن احتجاز للأسرى المرتزقة ومن يقاتلون تحت رايته، وسبق أن زارت هذه المقرات فرق من المنظمات العالمية ولجان الصليب الأحمر الدولي.

بنك أهداف تُدشن في سجن مركزي حجة
في الأشهر الأولى من العدوان اعتبرت السجون ضمن بنك أهدافه الدموية والتي بدأ بتدشينها في الثاني عشر من مايو 2015، إذ قام باستهداف السجن المركزي بمديرية عبس في محافظة حجة بغارات نتج عنها استشهاد عشرة سجناء وإصابة أكثر من عشرين آخرين.
ويبدو أن هذه الأرقام لم ترتق إلى مرتبة المجزرة التي يطمح لها العدوان الذي كان عليه أن يستهدف سجناً ثانياً وثالثاً ورابعاً وعاشراً.

30  شهيداً في «مركزي» البيضاء
العدوان المتعطش للدم، كان عليه أن يبحث عن سجون دسمة، وبهدف تحقيق مجزرة متكاملة الأركان، ولذا وضع العدوان السجن المركزي في البيضاء نصب عينيه، وفي الحادي عشر من أكتوبر 2015 أغار طيران عدوانه على عنابر السجناء والبوابة ما أدى إلى استشهاد 30 وإصابة 50 آخرين.
مصدر مسؤول في السجن أشار إلى أن نزلاء السجن كانوا حينها نحو 180 سجيناً؛ منهم نحو 70 على ذمة قضايا قتل ونحو 90 على ذمة قضايا أخرى.
بعد جريمة استهداف سجن البيضاء التي خلفت مجزرة كبيرة وسخطاً عالمياً كبيراً من منظمات وهيئات حقوقية خارجية تجاه العدوان، إلا أن العدوان وبعد أقل من عشرة أيام قام بالرد على منتقديه وبطريقته الخاصة أيضاً، ففي 20 أكتوبر 2015 قام طيران العدوان باستهداف إدارة أمن محافظة تعز في منطقة الجند بعدد من الغارات، ما أدى إلى استشهاد أربعة سجناء وإصابة آخرين، في آخر جريمة للعدوان في عامه الأول.

60  شهيداً في مجزرة سجن الزيدية
بعد أن طوى اليمنيون العام الأول من العدوان الذي دشن عامه الثاني بعدد من المجازر التي شهدتها حفلات الأعراس وصالات العزاء وتجمعات النازحين وغيرها من المجازر التي ارتكبها العدوان في عامه الثاني، والذي قرر أن يختتمه بمجزرة في أحد السجون، ففي 30 أكتوبر 2016 استهدفت طائرات تحالف العدوان وبعدة غارات إدارة أمن الزيدية بمحافظة الحديدة، وقد أسفرت هذه الغارات عن وقوع 60 شهيداً و38 جريحاً.
مصدر مسؤول في إدارة أمن الزيدية أكد أن كل الضحايا من نزلاء السجن، مشيراً إلى أن قرابة 130 سجيناً كانوا في السجن أثناء الغارات.

39  شهيداً في حجز الشرطة العسكرية
حين كان العام الثالث من العدوان يلفظ أنفاسه الأخيرة، لفظ 39 شهيداً أنفاسهم الأخيرة في حجز مبني الشرطة العسكرية بصنعاء، حيث قام طيران تحالف العدوان فجر الأربعاء 21 ديسبمر2017 باستهداف المبنى بسبع غارات أسفرت عن وقوع نحو 30 شهيداً ونحو 100 جريح.

4  شهداء في سجن السوادية
في الخامس من أبريل 2018 أغار طيران العدوان على سجن السوادية بمحافظة البيضاء، ما أسفر عن استشهاد 4 نزلاء.

.. و6 آخرين في البحث الجنائي بذهبان
في 4 فبراير 2018 استهدف طيران العدوان مبنى البحث الجنائي بمنطقة ذهبان في محافظة صنعاء، وأسفر القصف عن وقوع 6 شهداء وتدمير بعض أجزاء المبنى.

50  قتيلاً من مرتزقته في سجن بذمار
ويستمر هوس العدوان باستهداف السجون التي لم يستثن منها حتى تلك التي تخص مرتزقته الأسرى.
ففي 2 ديسمبر 2019 ارتكب العدوان مجزرة بحق أسرى من مرتزقته، وذلك عندما أغار طيرانه على سجن بمحافظة ذمار يؤوي العشرات منهم.
مصادر في وزارة الصحة أكدت حينها أن حصيلة مجزرة العدوان على سجن الأسرى بمحافظة ذمار بلغت 50 قتيلاً و100 جريح.
المتحدث باسم أنصار الله اتهم العدوان السعودي بتعمد قتل أسراه في سجن كلية المجتمع بذمار، بخاصة وأنه مقر معروف لديه ولكل الناس والزائرين ولجنة الصليب الأحمر على أنه سجن للأسرى الذين يقاتلون في صفوف العدوان.
ولكن المفاجأة الكبرى فجرها رئيس لجنة شؤون الأسرى عبدالقادر المرتضى الذي أكد أن عدداً من الأسرى الضحايا كان من المقرر الإفراج عنهم، وأغلبهم من المدرجة أسماؤهم ضمن صفقات التبادل.

استهداف 3000 من مرتزقته في سجن الأمن المركزي
بعد أن ارتكب العدوان مجزرة بحق مرتزقته في أحد سجون ذمار، لم تتوقف محاولاته في استهداف الأسرى من مرتزقته في أكثر السجون اكتظاظاً بهم.
ففي 22 ديسمبر 2021 أدانت اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى إقدام تحالف العدوان على ضرب محيط سجن الأمن المركزي بصنعاء بعدة غارات أدت إلى تدمير بعض مرافق السجن وأثارت حالة من الهلع بين الأسرى.
وأكدت اللجنة أن السجن يحوي أكثر من 3 آلاف أسير مرتزق، وأن السجن معروف لدى تحالف العدوان، وقد سبق إبلاغهم به عبر المنظمات والهيئات الأممية واللجنة الدولية للصليب الأحمر.
كما أكدت اللجنة أن الاستهداف جاء بعد ساعات من زيارة اللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى المكان.

91  شهيداً ومئات الجرحى في «احتياطي صعدة»
في إطار استهدافه للسجون دشن العدوان السعودي العام الجديد 2022 بمجزرة في سجن احتياطي بصعدة.
ففي فجر الجمعة 21 يناير 2022، استهدف طيران العدوان بعدة غارات السجن المركزي في صعدة، ليرتكب مجزرة وصل عدد ضحاياها إلى 91 شهيداً و236 جريحاً.
ولفتت مصادر في السجن إلى أن السجن كان يضم أكثر من 2000 نزيل يمني، ومن جنسيات متعددة، موضحة أن السجن يضم مركز إيواء للأفارقة الذين يعبرون من اليمن إلى مناطق أخرى.
جريمة سجن صعدة هي آخر جريمة ارتكبها تحالف العدوان، لكنها لن تكون الأخيرة، فمايزال في بنك أهداف تحالف العدوان عدد من السجون قد تتعرض للاستهداف في أي وقت.