تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
لا تكاد تغفو على نكبة إلا وصحت على أخرى؛ ذاك هو حال مدينة عدن المحتلة طيلة سبع سنوات. 60 ألف ريال سعر جالون البنزين سعة عشرين لتراً، وخروج كهرباء المدينة عن الخدمة، فضلاً عن انقطاع مياه الشرب منذ أسابيع، وقاطرات غاز محتجزة من قبل سلطات الخونج في مدينة مأرب، وحكومة ارتزاق سواء وجودها وغيابها، فهي إن غابت ففي فنادق الرياض وإن حضرت ففي قصر معاشيق الذي لا يُدرى فيه عاشقٌ مِنْ معشوق. أما الانفلات الأمني وحالات الاقتتال والاعتداء والاغتيالات والنهب فحدث ولا حرج؛ فأنت في النهاية أمام مشهد عاهر يسمى احتلالاً. 
قفزت أسعار المشتقات النفطية في مدينة عدن المحتلة، اليوم، إلى مستويات خيالية، إثر أزمة هي الأعنف بين الأزمات التي تجتاح المدينة وأهلها منذ سبع سنوات.
ووصل سعر جالون البنزين سعة 20 لتراً إلى 60 ألف ريال في السوق السوداء المنتشرة في شوارع المدينة.
وأثار الارتفاع الجنوني وغير المسبوق لأسعار المشتقات النفطية في عدن استياء الكثير من المواطنين الذين أكدوا أنه تجاوز حدود قدرتهم على الاحتمال، مشيرين إلى ما يقاسونه من أوضاع مأساوية تعصف بهم منذ 7 سنوات.
وحمَّل المواطنون تحالف الاحتلال وحكومة الارتزاق المسؤولية الكاملة عن تضاعف معاناتهم جراء ارتفاع الأسعار في ظل انقطاع المرتبات وتردي الخدمات وتدهور العملة المحلية، ما اعتبروه ضمن حرب ممنهجة تستهدف تجويع المواطنين وتركيعهم.
ويعد السعر الجديد الذي وصلت إليه المشتقات النفطية في مدينة عدن المحتلة سابقة لم تحدث من قبل، خصوصاً وأنه تزامن مع وصول سفينة نفطية إلى ميناء البريقة كان من المنتظر أن تسهم في تخفيف حدة الأزمة التي أشعلت الشارع العدني، وسط اتهامات لتحالف الاحتلال بحصار عدن ومنع دخول المشتقات النفطية.
وتشهد مدينة عدن المحتلة، منذ قرابة شهر، أزمة وقود وغاز منزلي خانقة، امتداداً لأزمات وُصفت بالمفتعلة تلوح بين الحين والآخر، أثقلت كواهل المواطنين الذين تساءلوا بسخرية وسخط إن كان هذا ضمن وعود تحالف الاحتلال وحكومة الارتزاق بتحويل المدينة إلى «قطعة من أوروبا»!
وأدت أزمة المشتقات النفطية في عدن وغيرها من المحافظات الجنوبية المحتلة إلى تعطيل الكثير من المنشآت الحيوية، وعلى رأسها الكهرباء التي خرجت عن الخدمة نتيجة انعدام الوقود المخصص لتشغيل المولدات.

سلطات الخونج في مأرب تحتجز قاطرات الغاز 
وفي سياق الأزمات التي تعيشها المحافظات المحتلة، كشفت وثيقة مسربة تداولها ناشطون على شبكات التواصل الاجتماعي موجهة من منشأة الغاز في عدن، إلى المرتزق أحمد لملس، المعين من قبل الاحتلال محافظاً لعدن، عن توقف دخول مقطورات الغاز من محافظة مأرب.
وأشارت الوثيقة إلى «احتجاز قاطرات الغاز ومنعها من الوصول إلى عدن وعدة محافظات أخرى»، في إشارة إلى سلطات الخونج في مدينة مأرب، دون الإفصاح عن مكان احتجاز القاطرات، محذرة من تفاقم أزمة غاز في عدن، في حال استمرار توقف قاطرات الغاز القادمة من مأرب.
وبلغ سعر أسطوانة الغاز المنزلي في مدينة عدن، 15 ألف ريال، وسط أزمة خانقة تشهدها المحافظة منذ أيام، ترافقها شكاوى من قبل المواطنين من تضاعف معاناتهم في البحث عن مادة الغاز المنزلي.

تداعيات الاشتباكات الأخيرة تلقي بظلالها على المواطن
على صعيد آخر، شكا مواطنو عدن من تداعيات الاشتباكات الأخيرة التي اندلعت، الأحد، بين فصائل تابعة لمرتزقة الإمارات في عدن، وأدت إلى انقطاع الكهرباء والمياه والكثير من الخدمات عنهم.
وأشاروا إلى أن الفوضى الأمنية، وتداعياتها على كافة مناحي الحياة، ضاعفت من معاناتهم وجعلتهم يعيشون حياة مملوءة بالخوف والجوع.
وأمس ، نفذ ملاك أراضي وحدة جوار 1A56 في منطقة بئر فضل بمديرية دار سعد وقفة احتجاجية رفضاً لاستمرار البسط على أراضيهم من قِبل متنفذين في مرتزقة الإمارات. 
وطالب ملاك الأراضي خلال الوقفة بإيقاف ممارسات المتنفذين والباسطين على أراضيهم التي صرفتها لهم الدولة بعقود رسمية منذ 24 عاماً.
يأتي ذلك ضمن عمليات النهب التي تتعرض لها الأراضي العامة والخاصة من قِبل نافذين بتواطؤ قيادات أمنية وعسكرية تابعة لتحالف الاحتلال.