تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
مرة أخرى مواجهات بين أدوات الاحتلال في محافظة حضرموت، وهجوم على شاحنات محملة بالأسلحة يوقع قتلى وجرحى في منطقة ثمود، بالتزامن مع تقاطر مرتزقة الإمارات إلى سيئون للتصعيد ضد خونج التحالف. و»الانتقالي» هذا مجلس «سيادي» لدرجة أن قادته لم يكونوا ليفرطوا بثوابتهم الأبدية، المتمثلة أولاً وقبل كل شيء في مسألتين اثنتين: الارتزاق، وموالاة المحتل، وما عدا ذلك فمسائل قابلة للأخذ والرد بالنسبة لهم. وأن تندلع اشتباكات بين فصائله هنا وهناك فيندد كل فصيل بالآخر، أو أن يقوم عناصره باختطاف أحد قيادييه، هي أمور لا تعدو كونها مجرد تسليات يزجون بها أوقات فراغهم، مثلما أنهم بالنسبة للمحتل مجرد تسلية يتلهى بها، فإن ضجر استبدل بها لعبة أخرى.

قتل شخص وأصيب ثلاثة آخرون، اليوم، في هجوم مسلح نفذته عناصر تابعة لمرتزقة الإمارات على عدد من الشاحنات العسكرية المحملة بالأسلحة تابعة لما تسمى المنطقة العسكرية الأولى في منطقة ثمود بمحافظة حضرموت المحتلة. 
وكشف المرتزق وضاح بن عطية، عضو ما يسمى الجمعية الوطنية الجنوبية التابعة للاحتلال الإماراتي، عن احتراق أربع شاحنات كانت تنقل سلاحاً من ميناء نشطون بالمهرة، حسب قوله.
وأفاد ابن عطية، في تغريدة نشرها على «تويتر»، بـ»احتراق أربع من القواطر التي كانت تنقل السلاح من ميناء نشطون بالمهرة إلى سيئون في الكمين الذي حصل بمنطقة ثمود ومقتل جندي وإصابة 3 من سائقي القواطر»، مشيراً إلى أن «بقية القواطر متوقفة ولم تتحرك حتى الآن».
ويأتي الهجوم على الشاحنات العسكرية التابعة لخونج التحالف في الوقت الذي يشهد فيه عدد من مدن محافظة حضرموت المحتلة توتراً كبيراً بين أدوات الاحتلال من مرتزقة الإمارات وخونج التحالف.
وفي سياق التصعيد بين مرتزقة الإمارات والخونج في حضرموت، أطلقت قوة تابعة لما تسمى المنطقة العسكرية الأولى، الموالية للعميل علي محسن الأحمر، اليوم، النار على المشاركين في الاحتجاجات التي انطلقت من مدينة الشحر باتجاه سيئون، بحسب دعوة وجهها ما يسمى «المجلس الانتقالي» لأنصاره في حضرموت.
وأكدت مصادر محلية أن عناصر الخونج أطلقوا النار على المشاركين في الاحتجاجات من أبناء مديرية القطن الموالين لمرتزقة الإمارات، المطالبين بطرد مسلحي الخونج من منطقة الوادي. 
ودفع الاحتلال الإماراتي بمرتزقته في «الانتقالي» و«الهبة الحضرمية» (فصيل الجابري) لمحاصرة خونج التحالف في سيئون والدعوة إلى طردهم من محافظة حضرموت.
وواصلت وفود مرتزقة الإمارات، اليوم، تقاطرها إلى مدينة سيئون، حاضرة وادي حضرموت، للتصعيد ضد ما تسمى المنطقة العسكرية الأولى، التابعة لخونج التحالف، في وقت شددت فيه الأخيرة إجراءاتها وأطلقت النار عند حواجز التفتيش على مداخل المدينة.
وبالتزامن، اختطف عناصر تابعة لمرتزقة الإمارات، اليوم، رئيس فرع «الانتقالي» في دوعن بمحافظة حضرموت المحتلة.
وأكدت مصادر محلية أن عناصر نقطة بروج، غربي المحافظة النفطية، اعتقلت رئيس ما يسمى القيادات المحلية للانتقالي في دوعن، المرتزق عبد الله محمد العمودي، وعدداً من مرافقيه، بينهم نجله ومدير الإدارة المالية لـ«انتقالي» دوعن.
وأوضحت المصادر أن المعتقلين تم اقتيادهم إلى جهة مجهولة، مشيرة إلى أن حادثة الاختطاف تسببت بغضب كبير لدى أنصار المجلس الموالي للاحتلال الإماراتي في المنطقة.
ولم يعرف بعد سبب اعتقال العمودي، إلا أن مراقبين رجحوا أن عملية الاعتقال تعود لخلافات بينية بين فصائل «الانتقالي» على خلفيات مناطقية، وسط مساع لتمزيق «المجلس» لصالح فصائل الارتزاق الجديدة التي شكلها مؤخراً الاحتلال الإماراتي. 
وتشهد مدينة سيئون، وبقية مدن محافظة حضرموت المحتلة، توترا كبيرا بين أدوات الاحتلال قد يسفر عنه مواجهات دامية، سواء بين الخونج و«الانتقالي» أم بين فصائل الأخير نفسه مثلما حدث في مدينة عدن المحتلة.

ابن حريز يتوعد بالتصعيد ضد البحسني
إلى ذلك، أعلن قائد فصيل مخيم العيون القبلي، صالح بن حريز، عن خطوات تصعيدية خلال الفترة المقبلة ضد سلطات الارتزاق في حضرموت بعد إعطائها مهلة سابقة لتحقيق المطالب الشعبية ضمن «الهبة الحضرمية».
وطالب ابن حريز، في لقاء موسع بمدينة القطن، حكومة وسلطات الارتزاق في حضرموت بضرورة تحقيق مطالب أبناء المحافظة، متوعداً بخطوات تصعيدية على مستوى الوادي أو الساحل.
وأكّد العزم على انتزاع حقوق حضرموت، وعدم التراجع عن المطالب المعلنة التي أجمع عليها أبناء المحافظة في هبتهم التي انطلقت مطلع كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
وجاءت «تهديدات» ابن حريز بعد أربعة أيام من الإفراج عنه من اعتقال دام نصف شهر على خلفية المطالبة بمنع تهريب المشتقات النفطية لصالح قيادات شرعية العمالة المقيمة في الرياض.
وتزامن الإفراج عن القيادي القبلي في «الهبة الحضرمية» مع مغادرة الناقلة النفطية «بانتاناسا» وعلى متنها نحو مليوني برميل من النفط الخام (خام المسيلة) متجهة إلى الأسواق العالمية، وقد تم بيعها لصالح قيادات شرعية العمالة.
من جهته، أشار المرتزق فرج البحسني، المعين من قبل تحالف الاحتلال محافظاً لحضرموت، إلى أن الإفراج عن «بن حريز» جاء بعد أن اتضحت للأخير نوايا بعض المندسين الذين يريدون النيل من أمن حضرموت واستقرارها، حد تعبيره؛ في إشارة إلى تغير موقف الأخير.
واعتبر محللون الاجتماع الذي ضم البحسني وابن حريز والمرتزق حسن الجابري، قائد الفصيل الموالي للانتقالي في «الهبة»، إسقاطاً للمطالب الشعبية، ومنها المتعلقة بوقف نهب خيرات حضرموت، لافتين إلى أن الأزمة التي شهدتها المحافظة، خلال الشهرين الماضيين، أظهرت تحكم تحالف الاحتلال بمراكز القرار.