تقرير: نشوان دماج / لا ميديا
يواصل ما يسـمى «نخبة الانتقالي» في شبوة التصعيد ضد سيدهم الإماراتي، احتجاجاً على تخلي الأخير عنهم، فتتداعى المخاوف في عدن من ترتيبات يقوم بها المحتل لإزاحةً مرتزقة قدامى، سُمّوا مجلساً انتقالياً، وإحلال مرتزقة جدد عادوا خاسئين من شبوة وقد احترقت لحاهم التكفيرية كما احترقت من قبلها جماجم ورقاب. أما تهديدات «البوحر» بقلب الطاولة على مؤتمريي الإمارات حال عودته من مصر فمجرد «فشنك» أطلقها في مطار القاهرة كآخر طلقة من بندقيته.     
نصب العشرات من مرتزقة ما تسمى «النخبة الشبوانية»، الموالية للاحتلال الإماراتي، أول خيمة اعتصام لهم، أمس ، أمام بوابة منشأة بلحاف الغازية في محافظة شبوة، احتجاجاً على تخلي الاحتلال عنهم واستبدال مرتزقة آخرين بهم.
وقالت مصادر محلية إن العشرات من مرتزقة «النخبة» نصبوا خيامهم احتجاجا على تخلي الاحتلال الإماراتي عنهم وقطع مكافآتهم من قبل قيادة الاحتلال في منشأة بلحاف الواقعة في مديرية رضوم الساحلية والتي تتخذها الإمارات مقرا لعملياتها العسكرية. 
وأوضح المحتجون أن انقطاع رواتبهم يهدد حياتهم وأسرهم بالموت جوعاً؛ نظراً لارتفاع الأسعار وعدم وجود مصدر دخل آخر، حيث لا يجد الكثير منهم الغذاء أو توفير متطلبات حياته الضرورية، مشيرين إلى أن تحالف الاحتلال ومرتزقة ما يسمى «الانتقالي» خذلوا من قاموا بحمايتهم خلال الفترة الماضية. 
وحذر المحتجون من مغبة تجاهل مطالبهم باعتبارها «حقوقاً مشروعة»، بحسب تعبيرهم، مؤكدين أن ما ستشهده الأيام القادمة من تصعيد كفيل بأن يجعل تحالف الاحتلال يرضخ لمطالبهم.
ويُعد هذا التصعيد الثاني ضد الإمارات في شبوة من قِبل مرتزقة «النخبة الشبوانية» خلال أقل من أسبوع، حيث نفذ نحو 3 آلاف مرتزق، الثلاثاء 8 شباط/ فبراير الجاري، وقفة احتجاجية أمام بوابة مطار عتق، الذي تتمركز فيه قيادة قوات التحالف، للمطالبة بصرف رواتبهم ومستحقاتهم المالية المتوقفة، مؤكدين استمرار تصعيدهم حتى يتم إنصافهم مما تعرضوا له من ممارسات الإقصاء على غرار ما حصل في 94 من نظام صالح، بحسب ما قالوه.
ويرى محللون وإعلاميون أن قوات الاحتلال الإماراتي حوَّلت رواتب مرتزقتها من «النخبة الشبوانية» لقوات الارتزاق المستحدثة التي دفعت بها، مطلع كانون الثاني/ يناير المنصرم، إلى المحافظة النفطية، وأُطلق عليها «دفاع شبوة»، واعتبروا تلك الخطوة انقلاباً واضحاً وتصرفاً غير أخلاقي يؤكد تخلي إمارات ابن زايد عن مرتزقتها القدامى في «قوات النخبة»، في ظل المتغيرات السياسية الأخيرة في شبوة ويكشف مدى التآمر القادم على القوات الجنوبية.
واتهم عناصر «النخبة» قوات الاحتلال الإماراتي بانتهاج سياسة الاستغناء عنهم واستبدالهم بقوات ما يسمى «دفاع شبوة» التابعة للعميل طارق عفاش والتي تم استقدامها من الساحل الغربي.
وكانت قوات الاحتلال الإماراتي استغنت عن أكثر من 7 آلاف عنصر من «النخبة الشبوانية» وأسقطت أسماءهم من كشوفات «المكافآت الإماراتية»، بعد تعيين القيادي في حزب المؤتمر (جناح الإمارات) المرتزق عوض الوزير، محافظا لشبوة بدلاً للخونجي محمد صالح بن عديو نهاية كانون الأول/ ديسمبر الماضي.
يذكر أنه في 2016، أسست قوات الاحتلال الإماراتي مليشيا مسلحة لمرتزقتها أطلقت عليها اسم «قوات النخبة» على أسس مناطقية تتكون من 4 نخب رئيسية إحداها «النخبة الشبوانية» التي يتجاوز قوامها 6 آلاف مرتزق.
يأتي ذلك بعد أن ظهر المرتزق محمد البوحر، قائد «النخبة الشبوانية»، في مقطع فيديو أمام مطار القاهرة، مطلع شباط/ فبراير الجاري، يتوعد بإسقاط سلطات المؤتمري عوض العولقي خلال 48 ساعة حال عودته إلى عدن، فيما وصف مراقبون تصريحات البوحر بأنها كانت أشبه برصاصة «فشنك» أطلقت في الهواء من بندقية لم تعد تملك من الذخيرة إلا تلك الطلقة.

اتهامات للعولقي بالمناطقية
وفي السياق، تصاعدت الاتهامات في أوساط مرتزقة «النخبة» لمحافظ الاحتلال الجديد، عوض الوزير العولقي، باستبعاد من تم استبعاده على أساس مناطقي.
وأكدت مصادر متطابقة أن المؤتمري العولقي سيبقي على المنتمين لقبيلته العوالق في «النخبة» التي تم تبديل تسميتها إلى «قوات دفاع شبوة»، فيما المنتمون من بقية المناطق تم استبعادهم بمبررات انقطاعهم عن الخدمة ومبررات أخرى.
وتابعت المصادر، نقلاً عن أوساط داخل «النخبة»، أن تلك الإجراءات المتبعة من قبل العولقي تأتي ضمن استراتيجية إزاحة تلك القوات نهائياً.
وبحسب ناشطين في «انتقالي» الإمارات، المحسوبة عليه قوات «النخبة»، فإن تلك التبريرات من قبل العولقي مكشوفة وواهية، كون من تم قطع رواتبهم مؤخراً تمهيداً لاستبعادهم من «النخبة» كان من بينهم قتلى ممن سقطوا إما بمواجهات مع خونج التحالف سابقاً أو بمواجهات بينية متفرقة، ما يعني أن مبررات تغيب من تم فصلهم من النخبة غير صحيحة ومجرد ذريعة لإسقاطهم والتخلص منهم.
وأشار الناشطون إلى مسلسل تصفيات يقودها المحافظ العولقي لصالح تمكين التشكيلات الارتزاقية الجديدة التي ستكون أساساً محسوبة على حزب المؤتمر جناح الإمارات، الأمر الذي يشير إلى موجات من المواجهات البينية بين مرتزقة الإمارات ستشهدها شبوة خلال المرحلة المقبلة، وهو ما بدت مؤشراته واضحة من خلال ما شهدته المحافظة النفطية خلال اليومين الماضيين من وضع متأزم بين أفراد «النخبة» المنتمين لمديريات ساحل شبوة، والذين تم فصلهم واستبعادهم من التشكيلات العسكرية الجديدة تحت اسم «قوة دفاع شبوة»، في ظل تصاعد الدعوات لإزاحة العولقي، وهو ما فسره مراقبون بأنه مؤشرات انفجار صراع بين قبائل لقموش والعوالق.