سُرِّي للغاية
 

أحمد الكبسي

أحمد الكبسي / لا ميديا -
لسنا ضد خصوصية المرأة والحفاظ عليها كأم وأخت وزوجة وابنة. ولتوضيح موقفنا الناقد لقرار فصل الطلاب عن الطالبات في كلية الإعلام بجامعة صنعاء نلخصه في النقاط التالية:
- نحن ضد التوجه والسياسة العامة للدولة، التي تتخذ من عناوين “الفضيلة” و”الحرب الناعمة”، وغيرهما من المصطلحات، وسيلة لفرض توجهات لا يقبلها المجتمع.
ولمن لا يعلم فإن التعليم الجامعي يهدف الى إعداد الطلاب والطالبات علمياً وعملياً كمخرجات وطنية لسوق العمل، ولهذا فإن كل من لديه الرغبة في الحصول على فرصة عمل، ذكراً أو أنثى، أن يلتحق بالتعليم الجامعي وقد مكنت تجربة التعليم العالي في اليمن كثيراً من الفتيات من الحصول على وظائف تحفظ كرامتها وخصوصيتها كأنثى في مختلف التخصصات، ومنافسة الشباب في مختلف ميادين العمل والتنمية، لاسيما التي يحتاج إليها المجتمع، حيث كفل دستور الجمهورية اليمنية مبدأ المساواة وعدم التمييز ضد المرأة في المادة (41): “المواطنون جميعهم متساوون في الحقوق والواجبات العامة”.
- نتفهم وجود بعض المؤيدين لقرار الفصل بين الطلاب والطالبات من أبناء المجتمعات الريفية؛ رغم أن المرأة تعمل إلى جوار الرجل في أغلب مناطق الريف اليمني؛ لكن الغريب وجود بعض الأساتذة الجامعيين وغيرهم من المدنيين الذين يصورون (الحرم الجامعي) وكأنه مكان للرذيلة والانحطاط، وأن اليمنيين كانوا على ضلالة وفجور، وأن ما يقومون به هو اليوم هو هداية الناس، بينما في الحقيقة هي إساءة للشعب اليمني.
- تواصلتُ بعميد كلية الإعلام، الذي شرح لي بصورة أخوية أسباب وخلفيات هذا القرار، وكان ردّي له أنها مبررات غير مقبولة، وردّ أنها تجربة قد لا تستمر أكثر من فصل دراسي إذا لم تنجح.
- “عذر أقبح من ذنب”، هذا هو حال المبررين لقرار الفصل بين الطلاب والطالبات، الذين يصورون أن الجمع بين الذكر والأنثى في أي مكان، حتى لو كان في قاعات الدراسة الجامعية، سينتهي إلى علاقات غير شرعية، ما يقتضي فصل الطلاب عن الطالبات؛ تفكير مريض ونتائجه كارثية ولا يخدم إلا الشيطان، أمريكا التي تقود حرباً على الأخلاق والقيم، تعمل الآن على فصل الذكور عن الإناث تحت شعار “أمريكا أمة مثلية”. ووفقاً لهذه الطريقة من التفكير (تحت السُّرَّة)، فقرار فصل الطلاب عن الطالبات يدعم التوجه الشيطاني المخالف للفطرة البشرية، قال تعالى: “يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ”، والفطرة تقتضي تعايش الجنسين وفقا لقواعد الاحترام المتبادل والأخلاق الرفيعة، وأن كل شخص معه “محارم”، ومن كان بيته من زجاج لا يقذف الناس بالحجارة.
•نحن ننتقد ما نراه خطأ، ونحاول أن نصوبه ونرشد السلطة لاتخاذ ما يتناسب مع الواقع ومقتضيات العصر والإنسانية، ومؤسف حينما نقول للبعض إن عكس الخط مخالفة، فينكرون ذلك، وحينما يظهر واحد من العاكسين للخط يفحط ويتعربد يخرج عاكسو الخط للبراءة منه وتبرير ذلك بالتصرفات الفردية!
•لا داعي للمزايدة على بعضنا واتهام كل طرف للآخر بأنه يعمل مع العدوان؛ ذلك يترتب عليه تصدع للجبهة الداخلية وخسارة الحاضنة الشعبية.

أترك تعليقاً

التعليقات