أمريكا وأخطاء الآخرين
 

أحمد الكبسي

أحمد الكبسي / لا ميديا -
تناقلت وسائل إعلام محلية ودولية، الأسبوع الماضي، صورا لجنود من المارينز الأمريكي في منطقة الغرفة بوادي حضرموت. مصادر محلية أكدت أن الجنود زاروا مدرستين في منطقة الغرفة، التي تبعد 7 كيلومترات غرب مدينة سيئون التي تسيطر على مطارها قوات سعودية. وبالبحث عن التحركات الأمريكية نجد أنها ليست الزيارة الأولى للأمريكيين على المستويين العسكري والسياسي إلى محافظة حضرموت منذ بداية العام، بل إن هذه التحركات تتزامن مع تحركات بريطانية؛ إذ وصلت عناصر جديدة من القوات البريطانية إلى منطقة غيل باوزير شمال شرق مدينة المكلا، حيث تسيطر القوات الإماراتية على مطار الريان.
البعض يرى أن الصراع الحاصل بين السعودية والإمارات شرق وجنوب اليمن قد يكون بمثابة تهيئة لتدخل أمريكي مباشر في تلك المناطق، في حين تبدو المسألة أبعد من ذلك في ظل خضوع اليمن لقرار مجلس الأمن المتمثل بالفصل السابع وسلب السيادة الوطنية، ووصاية دول الرباعية أمريكا وبريطانيا والسعودية والإمارات على الملف اليمني، ووصول الوضع الميداني إلى حالة من التفوق لصالح صنعاء بعد 8 سنوات من العدوان والحصار وفرض صنعاء معادلة وحدة الأرض والمصير من خلال منعها عمليات تهريب ثروات اليمن النفطية والسيادية عبر الموانئ التي تسيطر عليها قوات الاحتلال.
لا شك أن المؤامرة لا تستهدف حضرموت دون غيرها، وإن كان ثمة أطماع لدول الرباعية، وفي مقدمتها السعودية، إلا أن المستبصر يدرك أن توقيت التحركات في ظل حالة السخط الشعبي تجاه حالة اللاسلم واللاحرب التي أفرزت واقعا معيشيا صعبا واستفادت منها دول تحالف العدوان مع استمرار مماطلته في تنفيذ الاستحقاقات الإنسانية كمقدمة للمفاوضات السياسية التي ستخرج اليمن من الوصاية وترفع عنها البند السابع، وهو ما لا يتوافق مع إرادة دول الرباعية وأطماعها التي تقتضي بقاء الحال على ما هو عليه حتى يصل المزاج الشعبي إلى حالة القبول بالأجنبي كمخلص للشعب من معاناة المواطنين ونار جحيمها اليومية التي بلغت ذروتها في مناطق الاحتلال، وبدأ لهيبها يصل للمواطنين في المناطق الحرة، مستفيدة أمريكا من أخطاء الآخرين، في حين أن السلطة في صنعاء للأسف منشغلة بالبحث عن أخطاء الآخرين، وهو ما يسهل تحقيق المشاريع والوصول للأطماع الاستعمارية، فصنعاء هي الحامل للمشروع الكبير المناهض للقوى الاستعمارية وسلب السيادة الوطنية، ولهذا كان الالتفاف الشعبي حول أنصار الله، ما يعني أن الأمل في بقاء اليمن الكبير مرتبط بمشروع القوى الوطنية التي عليها أن تكبر أمام الصغائر في مواجهة الخطر الداهم وأن تدرك أن المؤامرة أكبر من البحث وتصيد أخطاء الآخرين.
دمتم واليمن بخير.

أترك تعليقاً

التعليقات