عذراً دمشق فالجولان يناديني
 

صدقي المقت

الأسير السوري صدقي المقت -

حضر الملحق العسكري في السفارة الروسية في تل أبيب إلى سجن النقب يوم الخميس 28/11/2019، وجرى لقاء بيني وبينه في أحد مكاتب إدارة السجن بحضور شخصين بلباس مدني لا أعرف من هما، أحدهما يتكلم العبرية، وأبلغني الملحق العسكري الروسي الذي كان يرتدي الزي العسكري الرسمي، بأنه بناءً على مساعي الرئيس السوري بشار الأسد والرئيس الروسي بوتين، فإنه سيتم الإفراج عني اليوم إلى دمشق لمدة 20 عاماً، يحق لي بعد مرور 5 سنوات تقديم طلب العودة إلى الجولان.
من جانبي شكرت روسيا على هذا الجهد وكذلك الرئيس بوتين، ووجهت لهم التحية على مساهمتهم في الحرب على الإرهاب، وأبلغت الملحق العسكري الروسي بأني أرفض هذا الإفراج المشروط، وأرفض الإبعاد عن الجولان، ولا أقبل بحرية مقيدة.
الشخص الذي كان يرتدي الزي المدني، والذي كان يترجم لي من الإنجليزي إلى العبري، قال لي: خذ وقتك في التفكير في الأمر، قلت له إن قراري جاهز ولا حاجة للوقت، وانتهى اللقاء.
يهمني هنا أن أوضح للرأي العام، أنه وعلى الرغم من أني أتحرق شوقاً لعناق دمشق ولنيل حريتي، إلا أني أرفض أن أعانق دمشق بشروط إسرائيلية، ولا أقبل بحرية تمليها علي قيود الاحتلال.
سامحيني يا دمشق فأنت في القلب.. عذراً دمشق فالجولان يناديني.. الواجب الوطني في الجولان يناديني.. صمود الأهل في الجولان يناديني.. قبر أمي في الجولان يناديني.. شعرت وأنا أقول لا لسياسة الإبعاد، بأني منسجم تمام الانسجام مع مبادئي ومع الإرث النضالي لصمود الأهل في الجولان المحتل وتمسكهم بأرضهم، وأن سورية بشعبها وجيشها وقيادتها حاضرة معي.
شعرت بقوة كبيرة وأنا جالس قبالة الملحق العسكري الروسي، لأن لدينا قائداً اسمه بشار الأسد، باسمه الكبير وقامته الوطنية الصادقة، شعرت بقبضة يد الرئيس بشار الأسد تضرب على الطاولة في دمشق، فإذا بجدران السجن تتهاوى من حولي وتنهار في سجن النقب في فلسطين المحتلة.
لك مني يا سيادة الرئيس كل التحية والعهد والوفاء، ومن خلالك أصدق التحيات لجيشنا البطل ولشعبنا الوفي، ولكل شرفاء الأمة، كل التحية إلى الأهل الصامدين في الجولان العربي السوري المحتل.
وإنني على العهد والقسم...

في 30 نوفمبر 2019
سجن النقب، فلسطين المحتلة
(*) الأسير العربي السوري في سجون الاحتلال الإسرائيلي

أترك تعليقاً

التعليقات