الرياضة وكورونا
 

حسن الوريث

حسن الوريث / لا ميديا -

قطاع الرياضة في كل البلدان -وليس في بلادنا فقط- تأثر كغيره من القطاعات الأخرى بسبب فيروس كورونا الذي هز العالم وأدى إلى توقف وشلل كبير في كل شيء. وبما أن الفيروس سريع الانتقال فقد كانت الرياضة أهم مجال يمكن أن يكون سبباً في انتشاره، على اعتبار أنها تجمعات بشرية كبيرة، وبالتالي فقد أوقفت كل الدول الأنشطة الرياضية وبشكل تام دون تردد. ولم تخرج اليمن عن القاعدة، احترازا من هذا الفيروس الخطير، وهذا إجراء طبيعي يجب الالتزام به وتطبيقه دون تردد، رغم تأثيراته المتعددة على الرياضيين ومن يعمل في هذا المجال.
مما لا شك فيه أن التأثيرات المباشرة وغير المباشرة لتوقف الأنشطة الرياضية مؤلمة، لكنها لن تكون أكثر وأشد إيلاما من هذا المرض لو انتشر ودخل إلى بلادنا لا سمح الله، حينها سيكون الثمن باهضا، وهذا يجعلنا نشدد على ضرورة الالتزام والتقيد بقرارات وزارة الشباب والرياضة بوقف كافة الأنشطة وإغلاق الأندية بشكل تام، ولكن أيضا بالمقابل يجب على اللجنة العليا لمكافحة الأوبئة ووزارة الشباب دراسة الوضع والتأثيرات المحتملة لهذا التوقف على الرياضيين، والعمل على اتخاذ خطوات من شأنها التخفيف من هذه الآثار، خصوصا أن هناك الآلاف من الناس سيتضررون من هذه الإجراءات ولا بد من مساعدتهم بشكل أو بآخر ووضع الآليات الكفيلة بذلك مع الجهات المعنية والقطاع الخاص وهيئة الزكاة والمنظمات الدولية، ويمكن أن يتم التواصل مع الأندية والاتحادات لحصر المتضررين، وبالتالي تقديم الدعم والمساندة والمساعدة لهم.
بالتأكيد إن الأندية والاتحادات الرياضية لها دور مهم في وضع المعالجات للوضع الناجم عن هذه الإجراءات الاحترازية وبقدر الإمكانات المتاحة، وحشد الجهود والدعم من رجال المال والأعمال الذين يقودون هذه الأندية، والتخفيف من وطأة التوقف على الكثير من الرياضيين والعاملين والموظفين في هذا المجال. كما يفترض على اللجنة الأولمبية اليمنية التواصل مع اللجنة الأولمبية الدولية واللجان الإقليمية والاتحادات الدولية لمساعدة الرياضيين اليمنيين المتضررين جراء هذه الأوضاع. 
بالطبع هناك نقطة مهمة، وهي واجبنا كرياضيين في مجتمعنا لتجنيبه هذه الكارثة، من خلال القيام بدور في نشر الوعي المجتمعي والصحي والتطوع في الفرق الصحية لكل من يقدر على ذلك، وهذا ليس بغريب على الرياضيين الذين هم من المبادرين دوما في خدمة المجتمع، وكذا تفعيل كافة منتسبي الحركة الكشفية في تشكيل فرق توعية ودعم وإسناد للجهود الصحية وفرق الحجر الصحي، بعد تدريبهم على ذلك، والتنسيق مع الجهات المعنية. وأنا على ثقة أن القطاع الرياضي والشبابي سيسهم بشكل متميز في هذا الجانب. وعلينا أيضا التفكير فيما يمكن أن يقدمه هذا القطاع من جهود لحماية بلادنا ومجتمعنا. كما أنها دعوة للإعلام الرياضي ليقوم بدوره في نشر الوعي الصحي ودعم جهود اللجنة العليا واللجان الفرعية في هذا الجانب.

أترك تعليقاً

التعليقات