الغدة السرطانية
 

صلاح محمد الشامي

صلاح محمد الشامي / لا ميديا -

كان بليغاً الإمام الخميني، عندما أطلق على من لا نسميها إلَّا لنلعنها اسم "الغدة السرطانية". أيامها لم تكن أدوات وأساليب اقتلاع مثل هذه الأدواء قد تطورت، كما هو الحال حالياً، لكنها كانت بداية تشخيص المرض، ووضع أسس علاجه واستئصاله.
يفرح الـ"نتن ياهو" حالياً بتهافت دول البعير والنفط، للتطبيع، والتبكيع، ويستعرض بهاتفه النقال صور أصحاب العقال وهم يجرون مكالمات فيديو معه، وكأنه بذلك ضمن أنه أنجز ما لم ينجزه من سبقوه في رئاسة وزراء دولته الزائلة، ويفتعل ابتسامة سمجة، حتى يبدو كالمتسامح البليد، بينما هو يضحك على هؤلاء "البعران "، ولما تعده لهم -أولاً- دولته الشيطانية، من سوء خاتمة، بعد أن قدموا كل مقدَّس ديني ووطني لديهم لمن يعد العدة للانقضاض عليهم، وتمزيقهم بلا رحمة. في المقابل، فإن من درسوا نفسياتهم، وفق الأسس القرآنية، يعدون العدة لضربه قبل أن يتمكن من اللواذ بجحور الفئران.
وفي حين تتصاعد وتيرة التطبيع وتطبيع هذا التطبيع لدى القادة/ القوادة الأعراب، تتصاعد في اليمن وتيرة البناء العسكري النوعي، وأسلحة الردع، وتقنيات متقدمة في التدريب القتالي عالي الكفاءة، بعد أن أصبح كل يمني يحمل السلاح كما لم يحمله من قبل، بانتظار الملحمة الكبرى على أبواب القدس المحتلة.
لم يكن اليمني بمنأى عن القضية الفلسطينية، حتى أيام أنظمة التدجين والتطبيع، أيام كان الخطاب الرئاسي يخرج من "النهدين" للدعاية الانتخابية فقط، بينما الزعيم المزعوم جاثٍ على الركبتين، وكذلك أيام خونة الثورة والمطبعين الجدد (الإصلاح) وصهرهم الجديد (الدنبوع) الذين لم يكتفوا بالركوع، بل سجدوا، ثم تحولوا إلى سجاجيد لأحذية أمريكا و"إسرائيل"، وجذبوا معهم أصحاب "النجمة الحمراء" و"المنجل المقدس" و"الهلال والنجمة"، وكافة القوميين الجياع لموائد الكبسة، ولم يبق من أولئك القوميين إلا الحقيقيين الشرفاء منهم، الذين لم تُغرهم رزم المال الحرام ولا الموائد الدسمة، وفضلوا الموت جوعاً على بيع الوطن والقضية والمبدأ.
لم تخبروا من جرأة اليمني شيئاً بعد، لكنها جرأة محسوبة، ليست تهوراً، رغم أنكم ليس لكم قيمة لدينا، فلستم سوى قتلة أطفال ونساء، وتخشون مجابهة الرجال، وتحاصرون -بنذالة الجبناء- شعباً هو أعرق وأنبل شعوب الأرض، وهو أقواها على الإطلاق، لارتباطه بالله، وهذا ما لن تقدروا مداه وجدواه، وهو ما سيكون سبب زوالكم. أما من تعقدون عليها الآمال لتخليصكم، وتمديد فترات حكمكم، حسب خارطة العالم الجديد، فليست سوى "غدة"، غدة سرطانية، وقد حان استئصالها.

أترك تعليقاً

التعليقات