ساعات الشوط الأخير
 

علي القرشي

علي القرشي / لا ميديا -

الساعات الحاسمة هي التي يتحرك فيها التاريخ لسنوات طويلة إلى الأمام، فالطالب يظل يدرس لسنوات طويلة ولكن لحظة النتيجة هي التي ستحدد مصيره إذا كان سينجح أو سيفشل، والمريض بعد العلاج والمعاناة يظل ينتظر نتيجة التحاليل لكي يعرف هل يشفى أم سيدخل معه الألم إلى مرحلة أخرى.
وهكذا حرب تحرير الوطن تظل لسنوات تسفك فيها الدماء ويرتقي فيها الشهداء وتزداد فيها المأساة حتى تأتي ساعة النصر التي تقلب الموازين فتطرد الأحزان وتستدعي الأفراح.
الليلة تنتظر مأرب لحظة حاسمة قد تنتهي معها مهزلة الفوضى إلى الأبد ويعود معها السلام والأمن والأمان.
بعد ساعات سيتحدد مصير الحرب في مأرب، فإذا خرجت الناس في كل الشوارع وقطعت الطرق والشوارع على المليشيات فالامتحان العسير الذي دخلت إليه مأرب سينتهي بالنجاح ومعه ستعود الناس المهجرة إلى بيوتها وتتوقف الحرب وتنجو مأرب من الخراب والدمار.
أما إذا لم يخرج أهالي مأرب لحماية مدينتهم الليلة فإن قوات الجيش واللجان الشعبية ستضطر لتنفيذ نفس الخطة العسكرية التي ستستمر معها المعاناة وقد لا تنجو الكثير من معالم مأرب الجميلة من الخراب والدمار.
نحن أمام خيارين، الأول أن نتحرك لكي تنتهي الحرب الليلة، والثاني أن ننتظر في بيوتنا حتى تنتهي الحرب في المرحلة الثالثة أو الرابعة التي ستحددها غرفة العمليات الرئيسية.
في الجوف أهالي الحزم حسموا نصف المعركة مع المليشيات وتركوا للجيش واللجان الشعبية أن يكملوا البقية، فهل يتكرر سيناريو شباب الجوف مع شباب أحياء مدينة مأرب هذه الليلة؟ 
الليلة قد تغرب الشمس بعد قليل وقد تعود لتشرق في منتصف الليل، ففي الأيام العظيمة تشرق الشمس مرتين.
ليلة "خير من ألف شهر" قد تكون خيراً من 7 سنوات لم نعش فيها غير الظلم والظلام والطغيان.
اللجنة وصلت وأوراق الأسئلة جاهزة والطلبة يجلسون على المقاعد، هذه ليلة الامتحان الأخير، ولا أعتقد أن الأسئلة صعبة وأن أحداً من الطلبة لا يعرف الإجابة.
قوات الجيش واللجان الشعبية تراقب وهي على ثقة بأن أحداً لن يغش في ليلة ينتظرها الوطن بفارغ الصبر ليعرف من هم أبناؤه ومن هم أعداؤه.
هذا اليوم قد يكون أفضل يوم أشرقت فيه الشمس على مأرب.

أترك تعليقاً

التعليقات