كونوا حسينيين حقيقيين
 

د. خديجة أحمد بري

د. خديجة أحمد بري / لا ميديا -
في ذكرى أعظم ثورة شهدتها الأكوان خرج إمام الثائرين منطلقا من منهل سيد المرسلين (صلوات الله عليهما)، بعد أن رأى جاهلية تتغلغل أشد فتكا من سابقتها، لأنها مغلفة بالدين ومحمية بقدسية الزيف النصي.
خرج حرصا على الكرامة الموهوبة والإنسانية الممنوحة التي أقرها الدين الكريم، وسلبت من أشباه خلف الدين ساروا، وفي تراب الكذب والوهم تمرغوا.. في مغايرة الحق انتماؤهم، وفي ظاهر التقمص المنحوت نفاقهم.
خرج الإمام الحسين (عليه السلام) لكسر قواعد الخوف وإثبات شجاعة الموقف، خرج متجردا بذاته من تهم الدنيا، وقدم نفسه لحماية أمة جده.. خرج لأنه القائد الذي عرف مكانه في مقدم الصفوف للقيادة والإقدام والمجابهة.. أعطى درسا أين يكون القائد؟ وكيف يثبت النصر في الميدان والوجدان والوعي؟
اختط الإمام الحسين (عليه السلام) ثورة لن تمحى ذكراها حتى يرث الله الأرض ومن عليها، في كل عام يتم إحياؤها بزخم أكبر من سابقيه ويزداد جموع من يحييها.
دماء الإمام الحسين (عليه السلام) نزفت، لكنها لم تجف، بل تحولت إلى بركان يتعاظم ثورانها.. هل عرفتم يا قادتنا أين يكون القائد حتى يحقق النصر؟! ليس مختبئا أو خلف حراسة، بل القائد يكون في مقدم الصفوف.
علمنا الإمام الحسين (عليه السلام) فن القيادة ومنهج الثورة ومبادئ التحرر، لكننا أخذنا الأسهل، واعتنقنا القشور فقط.
يا شيعة آل محمد.. ويا أنوار الحسين، كونوا كالحسين، على الأقل، في محاربة الفساد، وضحوا لأجل شعوبكم وأمتكم كما ضحى الحسين، لا نطالبكم بأن تنزف دماؤكم، بل أوقفوا نزيف شرف انتمائكم للحسين، وامنعوا نزيف أموال شعوبكم وتخمة بطونكم كما يفعل الأبطال المجاهدون في كل ميادين الجهاد في محور المقاومة.
صلوات الله على أبي عبدالله الإمام الثائر الحسين، ولعنة الله على قتلته في كل عصر وحين.

أترك تعليقاً

التعليقات