خاص  / مرافىء -

من الإذاعيين الأوائل والأصوات التي ارتبطت في ذاكرة المستمعين بمناسباتهم الفرائحية، فكان الناقل لها والمعبر عنها بكل جدارة واقتدار.
ولد الإعلامي والإذاعي الكبير سلطان فارع سعيد محمد الأشعري عام 1942 بمديرية الشمايتين التابعة لمحافظة تعز.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدينة عدن، حيث انتقلت أسرته للعيش هناك. ثم واصل تعليمه الثانوي في القاهرة، إلى أن حصل على الشهادة الثانوية عام 1961. حصل بعد ذلك على العديد من الدورات في مجال الإخراج، من إيران، ودورة أخرى في الكويت.
في 1966، عاد فارع إلى صنعاء والتحق بالعمل في إذاعتها، بدءاً من إدارة التنسيق التي عين مديراً لها في 1969، ثم تدرج في العديد من المناصب والإدارات.
كان أول برنامج له في إذاعة صنعاء إعداداً وتقديماً، هو برنامج «مع المغتربين»، في 1968، والذي كان مخصصاً لمناقشة هموم المغتربين اليمنيين في الخارج وتلمس قضاياهم. أما أول برنامج بدأ تقديمه فكان في 1967، وهو البرنامج اليومي الذي ارتبط في ذاكرة مستمعي إذاعة صنعاء، وظل يقدمه لأكثر من 4 عقود «ما يطلبه المستمعون».
تعددت الأعمال الإذاعية له بعدها، ومنها برنامج «رحلة ابن زياد» عام 1970، من إعداده وتقديمه، بالإضافة إلى برامج أخرى.
في مطلع السبعينيات، انتقل من إدارة التنسيق إلى إدارة المذيعين ليصبح عضوا فيها كمذيع وقارئ نشرات، إلى جانب استمراره في تقديم برنامجه الأثير «ما يطلبه المستمعون»، عصر كل يوم.
لقد احتل هذا البرنامج مركز الصدارة لدى الكثير من المستمعين ممن كانوا يجدون فيه المساحة المطلوبة للترويح عن النفس من جهة والتواصل مع من يحبونهم من جهة أخرى، عبر إهدائهم التهاني والتحايا المصحوبة بالنغم، فتميز بروعة التقديم وثبات الشعار المأخوذ من إحدى روائع العندليب عبدالحليم حافظ «قلي حاجة».
شارك في الكثير من الفعاليات والدورات داخلياً وخارجياً، وحصل على العديد من الأوسمة وشهادات التقدير في مجال العمل الإذاعي، منها وسام حصار السبعين يوما، وشهادة 26 سبتمبر، ووسام التغطية الإعلامية لحرب 1994.
وبعد مسيرة إذاعية حافلة بالعطاء استمرت لأكثر من 4 عقود، رحل الأستاذ سلطان فارع عن الحياة يوم الأربعاء 28 سبتمبر 2011، تاركاً لأرشيف إذاعة صنعاء إرثاً حياً ستظل تتذكره الأجيال.