تحرير وإعداد: علي عطروس / لا ميديا -

لبنان جحا بن سلمان...
يعرف الكثيرون منا قصصاً مضحكة كثيرة تنسب للشخصية الهزلية جحا؛ غير أن القليلين من يدرك مغازي وعبر بعض حكاياه. ومن هذه الحكايا ذات الدلالات التي يمكن إسقاطها على الواقع السياسي اليوم حكاية جحا والدرهم.
تقول الحكاية بأن جحا أضاع درهماً في مكان مظلم فذهب للبحث عنه في مكان مضاء، فسأله أحدهم: ماذا تفعل يا جحا؟!
أجاب جحا: أبحث عن درهمٍ أضعته هناك (وأشار إلى البقعة المظلمة)!
وسأله آخر مستغرباً: ولماذا تبحث عنه هنا وقد أضعته هناك؟!
فرد عليه جحا غاضباً: أيها الأحمق، لم ولا ولن أستطيع إيجاده هناك، لأن المكان مظلم جدا، أما هنا حيث الضوء يملأ المكان فقد أجده!!
ولتسقط عزيزي القارئ ما سبق على أزمة اليوم المفتعلة من قبل أدوات الصهاينة الأعراب مع لبنان، وستجد جحا وقد صار ابن سلمان، والدرهم وقد بات الانتصار، والمكان المظلم وقد أمسى مأرب، والمكان المضاء وقد أصبح لبنان.

نهيق حمار ابن سلمان
إلى حكايةٍ أخرى من حكايات الأستاذ جحا، وتقول:
سرق جحا حماراً يملكه جاره، وخبأه في البيت، وبحث صاحب الحمار عن حماره في كل مكان ولم يجده، وحين اقترب من منزله سمع نهيقاً مصدره منزل جحا، وهو يعلم أن جحا لا حمار له، فأسرع الخطى باتجاه بيت جحا ودق الباب، فخرج جحا عاقداً حاجبيه وسأل الرجل: ماذا تريد؟!
أجاب الجار: أريد حماري!
رد جحا: ما لي وما لحمارك؟! اذهب وابحث عنه!
سأله الجار: أليس عندك؟!
أجاب جحا: لا، ليس عندي، وما الذي سيأتي به إلى بيتي؟!
رد الجار: ظننت أنه أتى إليك معاتباً لي بعد أن ضربته أمس!
هز جحا رأسه يمنةً ويسرة علامة النفي.
همهم الرجل بأنه ربما قد توهم نهيق حماره يأتي من بيت جحا، وما إن غادر عتبة بيت جحا إذا به يسمع النهيق آتياً من الداخل بوضوح، فاستدار نحو جحا مستغرباً متسائلاً: أليس هذا صوت حماري؟!
أجاب جحا بكل برود: الله المستعان؛ أتكذبني وتصدق الحمار؟!
هذه المرة عزيزي القارئ فلتسقط ما سبق مع جحا وجاره على ما يحدث مع ابن سلمان وجيرانه!

فتش عـن مـوزة
قبل يوم أو يومين من تسريب دواعش «الجزيرة»، «الكيوتين»، مقطع قرداحي، أعلنت الدوحة منع استيراد الفواكه والخضروات اللبنانية... أي والله!
ثم تم تسريب المقطع الذي يظهر فيه وزير الإعلام اللبناني جورج قرداحي وهو يتحدث عن عبثية الحرب على اليمن وبأن أنصار الله «الحوثيين» يدافعون عن أنفسهم و... و... إلخ. إنه رد جميل قبيح من تميم لابن سلمان على تغطية «الجزيرة» لتقطيع خاشقجي!
ويزيد «ابن موزة» في «الجمالة» لابن سلمان ببيان إدانة شديد اللهجة تضامناً معه، كما ورد في البيان، وهو (تميم) الذي ظل ردحاً يتفاخر زوراً بأن الدوحة مستقلة عن الرياض؛ غير أن الذيل يظل ذيلاً حتى ولو حلق تميم سكسوكة جده النجدية.

برلمان أحفاد آكلة الأكباد أشقاء ابن أبيه
من شاهد جلسة المحاكمة التي عقدها ما يسمى برلمان الشعب، التي تبثها إحدى منصات «الجزيرة» الداعشية، سيتأكد أن قرداحي تعرض لمحاكمة تفتيش إرهابية. مجموعة من الخونج، صبيان وبنات موزعين على طاولات ملؤها الدم، وأمامهم أوراق أعدت أسئلتها السوداء مسبقاً، يحاكمون قرداحى على موقفه من الحرب العالمية على سورية ووقفته مع اليمنيين ضد الحرب الكونية التي تشن عليهم منذ أعوام.
على رأس المحكمة تجد زياد بن أبيه يدير سواطير «الدواعش» وسكاكين الإرهاب يمنة قرداحي ويساره. وفي آخر الجلسة يعلن أحفاد آكلة الأكباد هند بنت عتبة سحب الثقة من جورج قرداحي، ويرد عليهم بالمثل، أي أعلن سحب ثقته منهم، فجن جنونهم وكادوا أن يخرجوا سواطيرهم وسكاكينهم بالفعل من أدراج «الجزيرة» القميئة مرددين وهم يدافعون عن إرهابيي سورية حديثاً مكذوباً عن الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم: أتيتكم بالذبح!!

كسر تابو الإجرام السعودي
ببساطة أقول إن ما أوجع السعودية في موضوع قرداحى أمران:
الأول: قرداحي نفسه، الذي كسر تابو الصمت النخبوي عن جرائم العدوان بحق اليمنيين. قرداحي شخصية إعلامية ذات رصيد شعبي واسع ومتعدد، وأحد الذين تباهى بهم الإعلام السعودي طويلاً، ونتذكر جميعا أن شبكة قنوات (إم بي سي) أتت به مجدداً ليقدم حلقات استثنائية من البرنامج الشهير «من سيربح المليون؟»، وذلك بمناسبة مرور ثلاثة عقود على تأسيس الشبكة.
الأمر الثاني: حديث قرداحي عن أن أنصار الله «الحوثيين» يدافعون عن أنفسهم ولم يعتدوا على أحد أوجع السعوديين وأقلقهم من حيث مضاعفة الكسر في أسطوانتهم المشروخة والمروجين لها بشأن هجمات القوات المسلحة اليمنية في الأراضي السعودية، إضافةً إلى ضرب مبادرتهم الكاذبة في الصميم وهم يقدمون أنفسهم وسطاء بحيث لا يترتب عليهم أي تعويضات يطالب بها اليمنيون جراء العدوان.
بالنسبة للحديث عن الحرب العبثية فلنتذكر أن المهفوف نفسه قد قالها في لقاء تلفزيوني أخير له مع (إم بي سي) بث في إحدى ليالي رمضان الفائت، كما قال ذلك المرتزق الدولي أنطونيو غوتيريش، أمين عام الأمم المتحدة!

حمراء تركي آل الشيخ
بعد الليالي الحمراء التي تقيمها على قدم السفه وساق العري ما تسمى هيئة الترفيه السعودية يتمزق العقل الباطن الجمعي للسعوديين بشأن تصورهم الشبقي عن لبنان المحصور في شارع الحمراء وكازينوهات الشرق وكباريهات بيروت. إنه التصور الذي دفع سابقاً وزير الإعلام اللبناني السابق شربل وهبة لنعت هكذا تصور مريض بالبدوي، ودفعه الهجوم البدوي بأدواته الارتزاقية داخل لبنان إلى الاستقالة.

قرداحي - غينتس
تزامنت حملة محاصرة لبنان من قبل بعران وزعران السعودية والخليج مع حديث وسائل الإعلام الصهيونية عن زيارة وزير العدو الصهيوني، بيني غينتس إلى مملكة العهر والتقائه بابن سلمان. من الواضح أن ثمة تعاطياً متبادلاً بين صهاينة العبرية وصهاينة الدرعية بخصوص حصار لبنان وحزب الله ومقاومته... وبات الأعراب يصرون -كما كانوا يُسرّون- على تقبيل أقدام غينتس مقابل تكبيل أقلام وأحلام المقاومة!

مأرب - بيـروت
الأحداث الأخيرة والمتعلقة بمؤامرة الصهاينة تشديد الحصار على لبنان تثبت بما لا يدع مجالاً إلا لكل اليقين أن العمق المقاوم أخدودٌ متقدٌ ممتدٌّ من ضاحية الغيضة الشرقية وضاحية بيروت الجنوبية، وأن البندقية التي تزأر في مأرب تزمجر في البقاع، وأن الصرخة التي تتردد في الجبلية يتردد صداها في جبالية، وأن نصر الله من أنصار الله، وأن حزب الله هم الغالبون.

الجدران غير القصيرة والحدائق اللاخلفية
بعد اليمن وسورية والعراق يخسر الصهاينة لبنان إلى الأبد. بنو سعود وأذيالهم في الخليج يعلنون هزيمتهم في لبنان، وإن تصوروا غير ذلك فإنهم متوهمون. الجدار القصير الذي كانوا يقفزون من فوقه كل يوم، صار اليوم عالياً ومرتفعاً عليهم كأقزام لا يطيقون حتى الركوب على الخيول والجمال فيأتون بخيالةٍ من ويلز أو حتى من دارفور.
أما الحدائق الخلفية فقد صارت جبهات مقاومة أمامية، من اليمن وحتى الجزائر التي ظل الفرنسة هناك كما ظن الفرنجة هنا أنها حديقتهم الخلفية الأبدية؛ لكن... بح ثم بح.

إلى فهد الأحمد في مثواه المجهول.. قلبي معك
قبيل غزو العراق للكويت بأشهرٍ معدودة أقام الشيخ فهد الأحمد الجابر الصباح بطولة الصداقة والسلام لكرة القدم، داعياً دول الخليج والسعودية وحتى العراق للمشاركة فيها. أما اليمن، الذي كان ما يزال حينها مشطراً، فقد اشترط فهد الأحمد مشاركته بمنتخب يمني موحد، وهو ما حدث بالفعل. شارك الجميع إلا السعودية، احتجاجاً على شعار البطولة. كان الشعار عبارة عن رسمةٍ لحصانٍ وفرسٍ متقابلين، وهما اللذان أعطاهما ضمن عطايا أخرى جده مبارك بن الصباح لعبدالعزيز بن سعود حين لجأ إلى الكويت هرباً من هزيمته على يد ابن الرشيد في حائل. رأى السعوديون في ذلك إهانةً لهم، وهم المهانون بدايةً ونهاية. لم يعطهم فهد أي اعتبارٍ وأقيمت البطولة ونجحت أيضاً. حتى ذلك الحين كان هنالك بلدٌ خليجيٌّ به رجالٌ يستطيعون أن يقولوا لبني سعودٍ: لا، وكان آخرهم فهد الأحمد الجابر الصباح.

بنو خـنـ...ـة.. الأحق بالمرق
من المعروف أن الجسر الرابط بين السعودية وأصبع قدمها الوسخة البحرين بناه الملك السابق فهد بأوامر أمريكية لقطع أي مطالبات لإيران بتبعية البحرين لها، وهي التي قايضها البريطانيون مع محمد رضا بهلوي، آخر شاهٍ حكم إيران، مقابل جزر «أبو موسى» و»طنب» الصغرى والكبرى. ومن المشهور أن البحرين كانت وما تزال ماخور الخليجيين وبيت دعارة السعوديين؛ إلا أن صعود دبي كواجهة لشركات الجنس العالمية، كما وفتح ابن سلمان ما بين قدمي السعودية للشذوذ والقمار ونوادي اللوتاري وكباريهات العري، هدد وضع البحرين المخزي كخانكة فسق دولية.
طالما ورأى بنو خنـ...ـة في لبنان منافساً سياحياً في استقطاب جيوب النفط السعودية، وكان حقداً أزلياً يضاف بأن بني خنـ...ـة محسوبون كدولة عضو في المنظومة الدولية ولهم صوت مثل الهند تماماً... تخيلوا!!
رغم كل ذلك وسواه ففضائح عيلة بني خنـ...ـة تملأ ذاكرة وأرشيف الإعلام الغربي، خاصة البريطاني، وما إقامة مغني البوب الأشهر مايكل جاكسون لدى ابن الملك المعظم في المنامة وإعلان إسلامه المؤقت وهروب ابنة الملك مع ضابط أمريكي كان يعمل في الأسطول الخامس الأكبر في المنطقة والمتواجد في مملكة البحرين الواسعة، وما رشوة المليون دولار المقدمة من حمد بن عيسى إلى الملك الإسباني التافه خوان كارلوس، إلا فيض وساخةٍ من غيض قذارة.

ناقص 47.. زايد 1
يقال بأن رئيس الإمارات الراحل زايد بن سلطان خلف سبعة وأربعين شيخاً. طبعاً أبناؤه من زوجته الأولى هم المسيطرون: خليفة ومحمد وعبدالله ومنصور وهزاع وسلطان و... و... إلخ، كأبناء السديرية من أولاد عبدالعزيز تماماً. ومن كان غير شقيق لهم وظهر قوياً يتخلصون منه، كما فعل محمد بن زايد باغتيال أخيه غير الشقيق أحمد في حادثة الطيران الشهيرة في المغرب قبل سنوات. المهم، في محاولة تركيع لبنان الفاشلة، والتي ما تزال رحاها الخاسرة تدور حالياً، يطرد عيال زايد السفير اللبناني ويصدرون بيان تضامن شديد اللهجة مع السعودية، في مخاتلةٍ باتت مألوفة ومعروفة، حيث تبدو تصريحات قرداحي لا تمسهم بشيء وقد ذُكروا فيها وكأنهم يعارضون معارضته للحرب العالمية ضد سورية فيما هم قد أعادوا فتح سفارتهم في دمشق وشهد الأسبوع الماضي اتصالاً هاتفياً بين بشار الأسد ومحمد بن زايد وصفته وكالة الأنباء الإماراتية بالحميم والدافئ!!
يستمر ابن زايد بأكل الثوم بفم ابن سلمان، فيما الأخير لن يقوى في الأخير على المضغ بعد أن تتساقط أسنانه واحدةٌ في لبنان والباقية في
 اليمن.

مـزز العربية و موزات  الجزيرة
فيما يضع السعوديون والخليجيون العمالة اللبنانية كرهنٍ بحوزتهم في مساومة محاصرة لبنان، تضع مكاتب العمل في سيريلانكا والهند وباكستان وبنغلاديش والصين وفييتنام بمئات الآلاف من العمالة الرخيصة في وضع الإعداد والاستعداد للحلول محل اللبنانيين، وقد سبق أن حدث ذلك مع اليمنيين طوال الثلاثة العقود الماضية.
غير أن العمالة اللبنانية لا تعوض بسهولة، وهي -كما هو معروف- مؤهلة وكفؤة وشاطرة وموزعة على أهم مفاصل الحياة في الخليج والسعودية، ومن الصعب استبدالها في يوم حماقةٍ وليلة سفه.
والسؤال هنا: من أين سيأتي السعوديون والخليجيون بمززٍ ومزاتٍ وموزاتٍ بديلات للبنانيات في قنواتهم؟! أرجوكم لا تحدثوني عن شبيهات اليمنية المتسعودة «أسماء راجح»!!!

المنشار من ناصر السعيد إلى جــورج قرداحــي
كان النقابي والصحفي والمعارض العروبي الشهير صاحب كتاب «آل سعود»، الشهيد ناصر السعيد، من أشد وألد معارضي الحكم المردخاوي لبلاد الحرمين. بعد هروبه من بطش بني سعود، تنقل ناصر بين القاهرة وصنعاء ودمشق وبيروت. وفي هذه الأخيرة تمكن السعوديون من اختطافه من باب دار صحيفة «النهار» اللبنانية، التي كان يكتب لها. كان اختطافه من قبل «الموساد» وبمساعدة الـ(سي آي إيه) وبعض الخونة اللبنانيين. من يومها لم ير أو يسمع أحد شيئا عن ناصر السعيد، فيما يقول البعض إن فهد بن عبدالعزيز ألقاه بنفسه بعد تعذيبه من طائرة سعودية على ارتفاع عشرات آلاف الأقدام.
بعدها بعقود قطع ابن أخ فهد، محمد بن سلمان، جسد الصحفي جمال خاشقجي في قنصلية الرياض بإسطنبول، آتياً برأسه في شنطة مرت من بين ساقي أردوغان إلى بين أقدام المهفوف.
اليوم يتحدث البعض عن دعوة الإعلامي الحر جورج قرداحي إلى اليمن كملجأ آمن له من غدر وخيانة ابن سلمان. وأقول: يحفظ الله سيد المقاومة حسن نصرالله ويحفظ المقاومة ويحفظ المردة، الذين لولاهم لكان جعجع وريفي والجميل وجنبلاط والحريري قد سلموا رأسه لإمامهم البخاري في السفارة السعودية ببيروت. فلا قلق!


وكمان اسمه أبو الغيط!
«وكمان اسمه أبو الغيط»؟! ما سبق كان تعليقاً للشاعر المصري الشهير أحمد فؤاد نجم على أحمد أبو الغيط، حينما كان الأخير وزيرا للخارجية المصرية وتعامل بكل عمالة مع استشهاد جنود مصريين برصاص جنود صهاينة في الحدود المصرية الفلسطينية.
تذكرت ذلك وأنا أقرأ تعليقاً لـ»أبو الغيط» على إعلان السعودية وذيولها في الخليج طرد سفراء لبنان من دولهم المحتلة ويعبر فيه أمين عام جامعة الدول العبرية عن أسفه لذلك!



تصريح قرداحي
الشاعر عبدالرقيب الـوجيه
من عاد يـفـهــم بالخطـا والصـح
يا «نـجـد» والا بينــكــم صــاحي؟!
مــن قبــل «مـكــة» تــقتلب مسرح
وفي «منى» ســــهــرات صـبَّــاحي
الـديـن رايــــح والـــوطــن روَّح
يا شـعب متــفـــرِّج ومـتـــواحي
عطـــور «جِــدة» في الحرم تنفــح
مِـن «دار زايــد» مـاركــة «ضـاحي»
أمــا بـــلادي نـــارهــا تـــلـــفـح
وفي سمـاهــا فــارد اجنــــاحي
والصف واحــد من قـرح يقـرح
لا تفـرزوا «حـوثي» مِن «اصلاحي»
أو تحـلمـوا في غـير مـا صــرَّح
وافصح لكم به «جورج قرداحي»
2021/ 10/ 30