تقرير: نشوان دماج / لا ميديا -
نذر مواجهات جديدة في محافظة أبين المحتلة بين خونج التحالف ومرتزقة "الانتقالي الجنوبي"، التابع للاحتلال الإماراتي، بعد حشد الطرفين قواتهما إلى المحافظة. وموجة الاغتيالات والاختطافات تعود إلى السطح مجدداً في عدن. فيما تعيش حضرموت، المحافظة النفطية المحتلة، أزمة وقود حادة بعد أيام من إقرار تسعيرة جديدة للمحروقات، وارتفاع غير مسبوق في أسعار المواد الغذائية وصل إلى أربعة أضعاف.
تواصلت تحشيدات أدوات الاحتلال من مرتزقة ما يسمى المجلس الانتقالي وخونج التحالف في محافظة أبين، وسط توقعات باندلاع مواجهات عنيفة بين طرفي الارتزاق.
ودفع العميل علي محسن الأحمر، الأربعاء، بتعزيزات كبيرة إلى المحافظة الساحلية، بالتزامن مع تحشيدات لمرتزقة الإمارات.
وأفادت مصادر محلية بأن قوة كبيرة يقودها المرتزق أحمد عبد الحبيب الشريف وصلت إلى عتق فجرا قادمة من المنطقة العسكرية الأولى التابعة للعميل علي محسن في سيئون قبل أن تواصل مسيرها إلى شقرة، أبرز معاقل الخونج هناك.
كما وصلت تعزيزات للأحمر من شبوة ومأرب تم الدفع بها إلى خطوط التماس بين قوات الخونج وقوات العميل طارق عفاش والانتقالي شرق مدينة زنجبار عاصمة أبين.
ويقابل تعزيزات الخونج تعزيزات للانتقالي الذي أرسل، الاثنين الماضي، أربعة ألوية عسكرية من عدن، مضيفاً إليها دفعة أخرى، الخميس، لتباشر انتشارها في منطقة الشيخ سالــــم، وقرن الكلاســـي، ومنطقة الكــــود، ووادي حسان. 
مستـوى التعزيـــزات التي حشد لها طرفا الارتزاق يُظهر أن محافظة أبين على موعد مع مواجهات باتت، بحسب مراقبين، كل الظروف مهيأة لها، في ظل تردٍّ شامل لكل مناحي الحياة ووضع اقتصادي مزرٍ يعيشه المواطنون.

مسلسل الاغتيالات والاختطافات في عدن
وفي صعيد الانفلات الأمني ومسلسل الاغتيالات والاختطافات الذي تشهده مدينة عدن المحتلة، أصيب القيادي في حزب الخونج محمد عقلان, أمس الأول, برصاص مسلحين في محاولة اغتيال تعرض لها.
وأوضحت مصادر أن مسلحين هاجموا سيارة عقلان، الذي يعمل نائباً لرئيس جامعة عدن، أثناء مروره في مدينة التقنية بمديرية المنصورة، وأصابوه بطلق ناري في الكتف نُقل على إثره إلى المستشفى، مشيرة إلى خضوعه لعملية جراحية.
كما اختفى شاب في المدينة بظروف غامضة وسط استمرار الاختطافات.
وقالت أسرة الشاب حسين سالم الجفري إن ابنها اختفى منذ فجر الثلاثاء أثناء خروجه لشراء احتياجات.
وأوضحت الأسرة أن الشاب استقل سيارته متجهاً إلى إحدى البقالات في منطقة إنماء لشراء بعض الأغراض، ولم يعرف بعدها أي أثر له أو للسيارة.
وكانت مديرة مدرسة الروضة بحي القلوعة، إيمان زبيدي، شكت أن نجلها عبد ربه عمر السبع، خرج من المنزل باتجاه مقر عمله في إدارة المرور، إلا أنه لم يعد، ليصل عدد حالات الاختفاء في مدينة عدن المحتلة خلال أغسطس إلى أكثر من 9 حالات.

ارتفاع غير مسبوق في الأسعار 
وتشهد مدينة المكلا، عاصمة محافظة حضرموت، أزمة وقود خانقة في ظل انهيار متواصل للعملة وارتفاع الأسعار, بعد أن وصل الدولار في المناطق المحتلة إلى 1500 ريال.
وقال مواطنون إن طوابير كبيرة من السيارات اصطفت أمام محطات الوقود في ظل انعدام مادة البنزين من المحطات.
 وكانت شركة النفط في حضرموت، التابعة لحكومة الفنادق، فرضت، الأربعاء، جرعة سعرية جديدة في أسعار المشتقات النفطية، متجاوزة التسعيرة المعلنة قبل أسبوع.
وحددت التسعيرة الجديدة للتر البنزين بـ890 ريالاً، ليرتفع سعر صفيحة البنزين سعة 20 لتراً إلى 17800 ريال بزيادة ثلاثة آلاف ريال عن التسعيرة السابقة التي رفعت فيها سعر صفيحة البنزين والديزل من 12200 ريال إلى 14800 ريال. على أن التسعيرة الجديدة محصورة في محطات الشركة (المغلقة)، ما يشير إلى أن الأسعار في المحطات التجارية سيتجاوز ذلك بكثير.
وشهدت أسعار السلع الغذائية والبضائع في المحافظات المحتلة ارتفاعاً جنونياً، على خلفية انهيار الريال اليمني مقابل العملات الأجنبية.
ووصل سعر الكيس القمح (50 كجم)، في محافظة لحج إلى 348000 فيما وصل سعر جالون زيت الطبخ سعة أربعة لترات إلى 9500 ريال.
ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي أكدوا أن الأسعار ارتفعت بنسبة 400%، بصورة لا يستطيع المواطن تحمل تكلفتها.
واتهم الناشطون تحالف الاحتلال بالتخطيط لتدمير البلاد واقتصادها وتحويل المواطنين في المحافظات المحتلة إلى متسولين، فيما تماهت حكومة الارتزاق مع ذلك المخطط وأصبحت أداة.

تظاهرة غاضبة في العند
في ظل ذلك، شهدت منطقة العند في مديرية تُبن بمحافظة لحج المحتلة، أمس الأول، تظاهرات غاضبة تنديداً بتدهور الأوضاع المعيشية والاقتصادية.
وقطع المشاركون في التظاهرات الخط الرئيس في منطقة العند، الرابط بين محافظتي لحج وعدن، وأحرقوا الإطارات التالفة؛ احتجاجاً على الانهيار المتسارع في سعر العملة المحلية وارتفاع أسعار الوقود والمواد الغذائية وتردي الخدمات الأساسية.
وطالب المحتجون بضرورة إقالة حكومة العميل هادي ورئيسها المرتزق معين عبدالملك لعجزهم عن معالجة التدهور المعيشي الذي فاقم معاناة المواطنين، الذين ضاق بهم الحال.
ودعا المحتجون الغاضبون إلى إنقاذ الشعب من الأزمات المتلاحقة جراء تجاهل "الشرعية" والتحالف لكوارث انهيار العملة الوطنية.
وتأتي التظاهرات الغاضبة في العند بعد أكثر من نصف شهر من احتجاجات شهدتها المنطقة نفسها، حيث قطع المحتجون الخط العام؛ تنديداً باستمرار تردي الأوضاع المعيشية والاقتصادية والأمنية التي تعصف بالمواطنين فــــي المحافظات المحتلة.
ورفع الغاضبون شعارات تطالب برحيل تحالف الاحتلال وأدواته من "الشرعية" و"الانتقالي".
وشهدت لحج، كغيرها من المناطق المحتلة، مطلع أغسطس الماضي، انتفاضة شعبية عارمة لمناهضة المشاريع التدميرية وسياسة التجويع والإفقار التي ينتهجها الاحتلال السعودي الإماراتي وأدواتهما، لصرف الأنظار عن المخططات والأجندات الرامية للسيطرة على الموانئ والجزُر الاستراتيجية والتحكم بحركة التجارة العالمية عبر السيطرة على مضيق باب المندب وجزيرتي ميون وسقطرى، بالإضافة إلى نهب الثروات النفطية والسمكية.