حاوره: طلال سفيان / لا ميديا -
حمير المصري.. اسم برز على الساحة الكروية اليمنية من خلال بوابات: الزهرة - 22 مايو حاليا مع الدمج (النادي الأم) وأهلي صنعاء, والمنتخبات الوطنية وبالذات "الأمل" منتخب الإنجاز العالمي.
مشوار طويل قطعه اللاعب والهداف المتألق منذ 3 أعوام في سلك التدريب وصناعة الأبطال مع فريقه الأم.
مؤخرا أوكلت إدارة مايو دفة قيادة الفريق الكروي الأول فنيا لابنها البار وسط ارتياح كبير من الكل في النادي وخارج النادي, ليبدأ مشوار طموح هذا النجم مع عالم اللعبة المجنونة.
صحيفة "لا" التقت مع مصري مايو وغاصت معه في حديث هذا أهم ما جاء فيه.

بداية مبكرة
 من أين بدأ حمير المصري مشواره الكروي؟
- خلال مرحلة الطفولة لعبت كرة القدم في الحارة، ثم التحقت مباشرة بفريق ناشئي (12 سنة) 22 مايو، وهناك تدربت على أيدي الكابتنين القديرين صالح السودي، وعلي باشا، اللذين كانا يدربان الفئات العمرية بالنادي.
 على يد أي مدرب تم تصعيدك للفريق الأول؟
- تم تصعيدي للفريق الأول لكروي 22 مايو عبر المدرب الكبير أمين السنيني، وكان تدرجي من الفئات العمرية إلى الفريق بشكل سريع، فقد خضت أول مباراة في الدوري الممتاز وعمري 16 عاماً، وكانت ضد التلال في عدن، ومدربنا حينها القدير أحمد علي قاسم، وفي تلك المباراة كلفت بمراقبة الكابتن شرف محفوظ هدَّاف العرب، والحمد لله قدمت مباراة ممتازة منذ الوهلة الأولى. طبعاً كان فريقنا هو الزهرة، وهذا الكلام قبل فترة الدمج وإطلاق اسم 22 مايو على النادي.
 لماذا اخترت 22 مايو؟
- لأن مركز تدريب نادي 22 مايو كان يقع بالقرب من منطقة سكني، والمسافة مهمة لاختيار اللاعب في فترة طفولته النادي الذي سينتسب إليه.

أفضل منتخب يمني
 كيف كانت تجربتك مع منتخب الأمل، رغم اختيارك ضمن قائمة اللاعبين المنظمين فور التأهل لمونديال فنلندا 2003؟
- كانت أروع وأجمل تجربة كروية مررت بها، وذلك من ناحية الأداء والتطور والاهتمام والرعاية والمعسكرات والمباريات الودية. لقد كان إعداد المنتخب من كل النواحي على أعلى مستوى، فقد خضنا مباريات تجريبية في أفضل دول العالم كروياً، وكان مستوى اللاعبين في المنتخب عالياً جداً، نتيجة الإمكانيات المتاحة والاهتمام الكبير من قبل القيادة في ذلك الوقت، والحمد لله قدمنا مستوى رائعاً في نهائيات كأس العالم للناشئين بمملكة فنلندا، وأعتقد أن منتخب الأمل هو أفضل منتخب مثل الكرة اليمنية حتى اليوم.

مباراة يتيمة
 كذلك كنت ضمن كوكبة "الأمل" المشاركة في بقية فئات المنتخبات الوطنية بعد المشاركة في ناشئي المونديال...؟
- نعم، صعدت مع المنتخب الوطني نفسه وبعد ذلك صعدنا للمنتخب الأول بقرار من وزارة الشباب والرياضة، ولعبنا عدة مباريات دولية، ثم عدنا للمنتخب الوطني الأولمبي وبعد الأولمبي تم اختياري مجددا للمنتخب الأول ولعبت معهم مباراة واحدة فقط.

تكريم مبالغ فيه
 كيف تنظر إلى الإنجاز الأخير لمنتخبنا الناشئ في بطولة غرب آسيا، والتكريم الذي حظي به؟
-التكريم كان مبالغاً فيه، وحتى الآن برأيي هو مناسب لحجم الإنجاز ولا داعي للزيادة نهائياً. المنتخب لعب أربع مباريات وحقق بطولة مهمة وغالية، وهي أول بطولة لاتحاد كرة القدم وللكرة اليمنية، وفي فئة الناشئين الإنجاز يبنى عليه ولا يحصل تكريم بهذه الطريقة المبالغ فيها. لا بد من العمل وتوفير الإمكانيات لتطوير اللاعبين، وهذا أمر مهم لهذه الفئة وأفضل من التكريم بالجوائز المالية وغيرها.
 بالمناسبة، هل حصلتم في منتخب الأمل على رصيد ممتاز من حقوق المكافآت؟
- حقيقة لم نحصل على حقوقنا كاملة حتى اليوم، وسأضرب لك مثالاً: حتى اليوم لم تصرف لنا الأراضي التي منحت لنا من قبل الدولة، إضافة لبعض الجوائز المعلن عنها وكذا التكريمات لم نحصل عليها.

مدرب بصلاحيات كاملة
 تم التعاقد معك مؤخراً لتدريب الفريق الكروي الأول لنادي 22 مايو؟
- أنا ومنذ حوالى العامين والنصف ضمن الجهاز الفني الأول لنادي 22 مايو، وكنت أحيانا أتولى تدريب الفريق، وأحياناً أكون مساعد مدرب مع بعض المدربين الذين قدموا للنادي كالمدرب محمد النفيعي، وفي الفترة الأخيرة إدارة النادي أوكلت لي مهمة التدريب وأعطتني الصلاحيات والثقة الكاملة، وأشكر رئيس النادي والهيئة الإدارية على هذه الثقة، وإن شاء الله أكون عند حسن الظن والثقة وأعيد 22 مايو إلى مكانه الطبيعي في الدرجة الأولى.

جهوزية تامة
 هل فريق 22 مايو جاهز أم أنك ستبدأ بوضع اللبنات كما تقول المصطلحات الفنية لكرة القدم؟
- نحن الآن في نادي 22 مايو نعتبر من الفرق الجاهزة وننتظر فقط تحديد رؤية الاتحاد لنظام تصفيات الدرجة الثانية، بمعنى أننا في البطولات الشتوية والملتقيات والمباريات الودية نقارع فرق الدرجة الأولى التي تعتبر أندية نخبة ونخرج أمامها بنتائج ممتازة، وإن شاء الله يكون هذا انعكاساً لأدائنا ومستوانا في دوري الدرجة الثانية.

هدفنا الإعداد وليس المنافسة
 هل سينافس 22 مايو معك اليوم على الملتقى الشتوي؟
- حالياً تركيزي مُنصب على منافسات دوري الدرجة الثانية، لكن أحب أن أؤكد لك أنني أدخل مع فريقي في أي بطولة للمنافسة، رغم أن عناصر فريقي صغيرة في السن، 80-90 في المائة من فريقي لا تتجاوز أعمارهم العشرين عاما، وأغلب لاعبي الفريق من ذوي الخبرة، بحدود 10 لاعبين انتقلوا إلى فرق أخرى بعد هبوط 22 مايو من الدوري الممتاز.
وبالنسبة للسؤال السابق، قبل 3 أشهر بدأت التدريب وقمت بتصعيد العديد من فئات الناشئين والشباب، واشتغلنا عليهم خلال الثلاثة الأشهر تمارين مكثفة وإعداداً بدنياً خاصاً وعاماً وأجرينا العديد من المباريات الودية مع أندية الأولى وحققنا انتصارات والحمد لله وصلنا لمرحلة ممتازة. وفي الملتقى الشتوي سيكون 22 مايو فريقاً للإعداد أكثر من كونه فريق للمنافسة على لقب الملتقى، لأننا في هذه المرحلة نحتاج للإعداد لدوري الدرجة الثانية وللوقوف على التشكيلة والأخطاء ومستويات اللاعبين وتحديد مكامن القوة والضعف في الفريق وتعزيز الفريق بلاعبين في المرحلة القادمة وكل هذا ترجمة لاهتمام الإدارة بعملية البناء والتكامل التي تمر على مرحلتين.

عودة الجديمة إلى بيته
 ماذا بعد عودة مدافع 22 مايو عماد الجديمة من العراق؟ ولماذا لم يحترف هناك؟
- عماد الجديمة بعد مشاركته مع المنتخب الوطني للشباب التحق بفريق 22 مايو، وبعد ذلك حصل على عرض احتراف من أحد الأندية في العراق وقدم العرض لإدارة النادي، ولي شخصياً، وتمت الموافقة على احترافه من قبلنا حتى لا نقف في وجه مصلحة اللاعب في الاحتراف خارجياً بما يساعد على تطوره والاستفادة منه في المنتخبات والأندية في الوطن، ولكن تعرقل أثناء وصوله لعدن للسفر إلى العراق مع اللاعبين ميلاد العميسي ومحمد هاشم بسبب تأخر استخراج تأشيرة الدخول للعراق والتذاكر، فتواصل معنا وقلنا له: عد إلى فريقك وبيتك 22 مايو وساعده على الصعود للأولى أفضل لك من الاحتراف في العراق، وأتمنى أن يكون احتراف اللاعب اليمني بصورة صحيحة والتواصل مع إدارة الأندية حتى يتسنى لها مخاطبة الأندية الخارجية الراغبة بلاعبينا في اليمن بصورة صحيحة ومصداقية وأمانة بدلاً من العشوائية والزيف والاحتراف الفاشل.

رفضت الاحتراف في لبنان
 عندما كنت لاعباً، هل حصلت على عروض احترافية خارجية؟
- أنا لعبت في مشواري بالملاعب فقط مع 22 مايو، كما خضت تجربة احتراف داخلية كانت ناجحة مع أهلي صنعاء ولخمسة مواسم، وخلال لعبي مع الأهلي كان يدربنا مدرب عراقي ثم انتقل لتدريب أحد الأندية في لبنان وقام بطلبي للاحتراف في لبنان، لكن درست هذا الموضوع بتمعن، ووجدت أن المبلغ المالي الذي سأحصل عليه في لبنان بسيط جدا مقارنة بما كنت أستلمه في الداخل وفضلت البقاء في صنعاء مع أسرتي وفريقي ووظيفتي.

رخصة التدريب قريباً
 هل حصلت على شهادات رخصة التدريب؟
- حصلت على عدة دورات تدريبية عربية وخارجية عبر تقنية الزوم، كما هو حاصل في العديد من الدول. سبق وطالبنا قيادة الاتحاد بإقامة دورات لنا كمدربين وطنيين في الخارج نتيجة استحالة حضور المحاضرين الآسيويين للبلد بسبب الأوضاع، ولكن لم نجد التجاوب، فقط تجاوب معي نائب رئيس الاتحاد بإعطائي دورة تدريبية في السعودية، ولكن لم أستطع مغادرة البلاد بسبب الأوضاع وكورونا، وإن شاء الله سأحصل على شهادات تدريبية (A وB وC) خلال هذا العام والعام القادم، التي تعتبر كرخصة للتدريب.
 من أكثر من شجعك في مشوارك كلاعب ومدرب؟
- أسرتي كلهم وقفوا إلى جانبي عندما كنت لاعباً، حتى وعندما أصبحت مدربا دعموني، إلى جانب دعم إدارة نادي 22 مايو ممثلة بالأستاذ علي البروي، والكابتن نبيل شملان، ووقوفهم معي ومنحوني الثقة، وإن شاء الله أكون عند حسن ظنهم.

استشهاد والدتي في "عرس سنبان"
 ما هو الموقف الأكثر ألما في حياتك، وآخر كان الأسعد لك؟
- أكثر موقف مؤلم تعرضت له في حياتي هو استشهاد والدتي في مجزرة عرس سنبان التي ارتكبها العدوان. والأكثر سعادة مر عليّ لحظة استدعائي لمنتخب الأمل. وهناك مواقف أخرى سعدت بها كتتويجي بالبطولات مع الأهلي و22 مايو، ومؤخراً تحقيق منتخبنا الوطني للناشئين لقب بطولة اتحاد غرب آسيا لكرة القدم.
 هل تتقبل النقد كابتن حمير؟
طبيعي أن أتعرض للنقد، سواء كنت فاشلاً أو حتى ناجح في عملي. هناك نقد بناء تستفيد منه وتبني عليه, وهناك نقد لمجرد استصغارك وإيذائك. بالنسبة لي أتقبل النقد الصادق وأقوم بتحليله لتصحيح مساري إذا كان يشوبه أخطاء معينة.
 ما هي أفضل مباراة لك؟ وما هي الأسوأ؟
الأفضل كانت مباراة فريقنا 22 مايو ضد التلال حامل اللقب وفزنا 3/0 في صنعاء, كانت مباراة أكثر من رائعة وسجلت أول أهدافها. والأسوأ كانت ضد نادي شباب الأردن في عمان ضمن تصفيات كأس الاتحاد الآسيوي وتلقينا فريق أهلي صنعاء خسارة كبيرة فيها.
 لاعب تمنيت اللعب معه؟
لعبت مع لاعبين كبار, وكنت أتمنى أن ألعب مع عملاقي نادي الزهرة والمنتخبات الوطنية الكابتن حسين جباري والكابتن عمر عبدالحفيظ, ومن خارج الزهرة الشقيقين عبدالرحمن وسالم سعيد, والكباتن معاذ عبدالخالق وسامي الحيمي وعلي النونو، وجل لاعبي أهلي صنعاء كنت أشعر معهم بالاطمئنان خلال لعبي معهم, بالإضافة لقائمة كبيرة مثلت الكرة اليمنية خير تمثيل ولا يتسنى وقت الحوار لذكر أسمائهم كنت أتمنى أن أنال شرف اللعب معهم.

بطولات على الماشي ليست حلاً
 كيف أثر عليكم توقف الأنشطة المحلية ككرويين؟
- سؤال جيد كنت أنتظره منك.. طبعا التوقف منذ العام 2015 أنهى جيلاً كاملاً من اللاعبين في الوطن, وبالذات من كانوا في سن 29 و30 سنة انتهوا إثر هذا التوقف, ومنهم لاعبون كبار كانوا يمثلون المنتخب الوطني. كذلك كانت الفترة تشهد ميلاد جيل جديد عانى صعوبات توقف الأنشطة الرسمية وعدم وجود التدريب اللازم لتطورهم. أتمنى أن يحظى جيل الكرة الجديد بالمشاركة قدما بعدد من البطولات على أن تكون بشكل مستمر ولعب مباريات كثيرة وليس على طريقة "بطولات على الماشي.. وأقمنا وشاركنا في بطولة طارئة" وهكذا من الفكر والكلام الذي لا يوجد حلولاً ملائمة. 

هجوم ظالم
 تعرض المدرب أمين السنيني لانتقادات حادة على خلفية نتائج المنتخب الأولمبي الخارجية مؤخرا. كيف ترى هذا الأمر؟
- برأي كان هجوماً ظالماً على الكابتن أمين السنيني، وذلك عطفا على فترة الإعداد للأولمبي ولمدة شهر في محافظة المهرة ولعبه وديات ضعيفة جدا هناك, وما قدمه المنتخب الأولمبي في غرب آسيا مقبول كنتيجة لما ذكر. كذلك أرى قبل أي هجوم على أي أحد في الجهاز الفني أو اللاعبين أو الاتحاد لا بد أن تسبقها محاسبة مبنية على ضوء الإعداد ثم تحقيق النتائج.
 كلمة قبل ختام الحوار...؟
أوجه رسالة لمنتخبنا الوطني للناشئين بطل النسخة الثامنة لكرة غرب آسيا, لاعبين وجهازين فني وإداري, أتمنى أن تحافظوا على هذا المنتخب وتبتعدوا عن الأجواء المحيطة بكم حاليا, والاهتمام بتوفير المعسكرات التدريبية والمباريات العالية المستوى, ويا ريت يتم تدعيم هذا المنتخب باللاعبين الموهوبين بين كل فترة وفترة، حتى نحافظ على المسار والروح التنافسية وإسعاد اليمنيين مرة أخرى.
 وكلمة تختتم بها حوارك معنا...؟
أشكرك أخي العزيز وأشكر صحيفتكم الرائعة "لا" وملحقها الرياضي, على هذا الاهتمام, والدعوة لهذا الحوار, كما أتمنى أن أتوفق في المرحلة القادمة كمدير فني للفريق الكروي الأول بنادي 22 مايو وتكون بداية انطلاقة في مسيرتي التدريبية. لدي طموح كبير وشغف لتحقيق الإنجازات وأنا أشتغل على ذلك بصورة مستمرة وأتمنى التوفيق من الله.