حاوره:  طلال سفيان/ لا ميديا
يظل أخي وصديقي الكابتن عصام إبراهيم لاعبا مميزا بالنسبة لي سواء في الملعب أو خارجه.
منذ صغره كان صاحب موهبة وشابا كان قمة في الإبداع والتميز. شاركته كرويا في الملاعب وكان صاحب اللياقة البدنية والمهارات الفنية التي لا يستهان بها، وفي الحياة، ولامسته إنسانا مخلقا وصاحب مواقف رجولية وأخوية .

فؤاد السيد - لاعب أهلي تعز سابقاً وحكم دولي حالياً
عصام إبراهيم الحميدي، النجم الصاعد بسرعة البرق من أتون أشبال أهلي تعز إلى المصاف الأول لفريق أحمر الحالمة.
نجم غاص في عالم النسيان مع الشياطين الحمر التعزاويين من هبوط وصعود في مرحلتين عصيبتين مرتا على النادي الأشهر – منذ 1986 حتى التسعينيات، ألحقها اللاعب الأحمر بالعمل في مجالي التدريب والإدارة.
صحيفة "لا" التقت مع ابن إبراهيم وخرجت معه بحوار رياضي عن مشواره وهمومه في المستطيل الأخضر وخارجه.

 كيف جاءت قصتك في البداية مع كرة القدم؟!
- بدايتي من الحارة، ثم المدرسة لألتحق بعدها وتحديداً في العام 1986 ضمن فريق 12 سنة بنادي أهلي تعز مع المدرب المصري محمود. وفي العام 1988 تم تصعيدي للفريق الأول عبر الكابتن عبدالله عتيق. وأول مباراة رسمية لعبتها مع الفريق الأول لأهلي تعز كانت ضد اليرموك في الدوري التصنيفي بعد الوحدة اليمنية.
  خلال بدايتك الكروية، من الذي شجعك ووقف معك؟!
-الفضل بعد الله يعود للكابتن يحيى فارع، والكابتن عبدالله عتيق ربنا يرحمه، والذي أشاد بي وكان أهم شخص دعمني حتى وصلت للفريق الأول.وفي مسيرتي استفدت من المدرب عبدالعزيز مجدور.

سبب ابتعادي عن المنتخب
 كيف جاء اختيارك للمنتخب الوطني للناشئين؟
- بعدما قدمت موسماً مميزاً مع أهلي تعز عام 1991، تم اختياري ضمن المنتخب الوطني للناشئين المشارك في التصفيات الآسيوية العام 1992 مع المدرب الوطني عبدالعزيز مجدور، وخلال معسكر المنتخب أصبت إصابة خطيرة أبعدتني عن المشاركة، بعدها تم التنسيق بين الاتحادين اليمني والقطري لكرة القدم على إجراء علاجي في الدوحة، والحمد لله أجريت عملية للركبة بعد معاناة طويلة من الإصابة وعدت للملاعب مجددا، وكان للمرحومان عبدالوهاب نعمان وعلي الأشول -رئيس اتحاد الكرة - فضل كبير في عملية سفري للعلاج في قطر.
 لكن لماذا توقف مشوارك دولياً على منتخب الناشئين؟
- لا، بالعكس، في العام 1995 تم اختياري ضمن المنتخب الوطني الأول على أساس المشاركة في اليابان، وبعد شد وجذب الاتحاد العام مع المدرب علي صالح عباد، تم استبعاد لاعبي فرق الدرجة الأولى من المنتخب والإبقاء على لاعبي أندية الدوري الممتاز، وهكذا لم أمثل الوطن دوليا مع المنتخب رغم المستوى الجيد الذي كنت أقدمه خلال تلك الفترة.
 لعبت أيضاً في أندية محلية غير أهلي تعز؟
- في الموسم الكروي 90/1991، ذهبت إلى وحدة صنعاء ومكثت معهم لمدة موسم ضمن فريقهم الأول، لكن ولعدم اكتمال الأوراق الخاصة باستقالتي من أهلي تعز فضلت العودة على إثر هذا الأمر للفريق الأم (أهلي تعز) ولم أشارك مع وحدة صنعاء إلا في مباريات ودية فقط.


الإصابة حرمتني من اللعب
 هل الإصابة ثم الغربة كانتا حائط صد أمام إكمال مسيرتك في الملاعب؟
- نعم وللأسف، إصاباتي المتكررة هي التي حرمتني من الاستمرار في ممارسة كرة القدم. توقفت عن اللعب نهائيا العام 1996 وفضلت أن أبحث عن رزقي وكانت الوجهة هي الغربة ورحلت إلى السعودية.

أجمل فترات الأهلي
 بعد عودتك من الاغتراب اقتحمت العمل الإداري الرياضي...؟
- وأنا مغترب في السعودية، كنت أتابع فريق أهلي تعز أولا بأول وكنت على تواصل مع الجميع، وخاصة رئيس النادي، وجمعتني علاقة مع بعض المغتربين من أبناء الأهلي وكنا نعمل على حل أي مشاكل تواجه نادينا.
وفي العام 2010 تم الاتفاق على المشاركة ضمن الإدارة الأهلاوية، حسب طلب بعض الإخوة، وخاصة المرحوم عبدالملك ثابت، ووقفت عملي في السعودية لمدة 6 أشهر وعدت إلى تعز، وعملت مشرفاً رياضياً للأهلي، وكانت فترة مميزة في عهد رئيس النادي رجل الأعمال عبدالرؤوف مرشد، بل وكانت من أجمل فترات الأهلي من كل النواحي.
 كنت لاعباً ومدرباً في آن، لكن ما هي مخرجاتك التدريبية في أهلي تعز؟
- كان عشقي لكرة القدم عالياً جداً لدرجة أن أعمل في مجال تدريب الفرق السنية بالنادي وأنا لاعب في الفريق الأول، وحقيقة لقد أنجزت فريقاً محترماً تكون من 20 لاعباً وكان لدي في تلك الفترة لاعبون مميزون بينهم المدرب حالياً في أهلي تعز محمد عقلان وكثيرون لو تم الاهتمام بهم لكانوا نجوماً في ملاعبنا.

اكتساب مهارات التدريب
 وخلال عملك مشرفاً رياضياً في الأهلي، ما الذي أنجزته؟!
- في العام 2013، تم تكليفي للعمل ضمن الإدارة الأهلاوية، وقبلها عملت مساعداً للمدرب الأردني القدير ماهر إسماعيل، وكانت هذه الفترة هي الأجمل من كل الفترات التي عملت فيها في المجالين الإداري والفني مع أهلي تعز، واكتسبت خلالها الكثير من فنون العمل في مجال التدريب الحديث لكرة القدم.
وعملت بعدها مشرفا رياضيا خلال نفس العام في الدور الثاني لمشاركة الأهلي في بطولة الدوري الأول، لكن الظروف كانت ضد الفريق وهبطنا للدرجة الثانية.

أندية بلا كادر مؤهل
 ما هي المشـكلة الأســاسـية التي عانى منهـا زمنيا أهلـي تعـز؟
- مشكلة أهلي تعــز مــن زمان هـــي نفسهـــا المشكلة التي تعاني منها كل الأندية اليمنية، وهي المادة والكادر المؤهل، ولاسيما في المجال الرياضي، وأركز هنا على نقطة الكادر المؤهل والذي لا يوجد في أغلب الأندية الرياضية في بلدنا الحبيب.
 هل مازلت ضمن الصميم الأهلاوي؟
- للأسف، أنا منذ بداية الأزمة التي يمر بها بلدنا والمتمثلة بالحرب عليها، فضلت الابتعاد عن النادي وكذلك عن العمل التدريبي أو الإداري خاصة مع عدم توفر فرص للعمل.

شروط تطوير الرياضة اليمنية
 وما الذي تحتاجه إذن الأندية اليمنية إذا كانت تفتقر للكادر المؤهل؟
- الأندية اليمنية تحتاج إلى أشخاص مؤهلين، تحتاج إلى ثورة رياضية وتوجه حكومي صادق، إذا لم يكن هناك تحرك حكومي في العمل الرياضي سوف يكون كل شيء رياضياً محلك سر. لا بد من ثورة في مجال البنية التحتية الرياضية وتأهيل الكوادر، وهذا من أهم الأشياء التي سوف تساعد بالارتقاء بمستوانا الرياضي.
نحن اليوم ومنذ الأمس نحتاج للكادر المؤهل، وليس عيبا أن نستقدم خبراء أجانب من أجل مساعدتنا في هذا الجانب من خلال برنامج زمني ويتم دعمهم بالأشياء المطلوبة.
 لماذا لا تسعى لخوض الدورات التدريبية؟
- منذ العام 2012 وحتى عامنا هذا لم يتم إقامة أي دورات تدريبية، لذلك أناشد رئيس الاتحاد العام لكرة القدم والأمين العام الاهتمام بكل اللاعبين السابقين وإلحاقهم بالدورات التدريبية وهذا أقل شيء.
 ما مدى العلاقة التي تجمعك اليوم بالأوساط الرياضية؟
- أنا تجمعني علاقات خاصة طيبة بأغلب اللاعبين والأندية في الوطن ودائما في تواصل معهم.


التكريم الحقيقي للناشئين
 كيف تقيم إنجاز ناشئي اليمن لغرب آسيا؟!
- المنتخب قدم وجهاً مشرفاً ومشرقاً خلال فترة البطولة، وكان الجميع عند المستوى المميز الذي قدم وحققوا اللقب النسخة الثامنة لبطولة اتحاد غرب آسيا لناشئي كرة القدم، وبالذات أنه تحقق في أرض الخصم الذي واجهك في النهائي، وهذا مكسب سيظل لعقود قادمة خاصة أن تفوز على أرض المنظم وأغلب الجمهور المتواجد في المدرجات هو جمهور بلدك.
المدرب قيس عمل الكثير من الأشياء التي أبهرت الجمهور اليمني المتابع لمشاكل المنتخب مع بداية الاستعدادات، كيف ترجم معاناة البداية إلى تحقيق البطولة؟! شخصياً أرى أن الكرة اليمنية كسبت مدرباً ذا كفاءة عالية وفريق كرة قدم حقيقياً إلى جانب الأخلاق العالية التي أظهروها.
وكل ما أتمناه من اتحاد كرة القدم عمل برنامج للمنتخب للأعوام القادمة من معسكرات إعدادية ومباريات ودية يلعبون فيها مع فرق دولية قوية لكسب الخبرة ودعم المدرب قيس بكل الإمكانيات.
 كيف ترى تكريم المنتخب؟ وبماذا تنصح؟
- مسألة التكريم من وجهة نظري هم يستحقون، خاصة أنهم حققوا أول كأس ولقب في بطولة خارجية لليمن، والتكريم الحقيقي لهذا المنتخب هو الاهتمام به حتى لا يندثر كمنتخب 2003.
 حالياً ماذا تعمل كابتن عصام؟
- أعمل حالياً مشرف ثانوية في مدرسة خاصة، وأحاول قدر الاستطاعة استقطاع جزء من وقتي في تأهيل اللاعبين وصقل مواهبهم، خاصة من خلال المشاركة في البطولات المدرسية. وهنا وعبر صحيفة "لا" أوجه شكراً خاصاً لإدارة مدرسة اليمن الكبرى ممثلة بالدكتور منير المخلافي والأستاذ محمد المسعودي لإتاحتهما لي فرصة عمل في هذا المجال.

نجوم لم يحتف  بهم
 لماذا غاب مهرجان الاعتزال عنك وعن أبرز لاعبي أهلي تعز؟
- بالنسبة لي لم أفكر بهذا الأمر أو حتى التطرق له من بعيد أو قريب، لكن أحب أقول: من المعيب جدا أن نجمين كرويين كبيرين كخالد الخولاني، وعيدروس المحضار، لم يحصلا على التكريم اللائق وإقامة مهرجان اعتزال لهما كونهما من أكثر النجوم الذين قدموا الكثير للأهلي والمنتخبات الوطنية.
 قرار ندمت عليه...؟!
- ندمت لعدم توقيعي مع نادي أهلي صنعاء واللعب معهم في الموسم الكروي 1996، رغم الاتفاق بيني وبين إدارة الأهلي.
 وقرار كنت سعيداً بإنجازه...؟
- قرار استمرار أهلي تعز بالمشاركة ببطولة الدوري في الموسم 2010، فترة توقف بعض الأندية عن المشاركة ومقاطعتهما للدوري، وإهدائنا البطولة لفريق العروبة بفوزنا على التلال بهدف وحيد في تعز، كما سعدت كثيراً بإشادة أسطورة اليمن والزمالك المصري علي محسن المريسي بي واختياره لي للمشاركة ضمن منتخب تعز في مواجهته لمنتخب عدن في مهرجان اعتزال الحارس العملاق عادل إسماعيل.

منجم مواهب
 هل مازال أهلي تعز رافداً للنجوم؟
- أهلي تعز، وبحسب موقعه الاستراتيجي في مدينة تعز (الجحملية، الكمب، وصالة، وحوض الأشرف، والشماسي) ذات الكثافة السكانية، يعد من أهم الرافدين لنجوم كرة القدم وغيرها من الألعاب الرياضية نتيجة كثرة المواهب في هذه المناطق منذ زمان.
 لاعب هو الأقرب لك، ولاعب تتوقع له مستقبلاً كبيراً؟
- النجم الفلتة خالد الخولاني، هو الأقرب لي. ولاعب نادي 22 مايو وقائد منتخبنا الوطني للشباب عماد الجديمة، هو لاعب المستقبل. الجديمة مدافع بمواصفات دولية إلى جانب إعجابي بلاعب منتخب الناشئين عادل عباس.

لاعب خيب ظني
 لاعب توقعت له الكثير لكنه خيب ظنك؟
- عمر جمال، شقيق الكابتن شادي جمال، لاعب كان بإمكانيات كبيرة جداً ومواصفات دولية، لكن للأسف لم يستفد منها وأنهى نفسه سريعا.
 من هو الأفضل في الملاعب لديك؟
- كلاعبين، محلياً جهاد عبدالرب، ومحمد صلاح عربياً، وكريستيانو رونالدو عالمياً. أندية: أهلي تعز وأهلي مصر وريال مدريد، وأشجع منتخبي مصر وإنجلترا خارجيا.
 لحظة حزينة في حياتك وأخرى سعيدة...؟
- الحزينة وفاة والدتي رحمها الله، كان أكثر وأعمق موقف أثر بي، حيث لم أحضر دفنها في مدينة تعز، نتيجة وجودي في السعودية وحصول مشاكل معي هناك.
وأسعد لحظة، بل لحظتين هما لحظتا ولادة ابنتيّ رهف وربى.
 ماذا تحب أن تقول هنا لرهف وربى؟
- أقول لابنتي الكبرى رهف والصغرى ربى: ربنا يحفظكما ويخليكما لي طول العمر. وأتمنى لكما النجاح والسعادة والتوفيق. بالمناسبة "ربى" هذا العام جاءت الأولى على صفها (تاسع) ورهف حصلت على معدل 86% أول ثانوي.
 كلمة قبل ختام الحوار...؟
- أتمنى أن توقف الحرب على بلدنا وتعود بسمة اليمنيين. أيضا أتمنى أن يكرم منتخبا الشباب والأولمبي الوطنيون نتيجة ما قدماه من مستوى فني عالٍ في مشاركتهما (الشباب بقيادة المدرب الوطني محمد النفيعي في كأس العرب بمصر، والأولمبي في غرب آسيا في العراق).
 كلمة أخيرة...؟
- أشكرك أخي وصديقي طلال، وأشكر صحيفة "لا" بقيادة صديقي الرائع صلاح الدكاك وبقية طاقمها المميز، وكامل التوفيق لملحق "لا الرياضي" ومزيداً من تسليط الأضواء على رياضتنا بحلوها ومرها.