شايف العين / لا ميديا -
في الـ25 من محرم كل عام، يتجه الألوف المؤلفة من شعب الأنصار حشودا غفيرة إلى الساحات المركزية بالعاصمة والمحافظات الحرة لإحياء ذكرى استشهاد الثائر المجدد الإمام زيد عليه السلام.
ويخرج أبناء الشعب اليمني اليوم الثلاثاء، في مسيرات جماهيرية غفيرة بمختلف محافظات جغرافيا السيادة، لإحياء الذكرى الـ1322 لاستشهاد “حليف القرآن” الإمام زيد بن علي بن الحسين عليه السلام.
فقد حددت اللجنة المركزية المنظمة للفعاليات، 18 ساحة في العاصمة صنعاء و10 محافظات لاستقبال الجماهير الغفيرة المحتفية بذكرى استشهاد الإمام زيد.
وقررت اللجنة المنظمة للفعاليات تحديد ساحتي شارع المطار ومسجد الشعب في العاصمة لإحياء الذكرى صباح اليوم.
وحددت اللجنة ساحة المدينة في محافظة ذمار، وساحتي مديريتي المتون والمراشي بمحافظة الجوف، أماكن لإحياء الفعالية.
وفي عمران اختارت اللجنة المنظمة ساحة المدينة لاستقبال أبناء المحافظة المشاركين في إحياء الفعالية، ومثلها محافظة حجة التي ستستقبل أبناءها في ساحة المدينة لإحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد.
من جانبها تحتضن محافظة صعدة ذكرى استشهاد الإمام زيد في ثلاث ساحات حددتها اللجنة المنظمة وهي المدينة والمرازم وشعارة.
بدورها تحيي محافظة الحديدة ذكرى استشهاد “حليف القرآن” بفعالية مركزية تقيمها في مدينتها، أما ريمة فحددت لجنتها المنظمة ساحة مركز المحافظة بمديرية الجبين لاستقبال أبنائها من مختلف مديرياتها لإحياء الفعالية.
وفي تعز يحتشد أبناء المحافظة في ساحة الحوبان بمديرية التعزية، والتي تم تحديدها لإحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام.
إلى ذلك تتجه الجموع الغفيرة من محافظتي مأرب والبيضاء إلى خمس ساحات مختلفة حددتها اللجنة المنظمة لإحياء الفعالية في مديريتي الجوبة وبدبدة للأولى، وساحات مدينة البيضاء ومدرسة طارق بالسوادية وكلية التربية برداع للثانية.
ويأتي الاحتفاء بذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام بالفعاليات المركزية، عقب المئات من الفعاليات التحضيرية المتنوعة بين ثقافية ووقفات وأمسيات وندوات والتي نظمتها مختلف مديريات محافظات جغرافيا السيادة، عقب تدشينها بالعاصمة صنعاء يوم الأحد الموافق 16 محرّم 1444هـ/ 14 اغسطس 2022.
وأكدت جميع الفعاليات التحضيرية على مدى تسعة أيام على أهمية إحياء ذكرى استشهاد الإمام زيد عليه السلام لاستلهام الدروس والعبر من تضحيته أثناء مواجهته الطغاة والمستكبرين.
وشدد أبناء الشعب المشاركون في تلك الفعاليات على تمسكهم بمبدأ الجهاد للحفاظ على الأمة من الضلال والانحراف، واتخاذهم نهج الإمام زيد والسير على دربه في مواجهة الطغيان والاستكبار.
أما عن صاحب المناسبة، فهو الإمام الثائر زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، والمعروف بـ”حليف القرآن” ومجدد المائة الهجرية الأولى.
ووفقا للمعلومات المتوفرة في السير المروية تاريخيا، ولد الإمام زيد في المدينة المنورة سنة 75هـ، وتتلمذ على يد والده المعروف بالإمام زين العابدين حفيد الإمام علي عليه السلام.
وقد سُمي الإمام زيد “حليف القرآن” لكثرة خلواته التأملية مع كتاب الله، ولأنه كان لا يأنس إلا إليه، وفي هذا يقول عليه السلام: “خلوت بكتاب الله عز وجل أقرؤه وأتدبَّرُه ثلاث عشرة سنة”.
ويعد الإمام زيد بن علي أول من ألّف في تفسير القرآن كتاباً على قُربِ عهدٍ من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، سماه “تفسير غريب القرآن”، وأول من جمع الحديث النبوي في مجموع واحد لعلوم شتى من فنون الفقه ومسائله وأبوابه “المجموعان الحديثي والفقهي”، وله العديد من المؤلفات مثل: كتاب الإيمان، كتاب الرد على المرجئة، كتاب الخطب والتوحيد، كتاب الاحتجاج في القلة والكثرة وكتاب فضائل أمير المؤمنين وغيرها.
وتشير الروايات التاريخية إلى أن الإمام زيد بن علي بن الحسين عليهم السلام، استشهد في الكوفة يوم الجمعة الموافق 25 محرم 122هـ وعمره لم يتجاوز الـ47 عاما، عقب رفعه لواء ثاني ثورة شهدها الإسلام بعد استشهاد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام، هزت كيانات الأنظمة المستكبرة وكشفت زيف أوراق المنافقين الذين لايزالون أحد أبرز معاول الهدم الناخرة في جسد الأمة الإسلامية منذ بزوغ فجرها وحتى اليوم، فيما كانت الثورة الأولى هي ثورة الإمام الحسين بن علي سبط رسول الله.
وبخصوص حرص أبناء الشعب اليمني على إحياء المناسبة وغيرها من المناسبات التي تتعلق بالثوار من آل بيت رسول الله، فيأتي لحاجتهم الماسة لاستذكار أهمية التضحية وبذل النفس والمال في سبيل الحق وإعلاء كلمة الله، خصوصا في وضعهم الراهن وهم يواجهون عدوانا تحالفت فيه أعتى قوى الشر والظلم والطغيان حول العالم.
ولعل أبرز أسباب تمسك شعب الأنصار تاريخيا بمثل هذه المناسبات هو ارتباطهم الوثيق منذ بداية الإسلام بالرسول الأكرم والعلاقة الكبيرة التي جمعتهم بأمير المؤمنين علي بن أبي طالب إلى درجة أن الأخير أثنى عليهم في إحدى قصائده بقوله: “ولو كنت بواباً على باب جنة... لقلت لهمدان ادخلوا بسلام”.
لا يخفى على أحد أن اليمنيين قاتلوا وجاهدوا مع رسول الله والإمام علي في جميع معاركهم وأهمها غزوات أحد، الخندق، صفين، النهروان ويوم الجمل، وسطروا خلالها أروع الملاحم البطولية.
كما أنهم بعد وفاة رسول الله انضموا إلى صف علي بن أبي طالب ولم يتركوه، وكانوا يحبونه ويرونه منهم ويراهم منه فهم أسلموا على يديه ونصروه ونصروا كل من أتى بعده من أبنائه وأحفاده الثوار السائرين على نهجه والحاملين رايته ولواءه، أمثال الإمام زيد بن علي (عليه السلام) وقبله جده الإمام الحسين (عليه السلام).