تقرير / لا ميديا -
بعد أسبوعين من عودته إلى عدن، يشد المرتزق رشاد العليمي الرحال مرة أخرى إلى الرياض رفقة نائبه التكفيري أبو زرعة المحرمي؛ فالأمور على أرض الواقع ليست كما كانت تتوقعها سلطات ابن سلمان في الرياض ولا قوات احتلالها في عدن. والقوات التكفيرية التي تم اعتمادها مؤخرا تحت مسمى «درع الوطن» مازالت هي نفسها بحاجة إلى درع يقيها الاشتباكات التي تحدث بين فينة وأخرى مع فصائل الإمارات، التي سارعت إلى تطويق معاشيق، حيث يتصارع أدوات الاحتلال حول من يسيطر عليه، فيما المشهد أكثـر دراماتيكية على البوابة الشرقية لعدن. 

أكدت مصادر مطلعة أن فصائل ما يسمى «المجلس الانتقالي»، الموالي للاحتلال الإماراتي، طوقت، اليوم، مقر إقامة رئاسي وحكومة الفنادق في مدينة عدن المحتلة، بغية اقتحامه والسيطرة عليه.
يأتي ذلك بعد ساعات من فرار المرتزق رشاد العليمي، المعين من قبل الاحتلال رئيسا لما يسمى مجلس القيادة، إلى الرياض برفقة نائبه التكفيري أبو زرعة المحرمي.
وقالت مصادر محلية إن وحدات مما تسمى ألوية الدعم والإسناد، التابعة لمرتزقة «الانتقالي»، انتشرت في محيط قصر معاشيق.
وأوضحت المصادر أن مجاميع أخرى انتشرت في شوارع مديرية خور مكسر، في ظل توتر عسكري بين أدوات الاحتلال يرفض انتقالي الإمارات على إثره تسليم معسكراته والمواقع الحساسة في المدينة المحتلة لفصائل ما تسمى قوات درع الوطن الموالية للاحتلال السعودي والتي يريد الأخير إحلالها محل فصائل «الانتقالي».
إلى ذلك، اندلعت اشتباكات مسلحة، اليوم، في مديرية البريقة، أسفر عنها سقوط مصابين من الطرفين.
وقالت مصادر محلية إن عناصر يتبعون أحد قيادات في مرتزقة «الانتقالي» أطلقوا النار على نقطة عسكرية لـ«قوات درع الوطن» في البريقة، ما أدى إلى اندلاع اشتباكات عنيفة بين الطرفين.
ولم تعرف بعد أسباب ودوافع الاشتباكات وما إذا كان ذلك تدشينا لمعركة مرتقبة بين فصائل الاحتلالين السعودي والإماراتي للسيطرة على المدينة.
وكان المرتزق رشاد العليمي غادر عدن إلى العاصمة السعودية الرياض، بعد أسبوعين من عودته، في ظل حديث لوسائل إعلام المرتزقة عن جولة أوروبية تشمل بلجيكا وألمانيا.
فرار العليمي يأتي في ظل خلافات محتدمة مع انتقالي الامارات الذي يرفض تسليم معسكراته في عدن للفصائل التكفيرية التابعة للعليمي والموالية للاحتلال السعودي.
وتسود مدينة عدن توترات غير مسبوقة بين أدوات الاحتلال منذ عودة العليمي قبل أسبوعين إلى عدن قادما من الرياض، وإصداره قرارا بتشكيل مجاميع تكفيرية ضمن قوات تسمى «درع الوطن»، وهي نفسها القوات التي كان الاحتلال السعودي قد شكلها وقدم كافة أشكال الدعم والتدريب لعناصرها التكفيرية.
وفي سياق محاولة الاحتلال السعودي استقطاب قيادات الانتقالي العسكرية إليها وضمها لـ«درع الوطن»، إفراغا للمجلس من قياداته وقواته، كشفت القوة العسكرية التي وصلت الخميس الماضي إلى عدن قادمة من شرورة جنوب السعودية، أن جزءاً من هذه القوات مشكلة من المنتمين أساساً لانتقالي الإمارات ضمن قوات ما يعرف بـ«الأحزمة الأمنية» و«النخبة» و«الدعم والإسناد».
وفوجئ انتقالي الإمارات، الخميس، بوصول التكفيري إسماعيل الصبيحي، القيادي السابق في «الحزام الأمني»، إلى عدن، على رأس قوة تحت تسمية «درع الوطن»، والتي دفع بها الاحتلال السعودي إلى عدن قادمة من شرورة، حيث تم تجنيد مجاميع تلك القوات من التكفيريين وعناصر «داعش» والقاعدة التكفيريين.
وكان الصبيحي سابقاً قائداً لـ«قوات الحزام الأمني» التابعة للانتقالي في منطقة المنصورة بعدن، وظل قائداً لهذه الفصائل من العام 2021 حتى وقت قريب، حيث فوجئ الانتقالي بأنه أصبح قائداً ضمن قيادات «درع الوطن» التي تتبع الاحتلال السعودي.
واعتبر مراقبون أن انضمام الصبيحي لفصائل الاحتلال السعودي ضربة موجعة تنبئ بانشقاقات ستتوالى في صفوف قادة الفصائل التابعة للانتقالي، والتي تريد ترتيب وضعها لمرحلة ما بعد طي صفحة المجلس.
وأشار المراقبون إلى أن قوات الاحتلال السعودي استطاعت استقطاب قادة آخرين إلى جانب الصبيحي بعد أن سمحت لهم بالعودة ليكونوا ضمن قوام القوات الجديدة.
وكان عدد من قيادات فصائل الانتقالي وصلوا عدن، اليوم، أبرزهم المرتزق الخضر حمصان، قائد ما يسمى «اللواء الثامن صاعقة»، في طل توقعات بوصول المزيد من قادة الفصائل الإماراتية خلال الأيام المقبلة.
وفي محافظة أبين المحتلة، البوابة الشرقية لمدينة عدن، خيمت الخلافات، اليوم، بين أدوات الاحتلال، إثر إصدار الخونجي إبراهيم حيدان، المعين من قبل الاحتلال وزيرا لداخلية الفنادق، قرارا بتعيين أحد المقربين من التكفيري وليد الفضلي، صهر العميل علي محسن، رئيسا لأركان حرب ما تسمى قوات الأمن الخاصة التابعة لخونج التحالف.
وأفادت مصادر قبلية بأن الفضلي، المعين وكيلا أول لمحافظة أبين المحتلة، هدد بفرض القرار بالقوة، ما تسبب بحالة انقسام في صفوف قوى الارتزاق التي تتقاسم النفوذ في أبين، حيث كشف سالم حيدرة الدحوري، المعين مديرا عاما لزنجبار، عن توجيه محافظ الانتقالي بإلغاء القرار الجديد.
وبحسب المصادر فإن القرار الذي أصدره حيدان يأتي في سياق تسليم المحافظة للقوات الجديدة وطرد فصائل «الانتقالي» التي أعلنت اليوم رفع جاهزيتها استعدادا لتلك التوقعات.
وأصدر ما يسمى محور أبين، الذي يخضع لسيطرة المرتزق مختار النوبي، بيانا يتوعد فيه بالتصدي لأية قوة تحاول السيطرة على المحافظة التي تمثل البوابة الشرقية لعدن.
وأشار بيان النوبي إلى رفض الانتقالي قرار حيدان ورفض محاولات نشر قوات «درع الوطن».
ومع أن «محور أبين» يقوده المرتزق سند الرهوة، قائد الحماية الرئاسي للعميل هادي سابقا، إلا أن بيان النوبي يعكس حجم استمرار الانقسام والتمرد على سلطة العليمي، وهو ما ينذر بانفجار الوضع في المحافظة التي تتعرض فيها فصائل الانتقالي لاستنزاف يومي تتهم فصائل الخونج بالمشاركة فيها.