تقرير / لا ميديا -
مسرحية الساعات الأخيرة من مساء أمس الأول انتهت بتحويل الاحتلال السعودي معين الفنادق إلى بطل يستطيع فرض وجوده في عدن، بغض النظر عن إجلائه إلى "مكان آمن"، بعد اقتحام فصائل التكفيري أبو زرعة المحرمي لمعاشيق. وفيما حاول كل من العليمي ومعين استغلال الحادثة لصالحهما، تنصل منها المحرمي خوفا من استهدافه من قبل الاحتلال السعودي الذي وصف فصائله بالإرهابية.

أجلت قوات الاحتلال السعودي، اليوم، مرتزقها معين عبدالملك، رئيس حكومة الفنادق وذلك في أعقاب اقتحام مقر إقامته من قبل فصائل التكفيري أبو زرعة المحرمي بمدينة عدن المحتلة.
وأفادت مصادر محلية بأن قوة تابعة للاحتلال السعودي نقلت المرتزق معين من معاشيق إلى معسكر لتحالف الاحتلال بالمدينة، فيما لم يعرف بعد ما إذا كانت تنوي إعادته إلى معاشيق أم سيتم دفعه إلى مغادرة عدن بعد يومين من عودته ضمن ترتيبات سياسية جديدة للاحتلال السعودي الإماراتي.
وصعد الاحتلال السعودي، اليوم، من حملته الإعلامية ضد المحرمي وفصائله على خلفية اقتحام ومحاصرة معاشيق، وذلك بعد إعلانه رسميا استعادة السيطرة على قصر معاشيق عقب سقوطه بيد فصائل ما تسمى "قوات العمالقة" الجنوبية التابعة للتكفيري أبو زرعة المحرمي والموالية للاحتلال الإماراتي.
ووصف الكاتب سعد العمري، المقرب من سفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر، فصائل المحرمي بـ"الإرهابية".
وقال العمري في تدوينة على تويتر: "لاذت المليشيات بالفرار بعد اتصال من الدكتور رشاد العليمي"، مضيفاً: "يصيحون من غياب الخدمات والحكومة وإذا حضرت طردوها".
وختم مخاطبا مرتزقة "العمالقة": "إذا كنتم لستم أكفاء لحصاركم وتهديداتكم فمثل هذه التصرفات تؤكد أنكم حمقى جبناء".
والحملة التي يتهم السفير السعودي لدى اليمن، محمد آل جابر، بقيادتها كون أغلب الناشطين السعوديين يعملون في مكتبه تأتي مع استكماله تفكيك الفصائل التي يقودها المرتزق عيدروس الزبيدي في عدن وهو ما يشير إلى بدء السفير شيطنة "العمالقة" تمهيدا لتطبيق سيناريو الهيكلة عليها.
إلى ذلك، أبدى ما يسمى "المجلس الانتقالي"، الموالي للاحتلال الإماراتي، اليوم، مخاوف من استهداف نائب رئيسه الأول المرتزق أبو زرعة المحرمي، بالتزامن مع وسم السعودية لفصائل المحرمي بـ"الإرهاب".
وعبر ناشطون بارزون في "الانتقالي" عن مخاوفهم من أن تكون الخطوة مقدمة لاستهداف المحرمي الذي لايزال يشكل الذراع الأقوى داخل المجلس الذي تعرضت قياداته كعيدروس الزبيدي وفرج البحسني للتهميش والتقليص، في حين اعتبرها آخرون محاولة من معين لإيجاد عذر لمغادرة عدن وهو ما قد يثقل الانتقالي بعبء الخدمات المنهارة في أهم معاقله.
وبحسب مراقبين، فإن انتقالي الإمارات، الذي فتح أبواب عدن قبل يومين لعودة رئيس حكومة الفنادق معين عبدالملك، رغم مطالبه السابقة بإقالته، يخشى من تبعات التطورات الأخيرة التي قد تقلص مزيدا من نفوذه في عدن.
وفي سياق سعي المرتزق معين لوضع خصومه في مأزق جديد، سارعت قيادات بارزة في "الانتقالي" إلى نفي محاصرة فصائل المحرمي لمعاشيق واقتحامه من قبلها، بالقول إن وفد "مرتزقة العمالقة" الذي قصد مكتب معين كان مدنيا وفي جعبته ملفات لمناقشتها مع الأخير الذي يتهرب من صرف موازنة خاصة بإنشاء معاهد تأهيل وتدريب تابعة لها.
كما سارعت فصائل المحرمي إلى إصدار بيان تنصلت فيه من قيامها بأية عملية اقتحام لمقر إقامة رئيس حكومة الفنادق.
وأوضح بيان لهذه الفصائل أن "وفد العمالقة كان ينتظر خروج معين لكنه تبين أنه خرج من بوابة أخرى وانتقل مباشرة إلى مقر إقامة رشاد العليمي قبل تسريب أنباء محاصرته".
وجاء بيان "العمالقة" عشية تصعيد من قبل الاحتلال السعودي ضد الانتقالي، وتهديدات بالحرب عليه "بحجة تمرده على التحالف"، وفق ما نقله القيادي أحمد الفيفي.
وفيما تنصل مرتزقة "العمالقة" من عملية اقتحام قصر معاشيق، أكد العميل رشاد العليمي الواقعة.
وعلى الرغم من البيان الذي حاول التنصل من الحادثة، إلا أن العليمي نفى رواية "العمالقة" بإصدار تصريح أكد واقعة اقتحام القصر ممن وصفهم بـ"بعض حراسته"، مكلفاً وزير دفاعه بالتحقيق في ذلك.
كما أكد المرتزق معين عبدالملك الحادثة وأسباب احتجازه من قبل فصائل المحرمي، بالقول إن الأخير حاول إجباره على توقيع صفقات لصالح رجل أعمال يافعي مقرب من المحرمي يدعى حسين بن شعيلة.
وأوضح ناشطون تابعون لمكتب معين الفنادق أن الصفقات تضم  قطاعات عدة أبرزها الوقود والكهرباء، وأن معين رفض اعتماد موازنات خاصة بمشاريع فصائل المحرمي خصوصا تلك المتعلقة بإنشاء معاهد تدريب وتأهيل عسكري.
وبحسب محللين سياسيين، فإن المزاعم التي أوردها مكتب معين عبر ناشطيه مجرد محاولات لتجميل صورة معين الفنادق الملطخة بالفساد والعمالة، بغرض إلهاء الشارع في الجنوب المحتل عن مطالب إقالته، مؤكدين أن الاحتلال السعودي يحاول استغلال المسرحية التي تمت بتواطؤ من انتقالي الإمارات لإظهار معين بصورة الحريص على المال العام، في الوقت الذي تنضح فيه كافة القطاعات بفساد معين وحكومته.
وأكدوا أن دعوات انتقالي الإمارات المتكررة إلى إسقاط حكومة الفنادق هي مجرد دعوات جوفاء تصب في النهاية لتكريس واقع الفساد والنهب وغياب الخدمات، مشيرين إلى أن قيام فصائل الانتقالي، بقمع تظاهرة اليوم في مدينة المعلا، دليل واضح على تماهي أدوات الاحتلال في ما بينها.
وكانت مواجهات اندلعت، اليوم، بين فصائل الانتقالي ومحتجين منددين بانهيار الخدمات وتحديدا الكهرباء في مديرية المعلا بمدينة عدن المحتلة.
وأفادت وسائل إعلام بفض فصائل الانتقالي بالقوة احتجاجات لمتظاهرين، بعد اشتباكات معهم في مديرية المعلا، مشيرة إلى قيام الفصائل بإطفاء نيران أشعلها المحتجون بإطارات السيارات وتسببت في إغلاق الشوارع الرئيسية في المديرية.
وألقت الأزمة المفتعلة بظلالها على الخدمات خصوصا الكهرباء التي انهارت بشكل مفاجئ اليوم، حيث بلغت معدلات الإطفاء نحو 9 ساعات مع انطفاء محطة الحسوة إحدى أهم محطات توليد الطاقة.