تقرير / لا ميديا -
مرة أخرى، يبحث العميل العليمي عن عاصمة افتراضية لمجلسه،  فمن عدن إلى مأرب إلى حضرموت إلى المهرة تستمر رحلة التيه، وتصبح صفحة الواتسأب  هي الأقرب واقعاً والأقل افتراضاً، حيث يستطيع الدخول إليها من أدنى غرفة فندقية في الرياض. 
ففيما العودة إلى عدن استبعدها آل جابر إلى أجل غير مسمى، اعتبرت قبائل  المهرة أن أي زيارة للعليمي إلى محافظتهم غير مرحَّب بها،   وأنها ضمن مخطط تمكين الاحتلال لا أكثر.

تصاعدت، اليوم، في محافظة المهرة المحتلة، حدة الرفض الشعبي والقبلي لزيارة مرتقبة للعميل رشاد العليمي رئيس ما يسمى مجلس القيادة المشكل في الرياض.
وأبدى ناشطون من أبناء المهرة غضبهم إزاء الترتيبات التي تجري من قبل الاحتلال لاستقبال العليمي في المحافظة.
كما تداول الناشطون مقطع فيديو لرئيس الاعتصام السلمي في المهرة، الشيخ القبلي البارز علي سالم الحريزي، يهاجم فيه العليمي ويصفه بالعميل.
يظهر الحريزي، في مقطع الفيديو، متهماً العليمي بالتخابر لصالح دول أجنبية ضد مصلحة البلد.
وتأتي تصريحات الحريزي عشية ترتيبات للاحتلال السعودي لإعادة العليمي إلى المهرة، كما تأتي ضمن تصعيد شعبي مستمر منذ أيام للمطالبة بتوفير الخدمات وأبرزها الكهرباء.
وتخشى قبائل المهرة أن تؤدي عودة العليمي إلى المحافظة لتفجير الوضع هناك بين الفصائل الموالية للاحتلال، وهو سيناريو اتخذه تحالف الاحتلال لإركاع القوى القبلية والوطنية المناهضة له، لاسيما في المهرة، التي تحظى بالتفاف قوي حول مناهضة الاحتلال والوجود الأجنبي، وسط تحضيرات وترتيبات مكثفة من قبل سلطات الارتزاق لاستقبال العليمي، في إطار مساعي تحالف الاحتلال لتطبيع الأوضاع وفق أجنداته في المحافظة الاستراتيجية الحدودية مع سلطنة عمان.
وبحسب مراقبين، فإن هذه الزيارة ستزيد حدة السخط في أوساط أهالي وقبائل المهرة، الأمر الذي قد يقود إلى تفجير الأوضاع في المحافظة.
وشهدت محافظة المهرة، اليوم، ترتيبات تنبئ بقرار نقل عاصمة المرتزقة من عدن، في أعقاب اقتحام مقر إقامة حكومة الفنادق في المدينة التي يسيطر عليها انتقالي الإمارات.
وأفادت مصادر في ما تسمى شركة النفط في المهرة بأن توجيهات قضت بتأثيث وتجهيز «القصر الجمهوري» بمدينة الغيضة، مشيرة إلى خصم نحو 200 مليون ريال من حساب الشركة لصالح تأثيث القصر.
وتوقعت المصادر أن يكون تأثيث القصر يهدف لإقامة دائمة للعميل العليمي، وأن تأثيث القصر جزء من ترتيبات واسعة في المحافظة لعودته بدعم سعودي.
ودفعت قوات الاحتلال السعودي، اليوم، بقوات عسكرية جديدة إلى محافظة المهرة.
وأفادت مصادر إعلامية بوصول قوة كبيرة إلى مطار الغيضة، موضحة بأن الوحدة التي تم نقلها هي من القوات الخاصة بحماية كبار الشخصيات.
ولم يحدد حالياً مكان انتشار القوة الجديدة، رغم احتفاظ قوات الاحتلال السعودي بانتشارها في العديد من مناطق المحافظة؛ لكن تزامنها مع تقارير عن عودة مرتقبة للعليمي يشير إلى أنها في إطار ترتيب تأمينه.
وكانت ما تسمى قوات المنطقة العسكرية الثانية، التي يتبعها محور الغيضة العسكري، أعلنت رفع الاستعداد القتالي في صفوفها، في حين شهدت الغيضة لقاءات ضمن مدراء الاستخبارات والمحافظ.
وتأتي الترتيبات العسكرية والأمنية في وقت تشهد فيه المهرة تحركات للانتقالي، حيث ينفذ أتباعه منذ أيام تظاهرات في مناطق عدة بالعاصمة الغيضة تنديداً بتدهور الخدمات خصوصاً الكهرباء.
ويتوقع أن تشكل زيارة العليمي المرتقبة للمهرة استفزازاً أكثر لانتقالي الإمارات، الذي يتهم العليمي بمحاولة التفرد بالسلطة ونقل العاصمة من عدن، خصوصاً وأنها تأتي في وقت تعيش فيه عدن أزمة جديدة عقب اقتحام فصائل المحرمي مقر حكومة الفنادق في المعاشيق.
ويرى مراقبون أن طرْقه بوابة المهرة في أعقاب فشل إقامته في حضرموت، مؤشر إلى مساعي العليمي توجيه صفعة للانتقالي، خصوصاً وأنها تأتي بعد يومين فقط على اقتحام قصر المعاشيق، الأمر الذي أدى إلى قيام سفير الاحتلال السعودي محمد آل جابر، اليوم، بإلغاء عودة حكومة الفنادق إلى عدن.
وأفادت مصادر حكومية بأن توجيهات من آل جابر، قضت بإرجاء عودة وزراء وأعضاء برلمان الفنادق إلى عدن، حيث كان عشرات المسؤولين المقيمين في فنادق الرياض يستعدون للعودة بناء على توجيهات سابقة أصدرها العميل العليمي في وقت سابق  ضمن اتفاق مع انتقالي الإمارات.