تقرير: مارش الحسام / لا ميديا -
لم تدخر أمريكا جهدا أو وسيلة إلا وسخرتها لكسر الحصار اليمني على كيان العدو الصهيوني. حصار استعصى على أوراق واشنطن الدبلوماسية والعسكرية والاقتصادية في زحزحة الموقف اليمني تجاه فلسطين. يحسب للإدارة الأمريكية أنها نجحت فقط في مراكمة الإخفاقات كما لو أنها تتبع كتالوجا أو دليلا إرشاديا فاشلا.

بعد فشلها في حشد تحالف دولي كان على واشنطن تكرار الفشل بورقة أخرى، وهي اللجوء الى الخيار العسكري الذي سرعان ما أثبت فشله بعد ساعات من سريان العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن، إذ صعدت المقاومة اليمنية عملياتها باستهداف السفن المرتبطة بـ«إسرائيل» بل ووسعت بنك أهدافها إلى مهاجمة السفن الأمريكية والبريطانية.
تُجمع الآراء من مختلف الجهات، بما فيها الغربية والأمريكية، على أن قرار إدارة بايدن الاعتداء على اليمن، بهدف حماية الشريان الاقتصادي الحيوي لـ“إسرائيل”، قد زاد من تصعيد الصراع العسكري في المنطقة، بل وأصبح يهدد بتحويل هذا المسطح المائي الاستراتيجي والحيوي بالنسبة للعالم، الى كرة من نار، ستكون فيها أمريكا ومن يتبعها من فريق الخاسرين حتماً، ومن المتسببين بخسارة أي طرف آخر حول العالم.

فشل عسكرة البحر الأحمر
بالتزامن مع بدء العدوان الأمريكي البريطاني، وجهت البحرية الأمريكية لجميع السفن بضرورة تجنب مضيق باب المندب حسب زعمها لخطورة الوضع في البحر الأحمر، ولطالما أكدت المقاومة اليمنية وفي مناسبات متعددة أن الملاحة في البحرين الأحمر والعربي آمنة، وأن التهديد الفعلي للملاحة الدولية، هو ما تقوم به أمريكا من عسكرة للبحر الأحمر، والذي هدفت من خلاله إلى تحقيق هدفين الأول يتمثل بوقف الهجمات اليمنية على السفن «الإسرائيلية» أو المتجهة الى موانئ الكيان والثاني بالضغط على دول مطلة على البحر الأحمر كمصر والسعودية  للانخراط بتحالف حماية «إسرائيل».
بالتزامن مع فشل عدوانها على اليمن في كسر الحصار اليمني المطبق على كيان العدوان، فشلت استراتيجية واشنطن في عسكرة البحر الأحمر وباعتراف وسائل إعلامها.
إذ كشفت وكالة بلومبيرغ، الأسبوع الماضي، فشل تلك الاستراتيجية مفيدة بأن نحو 114 سفينة وناقلة نفط واصلت إبحارها، خلال تلك الأثناء، عبر مضيق باب المندب، رغم تصاعد وتيرة المواجهة مع البحرية اليمنية.

ورقة أخرى فاشلة
في ظل استمرارها في مراكمة الإخفاقات لرفع الحصار اليمني المفروض على «إسرائيل»، لجأت أمريكا إلى ورقة أخرى خاسرة، من خلال تصنيف المقاومة اليمنية كجماعة إرهابية، بل وعملت على مساومة المقاومة في اليمن منذ الوهلة الأولى برفعها من قائمة «الإرهاب» مقابل إيقاف الهجمات على السفن المرتبطة بـ«إسرائيل».
المناورة الأمريكية كانت مثارا للسخرية، حيث ردت عليها الجماهير اليمنية في عموم ميادين وساحات المحافظات اليمنية الحرة. بل وسبق أن رد عليها قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الأخير، والذي أكد فيه أن العدوان على بلادنا لن يغير من موقف الشعب اليمني وأن التزامه الإيماني والاستهداف المستمر للسفن المرتبطة بـ»إسرائيل» مستمر، موضحاً أن العمليات ستشمل السفن الأمريكية والبريطانية.
وأشار قائد الثورة إلى أن «المواجهة المباشرة مع الأعداء نعمة كبيرة، وشرف عظيم أن نكون في مواجهة مباشرة مع الإسرائيلي والأمريكي والبريطاني الذين هم أم الإرهاب وجذور الإرهاب ومنابع الإرهاب».
وبخصوص التصنيف الأمريكي لحركة أنصار الله ضمن «قوائم الإرهاب»، أكد قائد الثورة أن الأمريكي هو منبع الإجرام والإرهاب والطغيان، وهو من لا يمتلك الآلية لأن يصنف الآخرين، مبيناً أن التصنيف الأمريكي خطوة تأتي في سياق حماية الإجرام الصهيوني فقط.
وتابع: «الأمريكي الذي يرعى الإجرام الصهيوني والمفلس أخلاقيا والمتبني لفاحشة الشذوذ يصنف الآخرين!»، لافتاً إلى أن «التصنيف الأمريكي الأخير مضحك».

آخر ورقة
بعد فشل كل استراتيجياتها في كسر الحصار اليمني على الكيان الصهيوني، لم يعد في جعبة أمريكا سوى التهديد بورقة خنق اليمن اقتصاديا وهي ورقة سبق أن جربتها واشنطن سابقا، حيث سربت وسائل إعلام أمريكية أن إدارة بايدن تعتزم تشديد عقوباتها على اليمن وتعميق الأزمة الاقتصادية عبر منع التعامل التجاري مع بلادنا. وهي استراتيجية بدأتها واشنطن مبكرا مع فشلها عسكريا إذ أصدرت الخزانة الأمريكية عدة قرارات بوضع رجال أعمال وشركات تجارية وصرافة على لائحة العقوبات ضمن مساعيها لمنع استيراد السلع إلى اليمن وتحجيم تصدير الأموال لشرائها.
تشير الخطوة إلى أن واشنطن التي تشن عدوانا جويا وقصفا بحريا على المدن اليمنية استهلكت كافة أوراقها في اليمن. مع أن الحل ببساطة هو وقف العدوان ورفع الحصار عن غزة وليس التورط بتوسيع ساحة الحرب. أما خنق اليمن اقتصاديا فقد سبق أن جربه العدوان السعودي -الإماراتي وفشل في ذلك فشلا ذريعا.