أنت ما تكتبه
 

عبدالرحمن الصعفاني

د. عبدالرحمن الصعفاني / لا ميديا -
أن تكتب التفاهات أو تحتفي بها أو تروّج لها وتحتفي بصانعي محتواها فأنت تافه الأداء والتشكيل، وقد تترسخ مع الأيام ومع تعاظم تجربتك تافهاً «من الأصلي»، وإن توهمت غير ذلك، وهذا توصيف لا شتيمة ولا نميمة، لا سمح الله، فالسلوك مظهر الجوهر وتحقيق الكامن ورسول العقل والفؤاد؛ فأنت ما تكتبه ولا شك.
لا تكفي المعرفة وغزارتها في جمجمة كائن بشري دليلاً أو برهاناً على أصالته ونبله، فالمعرفة التي لا تنتج إنساناً حقيقياً ملتزماً إنما مثلها مثل معرفة الشيطان، وقد تظهر بعض نبوغه!
أليس الشيطان صاحب معرفة ونبوغ كبيرين؟!
لكنه مع كل ذلك ظل رجيماً مهاناً؛ لأنه الشيطان، وقد انتزع وجوده وعمله وقوله من القيمة والصلاح والخيرية، وانسلخ نحو الإغواء والإضلال.
المراجعة مطلوبة واجبة، فلن يفضي الاستغراق في التفاهة واستحلاؤها إلا إلى مزيد منها!
وهذه السطور قطعاً -مع ما قد يبدو فيها من قسوة- ليست سوى رسالة تنبيه حانية ودعوة محبة خالصة لمراجعة راشدة.
والهداية أولاً وآخراً من رب العباد.
لا تنسوا أبداً أن صناعة الوعي وتطهير المجتمع من ملوثات الروح والعقل مسؤولية كل صاحب كلمة وفكر.
وليس في هذا الطرح «تمعقل»، ولا تصنُّع لشيء، بل هو الخطر الحقيقي فحسب.

أترك تعليقاً

التعليقات