(مليون) اسم أردت به التعبير عن مليون امرأة وقضية
الشاعرة العنسي: أنا بلقيس وأمي غزال المقدشية




كما يتجمع الموج ويمتلك قوة اندفاعية وهدير صوت من مياه البحر، تتجمع القصيدة في وجدان الشاعرة مليون العنسي، المتشبع بمكنوناتها، والقادر على نقلها إلى الآخرين.. فقصائد الشاعرة مليون العنسي ليست محض بهرج فنان يشاغل الحواس، وإنما دراما كاملة من عبر روحية والتماعات عقلية لا يقدر على إبصارها سوى أمثالها من أولي الألباب.. شاعرة حرصت على الرفعة والعمق، والوحيدة التي أخلصت في كتابة القصيدة والزامل والبالة.. فقصائدها تقطرُ شجناً وإصراراً على مواجهة العدوان السعودي، وتؤجج الشعور بالوطن والاعتزاز به، وتنفرد بالتأثير العميق في نفسية كل متذوق للشعر، وتعد من أفضل الأصوات الشعرية في بلادنا.. لذا كانت تستحق أن نبحث عنها، ونجري معها هذا اللقاء. 
 متى كانت البداية للشاعرة مليون العنسي؟
أولاً أهلاً وسهلاً بك وبصحيفة «لا». بالنسبة لبداياتي فقد كانت مبكرة جداً، فقد كتبت الشعر وأنا في السابعة، وظهرتُ على الساحة وأنا في الثالثة عشرة من عمري.

 ما هي العراقيل التي واجهتكِ؟
طبعاً واجهتني عراقيل كثيرة جداً، ولم يقف معي سوى أسرتي، وبالتحديد والدي ووالدتي، وكان والدي هو الداعم الكبير لي، فقد كان شاعراً من الطراز الأول.

 بمن تأثرت الشاعرة مليون العنسي؟
تأثرتُ بالشاعر الكبير عبد الله البردوني وصالح سحول والشاعر عباس الديلمي، وتأثرتُ بالشعراء الشعبيين أمثال الشاعر محمد ناصر صبر والشاعر محمد حسين الهروجي.

 ما هو الاسم الحقيقي للشاعرة مليون العنسي؟ ولماذا اخترتِ هذا الاسم ؟
إذا سألتني يا حادي العيس 
عن اسمي وانتمائي والهويه
أنا مليون عنوان الأحاسيس 
ذماريه وعنسية أبيّه 
يمانية مناخي والتضاريس 
أصيلة تبَّعية حميريه 
وتشهد جدتي أروى وبلقيس 
بأن أمي غزال المقدشيه 
طبعاً اسمي الحقيقي بلقيس، لكني اخترت اسم مليون لعدة أسباب، ولأنه اسم ملفت للانتباه، وأيضاً لأني أردتُ التعبير عن مليون امرأة ومليون قضية.

 قصائدك كلها صمود وتحدٍّ في وجه العدوان السعودي.. ما هي أفضل قصيدة لاقت انتشاراً واسعاً؟
مؤكد أن أقف ضد هذا العدوان، ليس لأني شاعرة، بل لأني يمنية وأفخر بعروبتي، ولا أقبل على وطني مثل هذا العدوان الغاشم وغير المبرر. وقد كتبتُ عدة قصائد عن هذا العدوان، وكل قصيدة لها وقع ولها جمهور، ولن أحدد قصيدة بعينها لأن جمهوري هو الذي يحكم بذلك.

 تعتبر قصائدك رافداً للثقافة والإبداع، فيما اعتبرها البعض خروجاً عن عادات القبيلة التي تنتمين إليها.. كيف تردين؟
طبعاً هناك من حاربوني باسم القبيلة، بدعوى أن الشعر محصور على الرجال فقط، ولكني استطعتُ أن أوصل صوتي وأشعاري واكتساب جمهور كبير جداً، ونجحت بجدارة في أن أفتح الطريق للمرأة اليمنية في الانطلاق في كتابة الشعر، وأكبر دليل هو ظهور عدد من الشاعرات بعدي في الساحة اليمنية.

 لماذا لا تكتب الشاعرة مليون قصائد عاطفية؟
أغلب قصائدي في حب الوطن وقضاياه، وأحس بمسؤولية كبيرة جداً تجاه وطني، ولكني أيضاً أكتب في الجانب العاطفي، فنحنُ في الأخير بشر، ولكني لا أفضل نشرها كثيراً.

 كان ظهورك في منتصف التسعينيات، لكن لماذا اختفيتِ عن الساحة الأدبية؟ 
أنا لم أختفِ، ولكن قلَّت مشاركاتي فقط لأسباب صحية.

 ما هو الشيء الذي تمنته مليون العنسي وتحقق؟
ما تمنيته وتحقق هو أن أرى شاعرات يمنيات في الساحة الأدبية، لأني كنتُ أول شاعرة بعد غزال المقدشية، وأنا الوحيدة الآن التي تجيد كتابة الزامل والبالة إلى جانب القصيدة.

 أين تجد مليون العنسي نفسها؟ في كتابة الزامل أم في القصيدة؟
أحب القصيدة والزامل، لكني أجد نفسي في كتابة الزامل، وبالذات زوامل الارتجال، أي بدء وجواب في نفس اللحظة.

 لك العديد من الأوبريتات، هل تم غناؤها؟
كتبت العديد من الأوبريتات، ولكن للأسف لم تغنَّ، أو قد تكون غُنيت ولم أعرف.

 من هو الفنان الذي تتمنى مليون العنسي أن يتغنى بقصائدها؟
الحقيقة سبق وغنى لي الفنانون المصريون هاني شاكر ونادية مصطفى وأركان فؤاد قصيدة بعنوان «أمي اليمن» أنزلوها أوبريت، ولم يسعدني ما فعلوا. لقد غنوها دون إذن مني، وقد تم تشويه القصيدة لأنهم غنوها بلهجتهم. 
أتمنى أن يغني لي الفنان الحبيب أيوب طارش، والفنان فؤاد الكبسي، ومحمد مشعجل، وحمود السمة.  وقد أعطيت الفنان حسين محب بعض القصائد ليغرد بها.
 أما على الصعيد العربي فأتمنى أن يغني لي الفنان الكبير أبو بكر سالم، وعلي بن محمد. وأتمنى التعامل مع الموسيقار أحمد بن غودل.

 من هو الشاعر الحقيقي؟
الشاعر الحقيقي هو الذي لا ينتمي لأحد، أقصد لا لإنسان ولا لحزب ولا لطائفة.

 هل كانت لكِ مشاركات خارجية؟
للأسف لم أشارك أبداً في مشاركات خارجية. كانت لي أسباب تمنعني من ذلك، بعكس الآن أصبحت جاهزة لأية مشاركة خارجية.

 من أين تأتي القصدة؟ وإلى أين تذهب؟
القصيدة تأتي من عمق وجداني وخلجات نفسي، وتذهب بي إلى أن أنتقي دُرر القوافي الكامنة في أعماقي.

 هل تشعرين بالغرور؟
لم يطرق الغرور بابي، فنهاية المشاهير كانت بسبب الغرور.

 هل تقرأ الشاعرة مليون العنسي صحيفة «لا»؟
الحقيقة أنني لا أقرأ أية صحيفة، فوقتي ضيق جداً.

 كلمة أخيرة لقراء صحيفة «لا « من الشاعرة مليون العنسي؟
بالأخير لا ننسى أن ندعو لكل الرجال في ميادين الشرف والبطولة، ونسأل من الله أن يثبت أقدامهم ويسدد رميهم، وأن ينصرهم على أعداء هذا الوطن، وأن يرحم شهداء الواجب. 
كذلك أدعو بعض الأحبة من إخواننا في الجنوب إلى أن يفيقوا من غفلتهم، ويرجعوا لجادة الصواب، فهذا وطنكم وأرضكم وعرضكم، فلا تفرطوا فيه. 
وشكرا لك على هذا الحوار.