بروح فنان نقي حرص على الرفعة وعلى العمق في أن يظل محتفظاً بمزاج إنسان بسيط، فأغانيه ليست محض بهرج فتان يشاغل الحواس، إنما هي بالأساس أغانٍ فذة من عبر روحية والتماعات فنية.. إنه فنان استثنائي ينسجم مع الغيم، ويصادق الكلمة بعد أن يألفها ويحس من ودها الدفء، يغنيها بصوته الذي ينفرد بالتأثير الكبير والعميق في نفسية كل متذوق، أنه فنان يزعجه الضجيج ويؤذيه الزحام.
حمل على كاهله هاجس الأغنية اليمنية وتطويرها، إنه فنان أصيل وامتداد لمدرسة محمد حمود الحارثي، ويعتقد أن الكلمة الشاعرية المتدفقة من أعماق القلب، هي التي تحرك ملكة الإبداع.. فكانت أغانيه كخيار وجودي ورغبة في الحياة نكاية في الاغتراب في الأقاصي البعيدة، لذا جند لها طاقته وحواسه وسعة خياله، في لحظة تنكتب بين الفرح والحزن، بين دفء الأحبة ومخالب الغربة.
قدم لنا فناً أصيلاً اعتمد على أفكار جديدة من المقامات، عبرت عن مدى تمكنه وعشقه وسيطرته على أدواته الفنية.
استطاع بصوته أن يعطي الأغاني هذا البريق، لتصل إلى أعماقنا بسهولة.. إنه قمة عالية وإطلالة جميلة في الفن اليمني.. إنه الفنان الكبير حسين محب.
 إذا أبحرنا في أعماق الفنان حسين محب، ماذا سنجد؟
الحب، السلام، حب الوطن والمواطن، حب إحياء التراث ورفع علم اليمن.

 بعد هذا المشوار الفني، ما خلاصة ما توصلت إليه؟
توصلت الى أنه لا يوجد أحد أفضل من أحد، فنحن كلنا نكمل بعضنا.. ومن تواضع لله رفعه.

 أنت فنان مشهور جداً هل تشعر بالغرور؟
في الأول الحمد لله على الموهبة التي أعطاني إياها.. والغرور هو مقبرة كل موهبة، وهو سبب الفشل والسقوط.

 كيف تقرأ واقع الفن اليمني في ظل هذا العدوان؟
 الفن اليمني هو الفن الذي لم يأخذ حقه على مدى الأزمان، فما بالك في زمن الحرب؟ فالفن هو رسالة حب، رسالة محبة، رسالة سلام، رسالة حب الوطن، حب التراث وإحيائه.

 هل لديك أعمال فنية ضد هذا العدوان؟
لدي أعمال كثيرة، ولكن لليمن الحبيب، للوطن، للمحبة، للسلام، للتطور، للبناء. 

 برأيك ما هو دور الفنانين اليمنيين في مواجهة هذا العدوان؟
دعم وطنهم بكل ما يستطيعون أن يقدموه للوطن الحبيب.

 من الذي لفت انتباهك من الفنانين الجدد؟
  من يرفع وطنه وتراثه، ويتمتع بحب الناس، هو من يلفت انتباه جميع الناس، وليس أنا فقط.

 هل تقرأ صحيفة (لا)؟
 أحياناً. ولكني أقول لا.

 هل عرضت قطر عليك الجنسية؟
لا.. لم أقبل أن أوقع معهم على عقد عمل.

 ما هو العمل الفني الذي تعتز به؟
لايوجد عمل محدد، فأنا يمني أعتز بوطني وبتراثي الأصيل، ونتمنى التقدم الى الأفضل. 

 الى متى سيظل الفنان حسين محب مقيداً بصوت الفنان الحارثي؟
 الفنان حسين محب يشرفه أنه يغني للمرحوم الأستاذ محمد حمود الحارثي، ولكن ليس محصوراً عليه، فمن لا يتابع كثيراً حسين محب هو من يقول هذا الكلام، لأن حسين محب تخرج من مدرسة ثرية بعطائها وبقوتها، مثل الفنان الراحل محمد حمود الحارثي، لذلك تابع حسين محب وسوف تتغير النظرة.

 ما هو الشيء الذي تمنيته وتحقق؟
 حب الناس والحمد لله والشكر لله. 

 هل لك مشاركات خارجية؟
  نعم.. أمريكا -الأردن -قطر -الإمارات  -مصر. 

 أغاني التراث اليمني مهددة بالضياع، برأيك كيف يتم الحفاظ عليها؟
نحن نبذل كل الجهد من أجل أن يصل التراث اليمني لكل العالم، وهذا ما نسعى إليه.

 ما هي المقامات الفنية التي تتحدى حنجرة الفنان حسين محب؟
لا يوجد شيء صعب، فبالاجتهاد نصل الى أعلى المراتب.

 من هم الشعراء الذين تعاملت معهم؟
شعراء كثيرون، وكلهم في القلب، منهم: الأستاذ الأديب الشاعر عباس الديلمي، شاعر المليون أحمد الهروبي، الشاعر الموسيقار عبدالباسط الحارثي، الشاعر دهاق الضبياني، الشاعر محمد السلال، الشاعر عبدالجليل قعطاب، الشاعر محمد الدفيني، الشاعر حافظ الجرباني. 

 هل كانت لك لقاءات بالفنان الراحل محمد الحارثي؟
  نعم كانت هناك لقاءات كثيرة، ولنا لقاءات مع غيره من عمالقة الفن من فناني اليمن وفي الوطن العربي.

 كلمة أخيرة لجمهورك عبر صحيفة (لا)..
جمهوري الغالي في كل مكان، أبناء وطني، لكم تحية وكل الحب والاحترام. أتمنى أن تكونوا في خير وسعادة، ونحن بعد الله ثم أنتم لا نجاح أو هدف أو طموح لنا. وأتمنى أن يظل إعجابكم ودعمكم لمن قيد قلبه لتراث اليمن العظيم.