(فلسطين ياموطني) منعت في أسرائيل
قبل 10 سنوات تقريباً، ولأول مرة، استمعت إلى صوت الفنان صدام الحاج. شدني إليه بقوة، ولفت انتباهي بتنويعاته النغمية، فحلق بي في سماوات الشعور، فصوته آسر ومؤثر، صوت ينبعث دافئاً حالماً رقيقاً، لا يخرج من فمه كأغلب الفنانين، وإنما يصعد مباشرة من أعماق قلبه. إنه فنان قادر على أن يطربك ويشجيك، وبما أن أعظم أغانيه عاطفية، فقد ضمنت له جمهوراً كبيراً جداً من كل الفئات العمرية، وربما وجدها الكثيرون ملاذاً لأشواقهم ومشاعرهم، وكتبوها رسائل حب يتبادلها العشاق، وخامة صوته حلوة وجذابة، وسبب نجاحه أنه لم يقلد أحداً قبله، تميز بصدق الأداء، فصوته مفعم بالإحساس والدفء، وقد أعاد للأغنية قوتها ومكانتها ورصانتها، وألحانه وأغانيه تنفرد بالتأثير الكبير والعميق في نفسية كل من سمعه، استطاع أن يعطي للأغنية اليمنية هذا البريق، كما غنى الكثير من الأغاني التراثية.. إنه فنان يؤذيه الزحام، وتزعجه الضوضاء، وينسجم مع النغمة، ويصادق الكلمة، وعندما يحس من ودها الدفء يقوم بتلحينها وغنائها، ويعتقد أن الكلمة الشاعرية المتدفقه من أعماق القلب، هي التي تحرك ملكة الإبداع.. إنه الفنان الرائع صدام الحاج.
 الفنانون الشباب متهمون بعدم الاهتمام بالتراث، ما تعليقك؟
أولاً ليس كل الفنانين الشباب غير مهتمين، ولكن البعض منهم، وهذا لأن ذوق المستمعين لهم في الحفلات والأعراس، أصبح يطالب بالجديد الذي يعد مواكباً لعصر السرعة، كالوجبات السريعة، ولا يأبه لما يسمى تراثاً. ولكن هناك نخبة من نجوم الغناء الشباب مهتمون اهتماماً كبيراً بالتراث وتطويره وتوثيقه. 

 من شجعك من الفنانين؟
إن كان قصدك من كان معلمي، فإن عمالقة الفن جميعهم كانوا معلمي، فقد نشأت وترعرت على أغانيهم وأعمالهم، ومنها استقيت عبق وأصالة الفن. وقد حظيت بشرف نيل إعجاب بعضهم ممن حالفني الحظ بلقائهم، ومن وصلتني شهاداتهم التي كانت وسام شرف لي. 

 أنت فنان مميز جداً ومشهور.. هل تشعر بالغرور؟
أولاً الغرور مقبرة، ولا يقع فيه إلا الجاهل، مهما كانت مقدرته مميزة وفريدة. وأما أنا إن كنت مميزاً ومشهوراً، فهذا كله بحب الناس، بل العكس كلما زادت شهرتي وزاد حبهم لي، فإنها مسؤولية توجب عليَّ الاهتمام أكثر وأكثر في تحسين مستواي، وفي اختيار ما أقدمه بعناية شديدة، مع دوام الحمد والثناء للمولى عز وجل على نعمه، وسؤاله التوفيق في كل حياتي، وألا يحرمنا رضاه في الدارين.

 عمل فني تعتز به كثيراً؟
أعتز بفننا وتراثنا كثيراً جداً، أيضاً لديَّ عمل جهزته لتقديمه في فلسطين عندما ذهبنا وفداً للمشاركة في الأسبوع الثقافي لشباب فلسطين، في 2012م، وكان بعنوان (فلسطين يا موطني)، كلمات الشاعر المبدع أحمد المعرسي الذي كان رفيقي في المشاركة، وكانت من تلحيني، ولكن للأسف لم تتسنَّ لنا فرصة تقديمها، حيث مُنعنا من دخول الأراضي الفلسطينية من قبل الاحتلال الاسرائيلي.

 الفنانون في الخليج يصعدون عبر مسيرتهم الفنية بالسطو على تراثنا وألحاننا، والجهات المعنية لم تحتج في يوم من الأيام.. برأيك أين يكمن الخلل؟
 يكمن الخلل أن في بلادنا يعطى الخبز لغير خبازه.

 هل الإعلام اليمني ظلم الفنان صدام الحاج؟
الإعلام في بلادنا هو نفسه مظلوم.
 ما هو الكنز الذي أعطتك إياه الحياة وتفخر به؟
الكنز الذي أعطتني إياه الحياة هو حب الناس، وهو انعكاس لحب المولى سبحانه وتعالى. 

 لماذا لا نرى تعدد المقامات في الأغنية اليمنية للفنانين الشباب؟
ليس هناك تعدد مقامات في الأغنية الشبابية، لعدم توفر الإمكانات الصحيحة.

 لماذا لا تقترب من الأغنية الوطنية؟
لديَّ الكثير من المشاركات الوطنية، وقدمت فيها أغاني وطنية بمشاركة العديد من الفنانين، ولكن كما هو الحال هذه المشاركات لا تبث إلا كمقتطفات للفعاليات في الأخبار، ولي عمل وطني في صدد تسجيله، من كلماتي وألحاني، بعنوان (يا بلادي صانك الرحمن)، وأنا حالياً أستعد للمشاركة في عيد الوحدة (22 مايو)، بعمل بعنوان (توحدنا على رغم الأعادي)، من كلمات الشاعر فتحي متاش، وألحاني.

 ما الذي يستفزك؟
ما يستفزني هو عدم إعطاء كل ذي حق حقه. 

 ماذا أضاف لك الفن؟
أضاف لي الفن أن قرَّب لي المسافات في القرب من الناس، وأكسبني حبهم الذي بدوره حملني مسؤولية أتمنى أن أكون أهلاً لها.

 ما هي المقامات العربية التي تتحدى حنجرة الفنان صدام الحاج؟
ليس هناك من تحدٍّ لحنجرتي، وانما التحدي هو لنفسيتي، والتي تنعكس سلباً على حنجرتي وأدائي، وكل ما فيَّ، ألا وهو الوضع الدامي الذي يمر به وطننا الحبيب، أسأل الله في علاه أن يكشف عنا هذه الغمة، وأن يرفع عنا البلاء، وأن يحفظ اليمن وأهله وسائر بلاد الإسلام والمسلمين في شتى بقاع الأرض، من كل سوء ومكروه.

 هل لك مشاركات خارجية؟
نعم، لي العديد من المشاركات الخارجية، منها ما هو باسم الدولة، ومنها ما هو خاص.

 كلمة أخيرة..
كلمة أخيرة لكل أهلي وأحبتي، وكل يمني حر في الداخل والخارج، أرجو ألا نكون فريسة سهلة لكل من يريدون زرع الفتنة بيننا لتفرقتنا وتمزيقنا. 
تأبى العصي إذا اجتمعن تكسراً
وإذا افترقن تكسرت آحادا