قصائده تتميز بالصمود والتصدي، وبالهجوم والتحدي لهذا العدوان السعودي، وهذا هو الشعر الذي نحن بحاجة إليه، إنه شاعر لم يقف مكتوف اليدين، ولم يكتب كلاماً يبتعد عن هموم وطنه كبعض الشعراء الذين ابتعدوا كلياً عن رؤية الشاعر الحقيقي، بل شكلوا شلة تتبنى الدفاع عن العدوان، والتبرير لكل جرائمه. كما أن عاطفة الشاعر صادقة ملتهبة حارقة جاءت معبرة عما يتعرض له الشعب اليمني.. جدد القصيدة الشعبية، وضخ فيها صموداً جديداً، وجعلها ملائمة لمواجهة العدوان.. استطاع الشاعر أن يقدم لنا شعراً موزوناً يعتمد على الموسيقى التي تتدفق عبر اتساق التعبير، لأن الوزن الذي استخدمه الشاعر تعدد في معظم قصائده، وتنوعت القوافي لتلائم التطور والتجديد الذي بثه الشاعر في قصائده، ساعده في ذلك اتقاد مشاعره ورهافة وجدانه.. إنه الشاعر عايد الخيل...
مع بداية العدوان السعودي ظهرت العديد من الأصوات الشعرية المناهضة له.. برأيك لماذا؟
كانت هناك مواهب كثيرة مدفونة، فالعدوان جاء وهيج الشعراء وأظهرهم في الساحة عبر الصحف والقنوات، وهناك شعراء حقيقيون لم يظهروا، ربما الفرصة لم تتهيأ لهم، ومع ذلك مستمرون في كتابة القصائد الوطنية ضد هذا العدوان، وهذا فاجأ العدوان كثيراً، وفاجأ شعوباً كثيرة.
أين تجد نفسك في كتابة القصيدة الوطنية أم العاطفية؟
أجد نفسي في كتابة القصائد الوطنية، وكذلك في القصائد الاجتماعية، وخاصة قصيدة الأب والأم. أما القصيدة الوطنية فأصبحت ضرورية في هذه المرحلة، فلسنا أغلى من الذي يعطي ويبذل دمه ويقاتل للدفاع عن هذا الوطن.
ماذا تعني لك قصيدة (خبروا البنت سلمى)؟
الفكرة كانت أنه لايصلح أن نخاطب سلمان كرجل، وعدوانه على اليمن ليس من أعمال الرجال، فأنا خاطبته بأنه بنت، لأنه لا يصلح أن تخاطبه مخاطبة الرجال. وقد كتبت هذه القصيدة قبل سنة.
لك قصيدة رداً على التكفيري الوهابي عائض القرني.
هي قصيدة بعنوان (يا صواريخ اليماني)، وكانت رداً على كلامه الذي يقول بأن أحد أقاربه هو من ضرب القنبلة المحرمة على (عطان)، رغم أن إسرائيل تقول بأنها تشارك في حربها على اليمن. وكان القرني يبرر لأسياده الإسرائيليين بهذا الكلام.
وفي هذه القصيدة أطلقت كلماتي فيها للصواريخ:
يا صواريخ اليماني...عانقي أرض العدو
فجريه إدي سلاحه...انسفي كل القصور
بردي قلب اليماني...اجعليهم يشعلوا
الرياض لا بد تحرق...وأرضها ترجع قبور
وأنا أتوقع أن يضربوا إلى الرياض، وقد تحدثت في هذه القصيدة بأن على القرني وسلمان أن يتجهزوا لأنه سيصل إليهم بركان جيشي.
القصيدة الشعبية انتشرت كثيراً ضد هذا العدوان، لماذا؟
لأن القصيدة الفصحى لا يفهمها عامة الناس، وهي تعتبر أجود وأجمل، لكن في ظل هذا العدوان نحن بحاجة إلى كلمة صاروخية، فلهجة اليمني وطبيعته وعيشه هي كلمة نارية، لهذا انتشرت القصيدة الشعبية أكثر.
هل تكتب الزامل الشعبي؟
أستطيع كتابة الزامل، لكن القصيدة أستطيع أن أوضح فيها أكثر من الزامل، لأن الزامل ضروري أن يختصر الشاعر فيه.
لو تحدثنا عن قصائدك العاطفية.
حاولت أن أختلي بصوتي لنفسي، حاولت أن أناقش من خلال القصائد الغنائية الكثير من القضايا، والتعمق في مواضيعها من بدايتها إلى نهايتها.
قصيدة ترددها دائماً.
هي قصيدة (مستحيل تخضع بلادي)، والتي أقول في مطلعها:
باعتلي صهوة جوادي
وأحمل على ظهري عتادي
وأقول لسلمان وابن هادي
وأمريكا وكل الأعادي
مستحيل تخضع بلادي
وهناك قصيدة (الزحف الأكبر) وقصيدة (يا صواريخ اليماني) هذه القصائد غيرت فيها الأسلوب، ولم أتناول فيها ما مضى، ولكن تنبأت بما سيحدث.
ما الذي يستفزك؟
يستفزني الغرور حتى من نفسي، وحينها أشعر بالضيق، فالتواضع هو قمة الاعتلاء وبداية النجاح.
من شجعك من الشعراء؟
لم يشجعني أحد من الشعراء، وإلى الآن أشجع نفسي بنفسي.
عمل تعتز به كثيراً.
أعتز بكل حرف كتبته، وهناك قصائد ظهرت وانتشرت، وقصائد لم تظهر إلى الآن، وهي أعمال رائعة، وقد كتبت قصيدة قبل قصيدة (خبروا البنت سلمى)، وهي قصيدة (ارتفع اشمخ برأسك)، وقد نشرتها في صفحتي على (فيسبوك)، وحينها كانت الساحة القتالية متعطشة لهذه القصائد، وتمت قراءتها في إذاعة صنعاء في برنامج (يمن الصمود)، وقد قرأها المذيع عبدالله الحيفي، ثم بعد ذلك تواصلت معي قناة (اليمن)، وذهبت مع طاقم من القناة، وتم تسجيلها فيديو. وكتبت بعدها العديد من القصائد الوطنية، وكانت كل قصيدة تحقق انتشاراً أكثر وأكثر.
ماذا يعني لك السيد عبدالملك والزعيم صالح؟
السيد عبدالملك يعني الوطنية والثورة والزعيم يعني لي الوطنية كلها .
ما هو الشعر من وجهة نظرك؟
الشعر أهم شيء في المجتمع، فالمجروح يحكي آلامه، والعاشق يحكي هيامه وغرامه، والمظلوم ينشد إنصافه، والوطن يحميه ويكون سلاحه. وفي كل الحضارات والأزمنة كان للشعر الأولوية.
ما هو الكنز الذي تفخر به في حياتك؟
الشعر.
هل الشعراء الحقيقيون هم البعيدون عن الشهرة؟
هذا أكيد 100%، وأنا أعرف الكثير من الشعراء يكتبون قصائد صاروخية نارية، لكنهم ليسوا مشهورين.
ما هو الشيء الذي تمنيته وتحقق؟
الذي تحقق وإن كان ببطء، هو أن كل قصيدة كتبتها تنتشر أكثر من القصيدة التي قبلها.
ماذا تقول للشعراء المحايدين إزاء هذا العدوان؟
الشيء واضح، ولا يوجد حياد، فالمحايد هو مع العدوان، ولكن بشكل متخفٍّ، فمثلاً تدمير البنية التحتية والحصار والقتل الذي يتعرض له الشعب، ويأتي شاعر يقول إنه محايد..!
كلمة أخيرة..
أشكر الجيش واللجان الشعبية لأنهم المجاهدون، وهم صمام الأمان لهذا الوطن، ونحن نستطيع وصفهم فقط، أما أن نكون مثلهم لا نستطيع، فلولا تضحياتهم ودفاعهم عن الوطن لكان الوضع اختلف تماماً، لأنهم الشموخ الذي هز العالم كله. ونحن كشعراء يجب أن نرسم انتصاراتهم. وأشكر صحيفة (لا) التي وقفت وصمدت مع الوطن ضد هذا العدوان. وأتمنى من الله النصر لليمن، والتنكيل بالأعداء، وأن ينهي بني سعود.
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي