الحديدة.. شعلة الغضب تتقد ومسيرات جماهيرية تتوعد السعودية بالثأر
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / عمر الزريقي

طائرات العدو تستهدف المحافظة بصورة شبه يومية
الحديدة.. شعلة الغضب تتقد ومسيرات جماهيرية تتوعد السعودية بالثأر
رغم بساطتهم ومعاناتهم الشديدة جراء الحصار المفروض على بلادنا طوال السنتين الماضيتين، يرزح أبناء محافظة الحديدة عروس البحر الأحمر، تحت جحيم قصف العدوان السعودي المستمر، الذي ألحق ضرراً بالغاً بكل ملامح الحياة في المحافظة. بل واصلوا صمودهم المستمر حوالي عامين، حاملين مآسيهم اليومية ومظلوميتهم، ليخرجوا منتفضين ومنددين بجرائم الجارة التي توزعها الطائرات على أرواح المواطنين وعلى الأسواق والمنازل والقرى، على هيئة مجازر بشعة، وتدمير للطرق والجسور والمزارع.
لقد وصف رسولنا الأكرم محمد عليه أفضل الصلاة والتسليم، أبناء التهائم بأنهم (أرق قلوباً وألين أفئدة)، وها هم اليوم أحفادهم في محافظة الحديدة يجسدون كل ملامح الإنسانية في التكافل ورفد جبهات القتال بالشباب والمال، والسباقين للخروج والتحشيد للمسيرات والاحتجاجات التي ترفض جميع انتهاكات العدوان، سواء في محافظتهم أو في المحافظات اليمنية الأخرى. وآخر مسيرة جماهيرية لأبناء الحديدة خرجت الثلاثاء الماضي، بعد يومين من ارتكاب العدوان مجزرة القاعة الكبرى في العاصمة صنعاء، التي ذهب ضحيتها عشرات الشهداء ومئات الجرحى. رفعوا في المسيرة التي جابت بعض شوارع المدينة، اللافتات والشعارات المعبرة عن هول المجزرة، واستيائهم من مواقف وتواطؤ المجتمع الدولي تجاه الجرائم بحق اليمنيين. وشدد البيان الذي خرجت به المسيرة الجماهيرية، على ضرورة التلاحم والاصطفاف لمواجهة العدوان ومخططاته التي تستهدف اليمن أرضاً وإنساناً.
وأكد البيان أن المجازر التي يرتكبها العدوان منذ أكثر من عام ونصف، لن تسقط بالتقادم، وأنه سيتم اتخاذ كل الوسائل للثأر لكل المجازر التي ترتكب بحق الشعب اليمني، وعلى مرأى ومسمع المجتمع الدولي ودول العالم.
كما أعلن أبناء الحديدة النفير العام في مواجهة العدوان والتصدي لأدواته، واستعدادهم لرفد الجهات بالرجال والمال حتى تحقيق النصر.
وفي الوقت نفسه، ذكرت مصادر محلية أن طيران العدوان السعودي كثف غاراته خلال الأيام الماضية، وبشكل هستيري وإجرامي، على الشريط الساحلي الغربي، مستهدفاً المدارس والقرى والطرق والمواطنين.
وذكرت المصادر أن الطيران السعودي يرتكب مجزرة جديدة كل أسبوع أو أسبوعين بحق أبناء المحافظة، مشيرة إلى أن طيران العدوان السعودي ارتكب، السبت قبل الماضي، مجزرة مروعة بحق أسرة كاملة، حيث استشهدت أسرة المواطن (حسني علي جابر) المكونة منه وزوجته و4 أطفال.
ولفت المصدر المحلي إلى أن العدوان قد سبق هذه المجزرة الأخيرة بأخرى مماثلة قبلها بأسبوع في منطقة تابعة لسواحل المخا، راح ضحيتها 11 صياداً وعشرات الجرحى، وهذه الجريمة بحق الصيادين ليست الأولى التي يرتكبها العدوان، بل سبقتها العديد من الجرائم، الأمر الذي منعهم من الدخول والوصول إلى مناطق الصيد.
ولا ننسى المجزرة البشعة التي ارتكبها العدوان السعودي بقصفه لسوق حي الهنود في مديرية الحوك بمدينة الحديدة، والتي راح ضحيتها أكثر من 130 شهيداً ومئات الجرحى، مخلفاً أضراراً بشرية ومادية فادحة في السوق.
ويستهدف العدوان هذه المحافظة بشكل متواصل وبصورة شبه يومية، معتقداً أنه بهذا القصف الهستيري ربما يحقق بصيص انتصار بتدمير المزارع والطرق والأسواق والمرافق الصحية والمدارس.
وذكرت إحصائية أخيرة أن الطيران دمر ما يقارب 35 مدرسة في محافظة الحديدة منذ بداية العدوان على اليمن.
ورغم غارات العدوان الكثيفة، وبشكل يومي، على المرافق الصحية والمدارس في المحافظة، إلا أن طلاب المحافظة بدأوا عامهم الدراسي بالذهاب الى المدارس منذ حوالي أسبوعين. وفي نفس الوقت دشن مكتب التربية التعليم في المحافظة، الأسبوع الفائت، حملة دعم البنك المركزي، بالإضافة الى أن العديد من المرافق الحكومية الأخرى في المحافظة دعت موظفيها الى دعم البنك المركزي، وقد لمسنا تجاوباً كبيراً من الموظفين والمواطنين.
ورغم كل تلك الجرائم والحصار أيضاً، إلا أن أبناء محافظة الحديدة وقفوا صفاً واحداً في وجه العدوان السعودي الأمريكي على اليمن، وتحولت المحافظة عن بكرة أبيها الى محافظة ثائرة رغم الفقر والجوع والأمراض، ووضعهم الاقتصادي المتردي الذي لا يقارن ببقية أوضاع أبناء المحافظات الأخرى. ويمكن القول باختصار إن أبناء عروس البحر الأحمر اليوم يجسدون كل ملامح البطولة والانتصار.
المصدر صحيفة لا / عمر الزريقي