تحالف العدوان سبب رئيسي ووحيد للمجاعة في اليمن
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / عمر الزريقي

منظمات ووسائل إعلام غربية:
تحالف العدوان سبب رئيسي ووحيد للمجاعة في اليمن
أكدت صحيفة (الإندبندنت) البريطانيّة أن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن السعودية لا تقوم بقصف المدنيين في اليمن فحسب، ولكنها تستهدف بشكل منهجي البنية التحتية في مقدمتها الصناعية والزراعية، معتبرة أن حرب اليمن تجمع بشكل فريد المأساة والنفاق والمهزلة.
برنامج الأغذية العالمي كشف من جهته أن 14.1 مليون شخص في اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 7 ملايين يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي، وفي بعض المحافظات، يكافح 70% من السكان لإطعام أنفسهم.. المنظمات الدولية دأبت منذ عامين على إصدار تقارير دورية مستمرة تتناول فيها الوضع في اليمن، تبدي قلقها من ارتفاع نسبة الفقر وتزايد عدد الفقراء والنازحين، والذين يعانون من سوء التغذية وغيرها من القضايا الإنسانية. مرجعة سبب ذلك إلى الصراع الحاصل في اليمن، رغم إدراكها جيداً أن أهم الأسباب التي أوجدت هذا الوضع الإنساني المؤلم تتمثل في الحصار المفروض على اليمن والقصف العدواني الذي دمر كل بنيته التحتية والمصانع والمزارع والمستشفيات وغيرها من المنشآت الإنتاجية والخدمية.
اليمن بحاجة إلى ضغط دولي من هذه المنظمات لإرغام العدوان السعودي على رفع الحصار وإيقاف القصف على رؤوس اليمنيين، باعتبارهما سببين رئيسيين في المجاعة والدمار وتدهور الأوضاع الصحة وقتل المدنيين في الأسواق وفي منازلهم.
تقارير هذه المنظمات لاتسمن ولا تغني من جوع، ولن توقف نزيف الدم اليمني، ولا جدوى لها من دون ممارسة الضغط لإيقاف العدوان. بالإضافة إلى أن هذه التقارير التي تصدر بانتظام، لا تدين جرائم العدوان رغم تأكد هذه المنظمات من حدوث تلك الجرائم في حق اليمن، إلا أنها تحاول التغاضي عنها أو الإدانة بلغة الحيادية تجاه المجازر المرتكبة بحق شعب فقير وباستمرار من قبل العالم أجمع.
في هذا الحيز سنقوم بنشر آخر إحصائيات ومعلومات صدرت الأسبوع الماضي، توضح اتساع المجاعة والفقر وغيرها من القضايا الواردة في تقارير المنظمات الدولية.
دعوة للمجتمع الدولي
أعرب برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، عن قلقه المتزايد إزاء تزايد معدلات الجوع وسوء التغذية لدى الأطفال في اليمن، لا سيما في المناطق التي يصعب الوصول إليها، داعياً المجتمع الدولي إلى تقديم الدعم.
وتحدّث البرنامج، في بيان له، عن زيارة فريق رفيع المستوى من الموظفين إلى بعض الأحياء الفقيرة، ولقاء بعض العائلات والسلطات المحلية في محافظتي حجة والحديدة الواقعتين على البحر الأحمر.
كما زار الفريق مستشفيات ومراكز للتغذية والصحة، واطلع على العديد من حالات الأطفال المصابين بسوء التغذية الذين وصلوا إلى تلك المراكز المتواجدة في مناطق نائية.
ونقل البرنامج عن إحسان (أم تبلغ من العمر 26 عاماً)، قولها: اقترضت أموالاً من جيراني وعائلتي حتى أتمكن من إحضار ابني من مديرية التحيتا لعلاجه من سوء التغذية هنا في المستشفى في الحديدة.
وأضافت: أنا أرضعه، ولكنه يزداد ضعفاً ويفقد المزيد من الوزن كل يوم. لا أجد طعاماً يكفي لأطفالي، ناهيك عن إيجاد ما يكفيني.. وقال المدير الإقليمي لبرنامج الأغذية العالمي لمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا ووسط آسيا وشرق أوروبا، مهند هادي، إنّ الحرب والحصار على اليمن يسببان خسائر فادحة، وخاصة للأشخاص الأكثر احتياجاً، لا سيما النساء والأطفال.
وأضاف: يزداد الجوع كل يوم، وقد استنفد الناس كل ما لديهم من استراتيجيات للبقاء، وهناك الملايين من الناس لا يمكنهم البقاء على قيد الحياة دون الحصول على مساعدات خارجية.
وتقول فاطمة (45 عاماً)، وتعيش في ضواحي صنعاء: نقتات على الخبز فقط لأني لا أملك أي شيء آخر لإطعام أطفالي، ونعتبر أنفسنا محظوظين إذا كان لدينا ما يكفي من الخبز للجميع.. وتضيف أن أسعار المواد الغذائية ارتفعت بشكل كبير.
ارتفاع معدلات سوء التغذية
وكشف البرنامج أن بعض المناطق مثل محافظة الحديدة، تم تسجيل معدلات مرتفعة للإصابة بسوء التغذية الحاد لدى الأطفال دون سن الخامسة، بلغت 31%، أي أكثر من ضعف حد حالة الطوارئ الذي يبلغ 15%.. ولفت إلى أن حوالي 50% من الأطفال في مختلف أنحاء البلاد تحولت أجسادهم إلى التقزم، وقد تصل أشكالهم إلى مرحلة لا يمكن تداركها.. وتزايدت معدلات الجوع، خلال الشهرين الماضيين، وخصوصاً بعد توقف صرف رواتب موظفي الدولة لشهري سبتمبر وأكتوبر، وكذلك انعدام مصادر الدخل الأخرى.. من جانبه، قال المدير القطري لبرنامج الأغذية العالمي في اليمن، توربين دو: هناك جيل كامل يمكن أن يصاب بالعجز بسبب الجوع، ونناشد المجتمع الدولي دعم الشعب اليمني.
وأعلن البرنامج، أنه يحتاج إلى ما يزيد على 257 مليون دولار أميركي لتوفير المساعدات الغذائية الملحة حتى مارس 2017، لافتاً إلى أن الأمر يستغرق 4 أشهر من وقت تلقي البرنامج الأموال حتى يمكن شحن الغذاء إلى البلاد، ووصوله إلى أيدي الأسر التي تحتاج إليه.
ويقول برنامج الأغذية، إن 14.1 مليون شخص في اليمن يعانون انعدام الأمن الغذائي، من بينهم 7 ملايين يعانون بشدة من انعدام الأمن الغذائي، وفي بعض المحافظات، يكافح 70% من السكان لإطعام أنفسهم.
مأساة كاملة
ووفقاً لتقارير دولية فقد بلغت الأزمة الإنسانية في اليمن (حد المأساة الكاملة) في ظل ارتفاع أعداد النازحين، ونقص التمويل المقدم لتوفير الاحتياجات الإنسانية الضرورية، حيث تشير التقديرات إلى أن هناك أكثر من 21 مليون شخص يحتاجون إلى المساعدة في الوقت الراهن، وهو ما يشكل 8 من بين كل 10 أفراد.
يضرب الجوع عشرات القرى في الشريط الساحلي على البحر الأحمر جنوب مدينة الحديدة، مركز المحافظة التي تحمل الاسم ذاته، غربي اليمن، فيما تتعاظم معدلات الأمّية، علاوة على شبه انعدام المياه الصالحة للشرب.
ويعاني أكثر من 16 ألف طفل من سوء التغذية في مدينة الحديدة، وكان هؤلاء يتلقون العلاجات اللازمة عبر مشروع صحي تنفذه عدد من المنظمات الدولية، لكن مع تدهور الأوضاع في اليمن واندلاع الحرب مطلع العام الماضي، سُحب المشروع، وبات هؤلاء الأطفال مهددين بالخطر.
وتصدرت اليمن قائمة البلدان العربية التي تعيش المجاعة، بحسب التقرير الذي أنجزه المعهد الدولي لأبحاث السياسات الغذائية، وشمل 118 دولة حول العالم.
وتشير إحصائيات سابقة إلى أن هناك 3.5 مليون نازح داخل اليمن، و1.8 مليون فروا من الحرب، حيث ينتظر 370 ألفاً آخرون اللجوء، فيما يحرم 14 مليون يمني من الرعاية الصحية، بعد تدمير أكثر من 100 منشأة صحية، منها 38 مستشفى و11 مركزًا صحيًا، و28 سيارة إسعاف خلال الـ6 أشهر الماضية فقط.. واتهم نشطاء حقوقيون وسياسيون تحالف العدوان وحصاره المفروض على اليمن بالتسبب بتدهور الأوضاع الإنسانية في اليمن، حيث أكدوا أن العدوان السعودي والحصار الذي يفرضه تحالف العدوان على اليمن كانا سبباً رئيسياً في تعريض الآلاف من الأطفال للموت، حيث لم تقم السلطات الصحية بدورها، فيما تتحكم العشوائية بتوزيع المساعدات الطبية، رغم تدفقها خلال الآونة الأخيرة، من منظمات صحية وطبية عدة..
استهداف منهجي
وفي سياق آخر، ذكرت صحيفة (الإندبندنت) البريطانيّة أن هناك أدلة متزايدة تشير إلى أن المملكة العربية السعودية لا تقوم بقصف المدنيين في اليمن فحسب، ولكن تستهدف بشكل منهجي البنية التحتية، وفي مقدمتها الصناعية والزراعية، معتبرة أن حرب اليمن تجمع بشكل فريد المأساة والنفاق والمهزلة.
وأضافت في تقرير لها أن الضحايا المدنيين أكثر من 10 آلاف شخص، كما أن هناك دوراً بارزاً للمستشارين البريطانيين والأمريكيين الذين يساعدون السعودية في تنفيذ جرائم في اليمن ضد المدنيين والأسواق بزعم أنها أهداف عسكرية.
وأشارت الصحيفة إلى أن أهداف القصف السعودي في اليمن شملت الأبقار والمزارع ومخازن الحبوب التي يمكن استخدامها للحصول على الخبز أو علف الحيوانات، وكذلك منشآت زراعية عديدة.
وفي الواقع، بحسب الصحيفة، هناك أدلة قوية تؤكد أن السعوديين وحلفاءهم يستهدفون عمداً تدمير القطاع الزراعي في اليمن، وإذا ما نجحت فمن شأن ذلك أن يؤدي إلى جوع واسع في البلاد.
وطبقا للصحيفة يؤكد الأكاديميون الذين يجمعون البيانات من اليمن أن حملة العدوان السعودي تتضمن برنامجاً لتدمير سبل العيش في المناطق الريفية.
وأوضح مارثا موندي، أستاذ فخري في كلية لندن للاقتصاد، يعمل حالياً في لبنان مع زميله سينثيا غاريوس، أوضح أنه من خلال البحث في إحصاءات وزارة الزراعة اليمنية، فإن البيانات التي بدأت تظهر في بعض المناطق، تؤكد أن السعوديين يضربون بشكل متعمد البنية التحتية الزراعية من أجل تدمير المجتمع المدني.
ويشير موندي إلى أن تقرير وزارة الزراعة والري في العاصمة اليمنية صنعاء، أورد تعرض 357 هدفاً للقصف في 20 محافظة في البلاد، كان معظمها نحو المزارع والحيوانات والبنية التحتية للمياه ومخازن المواد الغذائية والزراعية والبنوك والأسواق وشاحنات الغذاء.
وتشمل هذه الخطة تدمير المزارع، خاصة في محافظة صعدة. ووفقاً لمنظمة الأغذية الزراعة يُزرع 2.8% من أراضي اليمن.
كما قالت الصحيفة إنه ورغم أن السعودية متهمة بالفعل بتنفيذ جرائم حرب في اليمن، فإن ضرب المناطق الزراعية والمنتجات الغذائية والنفط الخام يؤكد وحشية هذه الجرائم والانتهاكات، وينتهك الاتفاقيات الدولية، حيث وقعت المملكة على البروتوكول الإضافي لاتفاقيات جنيف أغسطس عام 1949، الذي ينص تحديداً على أن يحظر مهاجمة أو تدمير أو نقل أو تعطيل الأماكن التي لا غنى عنها مثل المواد الغذائية والمناطق الزراعية التي تنتج المواد الغذائية والمحاصيل وتحتوي على الماشية.
واختتمت صحيفة (الإندبندنت) بأنه حتى اليوم، أكثر من نصف سكان اليمن يعتمدون بشكل جزئي أو كلي على الزراعة والتنمية الريفية. وتشير بحوث موندي من خلال ملفات الوزارات الأخرى، إلى أن مباني إدارة الدعم الفني للزراعة قد تمت مهاجمتها، مثل هيئة تطوير سهل البحر الأحمر الساحلي التي أنشئت عام 1970.
المصدر صحيفة لا / عمر الزريقي