الشاعر عبدالجليل قعطاب: لايوجد شعراء محايدون وحمود السمة يترجم إحساسي
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي
الآنسي باع أرضيتين ثمناً لـ(ممشوق القوام)
صاحب الـ 180 قصيدة غنائية الشاعر عبدالجليل قعطاب: لايوجد شعراء محايدون وحمود السمة يترجم إحساسي
إنه واحد من تلك القلة القليلة التي تستحق أن يقول لها الناس جيلاً بعد جيل: (أنتم الناس أيها الشعراءُ)، إنه الشاعر الغنائي الذي سدَّ ثغرة كبيرة في تاريخ الأغنية اليمنية.. ستظل قصائده تنثال عذبة زلالاً على مدى الأيام، فأغلب قصائده تعبر عن ثقل وطأة الحب على القلب الذي يحمل من أعباء الحب ما يبدو أكثر ثقلاً وإرهاقاً من حمل الحديد، فكل أغنية من أغانيه صار لها لحن محبب ذائع على كل شفة وعلى كل لسان.. إن شاعرنا أعاد للقصيدة الغنائية قوتها ورصانتها ومكانتها، فساعدته طاقة شعرية استثنائية وثقافة عصرية واسعة ومتنوعة. إنه شاعر فذ جدد الشعر الغنائي، وضخ فيه دماً جديداً جعله ملائماً لكل الأجيال.. لقد تعمق صوت الكثير من الفنانين في وعيي بسبب غنائهم لقصائده، كما أسهم بحضور طاغٍ ومؤثر في مسار الشعر الغنائي اليمني.. إنه الشاعر الكبير عبدالجليل قعطاب.
في البداية لو تحدثنا على الشعر الحميني..
الشعر الحميني شعر يتميز به اليمنيون فقط، ويقولون إنه ينسب إلى قرية حمين، ولا توجد أية دلالة تاريخية بأنه ينسب إلى هذه القرية. والشعر الحميني يبدأ بأربعة أبيات ثم تكفير وتوشيح، ثم أربعة أبيات وتكفير وتوشيح، وهذا يدل أن الشعر الحميني غنائي بالفطرة، وليس كل شاعر يستطيع أن يكتب شعراً حمينياً، وقد ذكرها محمد عبده غانم في كتابه (شعر الغناء الصنعاني)، وفصلها تفصيلاً دقيقاً.
نلاحظ عدم تعدد المقامات بالأغنية اليمنية. من السبب في هذا التصحر الفني الملحن أم المستمع أم الاثنان معاً؟
بالنسبة للمستمع اليمني يريد أن يسمع طبلاً وإيقاعاً فقط، ولا يعرف ماذا يغني الفنان، ولا يركز على غلطاته، ويفترض على كل فنان يحصل على قصيدة من أي شاعر، ليس من الضروري أن يلحنها، يجب أن يعرضها على ملحنين مختصين بالموسيقى والمقامات كالأستاذ عبدالباسط الحارثي، لكن الفنان هذه الأيام مجرد ما يطلع معه لحن يقوم بغنائه في الأعراس، وهؤلاء يعتبرون فناني أعراس فقط، بعكس القامات الفنية الكبيرة كالفنان علي الآنسي وعلي عبدالله السمة ومحمد حمود الحارثي، لدرجة أن الفنان علي الآنسي باع أرضيتين لكي يقوم بتسجيل أغنية (ممشوق القوام) وأغنية (وقف وودع) بتوزيع موسيقي، والفنان محمد حمود الحارثي باع نصف أراضيه من أجل الغناء، أما هؤلاء ليس لديهم أي أغانٍ، هؤلاء يشترون لأنهم فنانو أعراس، وأتحداهم أن يدخلوا إلى مستوى الفن والذوق والطرب.. فهناك أغانٍ طربية يتميز فيها الأستاذ الفنان أحمد الحبيشي فقط، والبقية فنانو أعراس، وكذلك الفنان شرف القاعدي، ولكنه مهضوم، لم يأخذ حقه، فالذي معه شلة يصبح فناناً.
بعد هذه الفترة في كتابة القصيدة الغنائية، ما خلاصة ما توصلت إليه؟
من أية ناحية تقصد؟
من كل النواحي؟
أنا دائماً أحاول أن أخاطب الإنسان العادي، إنسان الشارع، فمثلاً عندما تعطي الفنان قصيدة أحياناً لا يفهمها، لأننا نكتب قصائد أكبر من مستوى الفنان، وهذا يعود إلى مستوى ثقافتهم البسيطة، ففي بلادنا لا يوجد معهد موسيقى، ولا يدرسون مقامات موسيقية، فلا توجد دراسة فنية حديثة، أحسن واحد من الفنانين حاصل على الشهادة الإعدادية، المهم أن الفنان يحفظ (الشوق أعياني)، وخلاص أصبح فناناً.
بماذا يحلم الشاعر عبدالجليل قعطاب؟
أحلم بانتهاء هذا العدوان واستقرار الوضع، وأن تعود البلاد إلى الأفضل.
هل كتبت القصيدة الوطنية؟
نادراً ما كتبت القصيدة الوطنية.
لماذا لا تقترب من القصيدة الوطنية أكثـر؟
لأنه لا يوجد لها سوق، فسوقها انتهى.
قصيدة قريبة منك وترددها باستمرار..
هي قصيدة (اضحك)، وهو عنوان لديواني الشعري، وهي قصة حدثت لي عندما عدت ذات يوم من وظيفتي، وجدت ابني يبكي، وكان في أول ابتدائي، والآن هو في الجامعة، وكان ابني من الصعب أن يبكي، وفي ذلك اليوم كان يبكي بحرقة شديدة، فحضنته وسألته لماذا تبكي؟ فقال: المدرّسة ضربتني وأنا لم أفعل شيئاً، والطلاب الذين كانوا بجواري هم الفوضى، فقلت له اضحك.. ولم أتركه إلا وهو يضحك، وكتبت هذه القصيدة:
إضحك وخل الهم لي
إضحك فعاد العمر لكْ
وعيش أيامك سلي
فأنت في الدنيا ملكْ
وأنت أغلى ما غلي
عندي وما حد يعدلكْ
بك أنت همي ينجلي
وأنساه هم قبلكْ
اضحك حبيب أنت المهمْ
من أجلك الدنيا تهونْ
وامسح دموعك وابتسمْ
وارفع على صدري الحنونْ
أفديك يا روحي لو لزمْ
واطويك في وسط العيونْ
اضحك وخلي الهم لي
لا عاش من قد زعلكْ
اضحك ولا تحسب لشيء
وقل لدمعاتك تغيبْ
والله ما في الكون شيء
يُسوى دموعك يا حبيبْ
لك أنت وحدك كل شيء
لولاك بعمري ما يطيبْ
اضحك وخلي الهم لي
في وسط عيني منزلكْ
اضحك وضحكني معكْ
اضحك يكفينا جروحْ
للحزَن شاودعكْ
وللبكاء اتركني وروحْ
اضحك فإني أسمعكْ
فأنت لي موج وروحْ
اضحك وخلي الهم لي
اضحك فعاد العمر لكْ
من هو الشاعر الذي ترى أن قصائده تشبه قصائدك؟
الأستاذ عبدالحق الشرفي، فهناك تقارب وتشابه بين قصائدي وقصائده، حتى إن الكثير عندما يسمع قصائد عبدالحق الشرفي، يظنها لي، والعكس.
غنى لك الكثير من الفنانين، بصوت من تجد قصائدك أكثـر؟
الفنان حمود السمة هو الذي يترجم إحساسي، ولذلك أعطيته قصيدة (اضحك).
كيف تنظر لبعض الشعراء المحايدين من هذا العدوان؟
لا يوجد شعراء محايدون، هؤلاء مرتزقة لا أكثر.
هل لك قصائد ضد العدوان؟
كتبت خمس قصائد ضد العدوان.
كلمة أخيرة..
شكراً لصحيفة (لا)، شكراً لاهتمامها بالجانب الثقافي والفني.
سيرة ذاتية:
الاسم: عبدالجليل قعطاب
مواليد 1966م - متزوج وله 3 أولاد وبنت.
ضابط بالقوات المسلحة - خريج جامعة صنعاء 1992م كلية التجارة.
غنى له الفنان حمود السمة أكثـر من 70 أغنية، منها: اضحك وخلي الهم لي، كم من الوقت، يا متوج على عرش الحلا، شارد باب الهوى، شجمع قلوب المحبين، قالوا حبيبك مات، ليش هكذا تجرحوني، ماحد قسم بيننا، مع الأسف بعت روحي لك.
كما غنى له الفنان أحمد الحبيشي: أنا شاعلقك يا قلب وارتاح، ياسين على من تحنى وانتقش, محلا القمر لكن حبيبي أحلى.
كما غنى له الفنان شرف القاعدي: رسمتك في خيالي، مشتاق لك، ليت الأيام ترجع.
وغنى له الفنان حسين محب 12 أغنية، منها: مش ضروري أقلك، لا تقلي ولا أقلك، جئت لك عاني مُعنىّ، نزلت للسائلة.
وغنى له الفنان سام الخزاعي: ما مليح إلا وحمى، اليوم فيني وغدوة فيك، كذاب أكبر كذاب، اسأل عليَّ نجوم الليل، قررت أعيد النظر.
وغنى له الفنان يوسف البدجي: وحدك في الحلا وحدك، يا باطلاه، ماكنتش أغلط مرتين، شسمع قلوب المحبين، قصدي من الدنيا.
له مجموعة شعرية بعنوان (إضحك) (لم تطبع).
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي