حذرت من حدوث مجاعة خلال العام 2017
منظمات دولية: استمرار العدوان يفاقم معاناة اليمنيين

حذر المجلس النرويجي للاجئين من أن مليونين ونصف المليون يمني سيعانون من الجوع خلال عام 2017م، طالما استمرت الدوامة الجارية، مشيراً إلى أن عام 2016 م شكّل كارثة مدمرة على المدنيين.. وقال المجلس في بيان له: (شهد العام الماضي دماراً واسع النطاق وتدهوراً شاملاً للظروف المعيشية، حيث كان أكثر من 14 مليون شخص يذهبون ليلاً إلى فراشهم جائعين، وارتفعت أسعار المواد الغذائية الأساسية بنسبة 20%) عما كانت عليه قبل بداية العدوان.
تضاعف حالات الجوع
وأضاف البيان: (تشير التوقعات لعام 2017م إلى أنه إذا بقي الوضع على حاله ستزداد حالات الجوع أكثر من الضعف، وسيعاني 2.5 مليون شخص آخر من نقص في التغذية والحرمان من الطعام الكافي، ما يعني أن نسبة هائلة تبلغ 60% من مجموع السكان سيكافحون من أجل توفير الطعام لأسرهم).
وحسب البيان، وصل المجلس النرويجي للاجئين إلى أكثر من مليون يمني هم في حاجة في جميع أنحاء البلاد خلال العام الجاري، ولفت إلى أن حجم الأزمة الحالية بعيد جداً عن متناول القليل من وكالات الإغاثة الإنسانية المتبقية على أرض الميدان.
وأشار إلى أن مليون شخص يمثل نسبة صغيرة من إجمالي العدد الكامل الذي يبلغ 18.8 مليون شخص في حاجة ماسة إلى المساعدات الإنسانية أو الحماية، مبيناً أن المجلس يعمل في المناطق التي يصعب الوصول إليها في جميع أنحاء اليمن، على الرغم من التحديات في الوصول إلى بعض المناطق.. وذكر البيان أن حجم النزوح في اليمن ارتفع على نطاق واسع منذ بداية الأوضاع الراهنة، إذ يوجد 4 ملايين ونصف المليون شخص بحاجة حالياً إلى مأوى، ومازال نحو 2.2 مليون نازح في جميع أرجاء البلاد حتى نهاية العام الجاري، حيث نزح أكثر من 90% منهم لأكثر من 10 أشهر، منوهاً إلى أن العديد من النازحين يعيشون في أبنية عامة أو مخيمات مؤقتة العديد منها محرومة من الخدمات الأساسية كالمراحيض أو دورات المياه.

تدهور اقتصادي
وأكد البيان أن (الانهيار الاقتصادي في اليمن وشيك إذا لم يتم فعل شيء لدعم النظام المصرفي، الأمر الذي يعني استمرار عدم استلام موظفي الخدمة المدنية رواتبهم، كما أنه سيتم إيقاف الواردات كالأرز والقمح التي سبق وضمنها البنك المركزي اليمني، وتعني القيود على الواردات أن اليمنيين لن يحصلوا على السلع التجارية التي يحتاجونها بأسعار يستطيعون تحملها).
من جانبه، قال الأمين العام للمجلس النرويجي للاجئين يان إيغلاند: (إن الأرقام الناتجة عن عام 2016 مروعة، وهناك خطر يتمثل في حدوث مجاعة في اليمن إذا استمر الوضع في التدهور خلال عام 2017م، بالتالي علينا أن نضع حداً لهذه الكارثة التي هي من صنع الإنسان، والتي تجلب لنا العار جميعاً).. وأوضح يان إيغلاند أن المجلس واجه خلال عام 2016م صعوبات في الوصول إلى الناس الذين كانوا في أمس الحاجة إلى المساعدات الإنسانية، مشيراً إلى ضرورة رفع القيود كافة عن المساعدات خلال العام القادم، لتتمكن الجهات الفاعلة الإنسانية من تقديم الخدمات المنقذة للحياة في جميع أنحاء اليمن.
وتابع أمين عام المجلس النرويجي للاجئين: (تلقت خطة الاستجابة الإنسانية في اليمن لعام 2016 نصف التمويل الذي هي بحاجة إليه، وإن كنا سنتجه في الاتجاه نفسه عام 2017، فسيكون الوصول إلى جميع اليمنيين ممن هم في أمس الحاجة إليها، مستحيلاً، وقد أثبت العاملون في المجال الإنساني أنه يمكننا الاستجابة بسرعة للاحتياجات على أرض الميدان على الرغم من التحديات القائمة، ولكنه من المؤسف أن الالتزامات المالية لا تتطابق مع الاستجابة).
من جهتها، أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) أن طفلاً يمنياً واحداً على الأقل يموت كل 10 دقائق بسبب سوء التغذية والأمراض، محذرة من أن 2,2 مليون طفل يعانون من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العناية العاجلة.. ويشهد اليمن منذ نحو 20 شهراً عدواناً أوقع أكثر من 7 آلاف قتيل ونحو 37 ألف جريح منذ تدخل (التحالف) الذي تقوده السعودية أواخر مارس 2015، بحسب الأمم المتحدة.. وقالت اليونيسف في بيان لها: (يموت في اليمن على الأقل طفل واحد كل 10 دقائق بسبب أمراض يمكن الوقاية منها، مثل الإسهال وسوء التغذية والتهاب الجهاز التنفسي). وأضافت: (يعاني حوالي 2,2 مليون طفل يمني من سوء التغذية الحاد ويحتاجون إلى العناية العاجلة)، موضحة أن بين هؤلاء الأطفال 462 ألف طفل على الأقل يعانون من سوء التغذية الحاد الوخيم، في زيادة كبيرة تصل إلى 200% مقارنة بعام 2014.. وقالت اليونيسف إن (معدلات سوء التغذية في هذا البلد هي الأعلى والأكثر تصاعداً من أي وقت مضى، وصحة أطفال البلد الأفقر في الشرق الأوسط لم تشهد مطلقاً مثل هذه الأرقام الكارثية التي نشهدها اليوم).. وأشارت إلى أن محافظة صعدة، تشهد (أعلى معدلات التقزم بين الأطفال على مستوى العالم، إذ يعاني 8 من أصل كل 10 أطفال في المحافظة من سوء التغذية المزمن، في نسبة لم يشهد لها العالم مثيلاً من قبل).