شاعر الغزل عبدالله معوضة: الوطن قصيدتي الأولى وعشقي الأبدي
- تم النشر بواسطة صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي
عندما قرأت بعض قصائد الشاعر المبدع عبدالله معوضة، بدأت الغيوم تتكشف أمامي، وأحسستُ أن هناك عاصفة حقيقية بدأت تصب على بحيرة الشعر الراكدة.
قصائده شفافة في رقة اللفظ ولطف المعنى، وتصل إلى القارئ كأنها سطور ضوئية لا لبس فيها ولا التواء. قصائده كأنها أصوات خافتة تهمس في الأسماع همساً وتوقع إيقاعاً.
الشاعر عبدالله معوضة عُرف بالغزل، ومازال متمسكاً بحقل اختصاصه، فخوراً بما هبط عليه من إلهام. ويبدو أنه سيلغي بشاعريته كل من سيأتي من شعراء الغزل في بلادنا، ولن يقدر أحد أن يتخطاه، لأنه يمتلك مشاعر استثنائية تفرّد بها وحده، ومنح من خلالها شعر الغزل نفحة جديدة زادته غنى ورونقاً.
قصائده تنمو وتترعرع كأزاهير الحقول في موسم الربيع، وتنأى عن كل أشواك الحياة المرة.
الشاعر الكبير عبدالله معوضة واحد من مبدعي هذا الجمال وصُّناعه ومؤسسيه، ويشدنا إلى قصائده حنين دائم التجدد.. فالشعر حينما ينساب به قلمه، ليس مجرد مفردات لغة وتراكيب، لكنه نفَس ينساب في عشق وتدفق موسيقي.
نعاني خذلان الجهات الرسمية
في البداية كأمين عام مساعد لنقابة شعراء اليمن لو تعطينا نبذة مختصرة عن النقابة وعن الدور الذي تقوم به؟
نقابة شعراء اليمن هي أول صرح نقابي أدبي قانوني في اليمن، وثالث نقابة أدبية على مستوى الوطن العربي، أسسها الشاعر والأديب النقيب همدان محمد الكهالي، أواخر العام ٢٠١٥م، وتم الاعتراف بها رسمياً مطلع العام ٢٠١٦م، لتمثل الصرح الأدبي الأمثل لشعراء وأدباء اليمن، وبؤرة الثقافة والأدب اليمني الحديث، وحركة تجديدية أدبية ضمت مؤخراً فئة الفنانين والمنشدين إلى طياتها، لتمتد منها مدرسة أدبية سميت المدرسة الجوهرية الحديثة التي نسعى من خلالها لتنمية المواهب الأدبية والشعرية بفروعها الفصحى والنبطي والنثر وكُتاب الرواية والقصة والأقصوصة، ومن جهة أخرى الحفاظ على الموروث الأدبي والشعبي. ويرجع تأسيس المدرسة الجوهرية لمؤسس النقابة رائد المدرسة الجوهرية النقيب همدان الكهالي، هذا الشخص الذي يسعى جاهداً للارتقاء بالأدب والشعر إلى أكبر مستوى. ويدير هذه المدرسة الشاعر إبراهيم البرهوم، لولا ما نواجهه من خذلان الجهات الرسمية بدعم هذه النقابة، وبكوني الأمين العام المساعد رئيس فرع نقابة الشعراء بأمانة العاصمة وأحد مؤسسي هذه النقابة، أتوجه بدعوة الجهات المسؤولة للاهتمام ودعم هذا الصرح الأدبي الشامخ الذي يمثل وجه اليمن المشرق..
أهمية الإعلام
ماذا عن الإعلام ودوره في نشر الشعر؟
يمثل الإعلام العمود الفقري للحركة الأدبية الحديثة، وقد نظمنا عدة برامج وفعاليات كان لهم حضور خفيف، إضافة إلى المقابلات والبرامج الشعرية التي يتم خلالها استضافة الشعراء ومنحهم المتفسح الإعلامي لنقل رسالتهم الأدبية والشعرية، ونشكر دور القنوات الفضائية في ذلك التي تهتم بمثل هذه البرامج وتقوم بتغطيتها بالوجه الأمثل، كما نهيب بجميع الوسائل الإعلامية منح الأدب والأدباء جزءاً من نشاطهم الإعلامي وبرامجهم التلفزيونية وبصورة مستمرة، ليتمكن الأديب أو الشاعر من إيصال رسالته الأدبية لأبناء مجتمعه اليمني والعربي. كما نتوجه بجزيل الشكر والتقدير لصحيفة (لا) والعاملين عليها لإيلاء هذا الجانب اهتمامهم الكبير.
الوطن قصيدتي الأولى
لماذا لا تقترب من القصيدة الوطنية؟
الوطن قصيدتي الأولى وحكايتي التي لا تنتهي وعشقي الأبدي.
المثير والمؤسف في آن واحد أن بعض الشعراء يعيشون على هامش قضايا الوطن، برأيك لماذا؟
كما أخبرتك أن الوطن هو القصيدة الأولى والحب الخالد، وله تنبض حروفنا قبل قلوبنا، ولكن القصيدة الوطنية لم تروج كما ينبغي لها إعلامياً.
الغزل روح الشعر
أنت من الشعراء القلائل الذين يكتبون القصيدة الغزلية بشكل مائز، لو نقف معك ومعها على بعض التفاصيل..
نعم، معظم كتاباتي الشعرية لجانب الغزل، كوني أجد نفسي فيه، فهو الذي يجسد مشاعر الوجدان والعاطفة، بل ويعتبر لغة الشعر والأحاسيس، فما بعث الشعر إلا للغزل..
من لقبك بشاعر الغزل؟
حصلت على هذا اللقب في حفل تدشين نقابة شعراء اليمن.
هل لك قصائد غنائية؟
أكيد، وتغنى بها الفنان الرائع حارث الشمسي والفنان مصطفى الشبامي والفنان عادل الفقيه والفنانة ياسمين المقطري.
ما أكثر المبدعين
من لفت انتباهك من الشعراء الجدد؟
الساحة ممتلئة بالإبداع، وهناك الكثير منهم، لعل أبرزهم زين العابدين الضبيبي وإبراهيم البرهوم وفؤاد متاش، وغيرهم الذين لا يتسع المجال لذكرهم.
ماذا تعني لك قصيدة (أميرة القلب)؟
قلب القصائد.
من شجعك من الشعراء؟
الشاعر زين العابدين الضبيبي أدين له بالكثير.
بدأت مع الشعر الجاهلي
لنعد بالذاكرة إلى البداية، كيف كانت؟
كانت مع الشعر الجاهلي أيام الإعدادية، كنت أعشق الشعر، وأحلم أن أكون شاعراً في يومٍ ما، وكنت أقلد بعض النصوص، وأكتب أخرى، فأتعثر في إحداها وأجيد أخرى.
درامية لذيذة
عندما نقرأ البعض من قصائدك نشعر أنك أدخلت فيها نبرة غنائية ونبرة درامية، هل توافقني الرأي؟
لدي نظرتي الخاصة، أنظر للقصيدة من زاوية المستمع، وأبحث عما يبحث عنه، النبرة الدرامية تجعل من الشعر مادة لذيذة يشتاق لها القارئ بين الحين والآخر، وبالنسبة لكونها غنائية كطموح أن تنتشر بأصوات فناني اليمن، والآن يربطني بالفنان الرائع حارث الشمسي علاقة عمل قد تطول إن شاء الله.
ما هو الكنز الذي أعطتك إياه الحياة وتفخر به؟
ابني جمال وابنتي هنادي.
سباحة في الظلام
هل لديك طقوس خاصة لكتابة القصيدة؟
أطفئ الضوء، وأستلقي على ظهري، وأسبح مع الفكرة، فإذا تبلورت كتبت قصيدتي، ويجب أن يكون المكان هادئاً تماماً.
ماذا تعني لك المرأة؟
هدية ربانية لا تقدر بثمن.
ما الذي يستفزك؟
التدخل في حياتي الخاصة.
الشهرة حق طبيعي
كيف ترى الشهرة التي يحظى بها بعض الشعراء؟
حق طبيعي لهم.
بماذا يحلم الشاعر عبدالله معوضة؟
أن تنتصر اليمن، وتندحر قوى تحالف الشر، ويعود الأمن إلى وطني.
ماذا أضاف لك الشعر؟
حب الناس.
من هو الشاعر الذي ترشحه لنا ونحن بدورنا سنتواصل معه لاجراء لقاء معه؟
الشاعر الكبير أبراهيم البرهوم, مدير المدرسة الجوهرية بنقابة شعراء اليمن.
روائع شبابية
كلمة أخيرة..
كلمة أخيرة في ذات السياق أُحِبُّ أن أوجهها لمبادرة روائع الأدب الثقافية الشبابية، التي وإن كُنتُ رئيسها فلستُ إلا واحداً بين هذه الهامات الكبيرة والهِمم العالية، وهذا الذي يجعلني أوجه هذه الكلمة إليهم.
هذه المبادرة بأبعادها القلبية وأحلامها الجميلة وهدفها السامي، لم تجعلني أنا فقط من يكتب عنها، بل احتوت الثقافة بشتى أشكالها في الوقت الذي تكاد تكون الثقافة فيه شبه ملغية.
صراحةً لا أُخفيكم القول إنني أرى فيهم الأمل والعمل في آنٍ واحد، وما كلمتي الأخيرة هذه إلّا تحفيزاً لهم للاستمرار بنفس الهمّة ونفس المستوى ومثابرة الروح الثقافية للوصول بهدفهم إلى برِّ الأمان.
قل للتي حبها في صلب تكويني
ما بال هجركِ بالنيران يكويني
إني محبٌّ طواهُ البين منزوياً
يغري به الحلم من حينٍ إلى حينِ
ما أنفك أذكركم ولهان منغمساً
في عالم التيه علَّ الحلم يسليني
عيني تحرض أعصابي برؤيتكم
والقلب يرجف هيماناً ويعصيني
كم خلتنا والشذى من حولنا عبقٌ
بين الجداول يجري والبساتينِ
والطل والظل والأنسام تخدمنا
والأنس أقبل في سعيٍ يلبيني
أثير سر الهوى فيكم مداعبةً
وكنتِ في غمرة اللقيا تحاكيني
أضاحك البدر إغضاباً لغيرتكم
وكنتِ في غيرة الأنثى تصديني
وأنشد الشعر في أذنيكِ أغنيةً
وقد وضعتِ بإعجابٍ عناويني
أخال صوتكِ في أذني ويطرب لي
سمعي وقد لصقت عيناكِ في عيني
وقد مكثنا مع الأفراح نعزفها
وصوتكِ البلبل الريان يشجيني
فلو تحقق ما أصبو فرحت بهِ
ما كان بي مثلكم زهو السلاطينِ
مذ ذقت حبكِ مأسوراً بطلعتكم
أدركت في حينها ظلم المساجينِ
رفقاً بنا أو فصبي جمر سطوتكم
قد حل حبي لكم خرق القوانينِ
أميرة القلب أرجو من عدالتكم
نصبي على قلبكم حقاً وتعييني
المصدر صحيفة لا / حاوره/ عبدالرقيب المجيدي